الكتابة داخل علبة سردين

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

جيلان زيدان

أعلمُ أني أكتبُ في علبة سردين. القليل من الزوايا المعدّلة فقط ما أصطدم به. أغوص فيها ولكني بعيدة كل البعد عن بحر. أعلم أني أحتسي الملح الزائد مع القليل من الحبر, لأُبقيَ على ذكرياتي في هذا الفراغ الضيّق.

ليس بوسعي الكثير من الحركات والشقلبات والإنجازات كحركات الأسماك الطبيعية في مسطّح أكبر, لأني أحاول الحفاظ دوما على هدوئي الداخلي وعلاقاتي الكثيرة مع ذاتي؛ أو لأني لا أقدر.

أتناسى هذا البراح الذي يرادف الطلاقة, ويعنون أن تُبقيَ على أصابع يدك مفرودة باتجاه عكسي للموج, ويعني أن تنطلق دون استعداد.

أحب بعد يوم تعِب النوم فوق ورقة بيضاء, وأدّعي أني أفرغتُ طاقاتي العبثية, وأطلقتُ سراح أربعة وعشرين ساعة في ثقب, ربما أكون قد حولتها إلى جنس آخر غير جنس الطاقات, واستبدلتها بتكثيفها عبر لوح الذكريات البارد, ربما قد أكون سربتها سرًا عبر حفرة رمل, وربما قد..

ليس لهيئتي شكل ورقة, ولكن لقلبي بياضها الذي أحتفظ به كلما حاولتُ الكتابة, وأُجزمُ أني لم ألوّثه أبدًا..

فما زلتُ لم أكتب شيئًا, وقد مرّت حقب في الحقيقة وفي الحلم والخيال والألم والكثير.

الكتابة في علبة سردين نصّ محكم للغاية, تستطيع به النفس التشكل على هيئته: قصير الأطراف وغير منزلق..

لا بد وأني لم أحبه بعد. لكني انتميتُ إليه بشكل ما, بشكل مستطيل أو دائري, لكنه منغلق.

الظلمة فيه هي لون البحر هناك. لا فرق بين الأزرق والأسود.. ولا فرق بين طزاجة النصوص هناك, وبين ذكرياتك المحفوظة.

بيد أن الانجرافات التي قد تعرضك للخطر, تقترب منك هنا بشكل آخر, أن تنتهي فترة صلاحيتك داخل هذه العلبة الحديدية العديمة, وأنت بشكلك التقليديّ, لكنك تحبه حبًّا مسبّبًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعرة مصرية 

جيلان زيدان

أعلمُ أني أكتبُ في علبة سردين. القليل من الزوايا المعدّلة فقط ما أصطدم به. أغوص فيها ولكني بعيدة كل البعد عن بحر. أعلم أني أحتسي الملح الزائد مع القليل من الحبر, لأُبقيَ على ذكرياتي في هذا الفراغ الضيّق.

ليس بوسعي الكثير من الحركات والشقلبات والإنجازات كحركات الأسماك الطبيعية في مسطّح أكبر, لأني أحاول الحفاظ دوما على هدوئي الداخلي وعلاقاتي الكثيرة مع ذاتي؛ أو لأني لا أقدر.

أتناسى هذا البراح الذي يرادف الطلاقة, ويعنون أن تُبقيَ على أصابع يدك مفرودة باتجاه عكسي للموج, ويعني أن تنطلق دون استعداد.

أحب بعد يوم تعِب النوم فوق ورقة بيضاء, وأدّعي أني أفرغتُ طاقاتي العبثية, وأطلقتُ سراح أربعة وعشرين ساعة في ثقب, ربما أكون قد حولتها إلى جنس آخر غير جنس الطاقات, واستبدلتها بتكثيفها عبر لوح الذكريات البارد, ربما قد أكون سربتها سرًا عبر حفرة رمل, وربما قد..

ليس لهيئتي شكل ورقة, ولكن لقلبي بياضها الذي أحتفظ به كلما حاولتُ الكتابة, وأُجزمُ أني لم ألوّثه أبدًا..

فما زلتُ لم أكتب شيئًا, وقد مرّت حقب في الحقيقة وفي الحلم والخيال والألم والكثير.

الكتابة في علبة سردين نصّ محكم للغاية, تستطيع به النفس التشكل على هيئته: قصير الأطراف وغير منزلق..

لا بد وأني لم أحبه بعد. لكني انتميتُ إليه بشكل ما, بشكل مستطيل أو دائري, لكنه منغلق.

الظلمة فيه هي لون البحر هناك. لا فرق بين الأزرق والأسود.. ولا فرق بين طزاجة النصوص هناك, وبين ذكرياتك المحفوظة.

بيد أن الانجرافات التي قد تعرضك للخطر, تقترب منك هنا بشكل آخر, أن تنتهي فترة صلاحيتك داخل هذه العلبة الحديدية العديمة, وأنت بشكلك التقليديّ, لكنك تحبه حبًّا مسبّبًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم