الفصل الأول من رواية “بائع الحليب”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 22
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

آنا بيرنز

ترجمة: رولا عادل رشوان

 في ذات اليوم الذي وجّه فيه “فُلان الفُلاني” مسدسه إلى صدري، ناعتًا إياي بالـ “قطة”، ومهددًا أن يطلق عليّ رَصاصه، في ذات اليوم، مات بائع الحليب. أردته قتيلًا بالرصاص إحدى فرق الاغتيالات، لم يُثر قتل هذا الرجل أي اهتمام لديّ. بيّد أنه قد أثار اهتمام آخرين، كان بعضهم يعرفني؛ “لا بشكل شخصي وإنما كأن صادفوني في ذات طريق مثلا”، كان هؤلاء اللذين لطالما تحدثوا عنّي في شأن هذه الإشاعة التي اختلقوها ـ أو التي اختلقها بالأحرى زوج الأخت الأول ـ عن علاقة كانت تجمعني ببائع الحليب وعن فظاعة كونه كان في الواحد وأربعين من عمره بينما كنت في الثمانية عشرة فقط. كنت أعرف عمره تحديدًا، ليس لكونه قد قُتل وقد شاعت جميع أخباره في وسائل الإعلام، وإنما لأن ذلك كان موضوع حديث رئيسي ظلّ مطلقو الإشاعة يتداولونه لشهور قبل الحادثة؛ كم هو بشع أمر الواحد وأربعين عام والثمانية عشرة سنة، وكم هي مثيرة للاشمئزاز تلك السنوات الثلاثة وعشرين والتي تشكل الفارق بين عمريّنا، وعن كونه كان متزوجًا وأن مثلي لم  تكن لتسطيع إغواؤه، خصوصٍا تحت عيون هؤلاء المراقبين في صمت وهدوء. كنت ـ علي ما يبدو ـ الطرف المذنب في العلاقة مع بائع الحليب. ولكني لم أكن على علاقة ببائع الحليب. لم أكن أرتاح في الأصل لبائع الحليب، ولطالما أثار خوفي وارتيابي بسبب مطاردته لي ومحاولته أن يقيم معي علاقة. لم أكن أرتاح إلى زوج الأخت الأول أيضًا. كان يبدو ذو رغبة قاهرة في اختلاق أمور عن حياة الآخرين الجنسية. عن حياتي الجنسية. عندما كنت أصغر سنًا، في الثانية عشر، كان قد ظهر في حياة أختي الكبرى كتعويض عاطفي أخرق عن صديقها الأثير الذي تركته بعد اكتشاف خيانته. تسبب هذا الرجل الجديد في حملها، لذلك تزوجوا على الفور. اعتاد أن يُمطرني بملاحظات خليعة عنّي وعن جسدي، وأن يستخدم في حديثه معي كلمات ذات مدلول حِسّي، لم أستوعبها تماما في حينها. كان يعرف أنني لم أكن أستوعبها ولكنه عَلِم أنني كنت على الأقل قادرة على إدراك مدلولها. كان هذا الأمر يمنحه سعادة متناهية. كان في الخامسة والثلاثين من عمره، الخامسة والثلاثين بينما كنت في الثانية عشرة. فارق بمقدار ثلاثة وعشرين سنة أيضًا.

لذلك ظلّ يقذفني بملاحظاته ولطالما شعر أن ذلك إحدى حقوقه الجديدة المكتسبة باعتباره أحد أفراد الاسرة، لم أكن أتكلم لأنني لم أكن أعرف كيف يمكنني الرد عليه. لم يُمرر إليّ أي تعليق بينما تواجدت أختي بنفس الغرفة، ولكنه كان يفعلها دائما في اللحظة التي تنصرف فيها عنّا، كأنه مُحرَّض بطاقة حبيسة، مبرمجة ذاتيًا علي أن ينهمر منها سيل تعليقاته فور انصراف زوجته. أما عن الجانب الإيجابي من الأمر، فذلك كوني لم أشعر نحوه بأي رهبة جسدية. في ذلك الوقت، حيث كنا نعيش، كان الجميع يطلقون أحكامًا علي من حولهم بقدر ما يلمسونه لديهم من رغبة للعنف، ولقد لاحظت في الحال أنه لم يكن يملك أي ملمح للعنف، لم تكن هذه خلفيته علي كل حال. ومع ذلك ظلّ طبعه في محاصرتي بكلماته يمنعني في كل مرّة من اتخاذ أي رد فعل. إذن كان شخصًا قميئا وكانت أختي في حالة سيئة كونها حامل، وكونها لا تزال واقعة في غرام صديقها القديم ولا تزال تعاني من صدمة ما فعله بها، ولا تكاد تصدق كونه لا يفتقدها، لم يكن حقًا يفتقدها. كان يتشارك حياته مع شخص آخر الآن. لم تكن واعية حتى لوجود هذا الرجل الجديد، هذا الرجل الأكبر سنًا الذي تزوجته وما كانت لتستطيع التكيّف مع حياتها معه؛ بسنها الصغير، تعيسة للغاية وغارقة جدا في الحب، حب رجل آخر قطعًا. توقفت عن زيارتهم حتى مع علمي بحزنها الدفين وذلك لأنني لم أعد أتحمل وقع كلماته أو تعبيرات وجهه. بعد مرور ست سنوات، وبينما كان يحاول اغوائي وما بقى من أخواتي اللاتي يكبرنني، وبينما كنا نحاول ـ نحن الثلاثة ـ رفضه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بتهذيب أو برميه بشتائم مخزية، اقتحم بائع الحليب حياتنا هو الآخر، وإنما بصورة أكثر خطورة وأشد بعثًا للرعب.

لم أعرف لمن كان يبيع الحليب، لم يكن يبيعنا الحليب، ولا أعتقد أنه كان يبيع الحليب لأي كان. لم يأخذ من أحد طلبات لإحضار الحليب، لم يكن هناك أي حليب في الموضوع. لم يكن يسلّم لأحد أي حليب، ولم يكن حتى يقود شاحنة الألبان. لكنه اعتاد قيادة السيارات في الواقع، سيارات مختلفة، مثيرة للانتباه في الغالب، غير أنه هو ذاته لم يكن مثيرًا للاهتمام بحال. ذلك أنني لم أبدأ في ملاحظته هو وسياراته إلا حين بدأ هو يقودها مختالًا أمامي. ثم كانت هناك هذه الشاحنة ـ صغيرة، بيضاء،  بلا مميزات يمكن وصفها، قابلة لتغيير شكلها الخارجي، وكان يراه الناس يقودها من حين إلى آخر.

ظهر ذات مرة يقود إحدى سياراته بينما كنت أقرأ “إيفانهو” أثناء سيري. ولطالما اعتدت القراءة أثناء السير. لم أكن أرى عيبا في هذا الأمر بينما كان ذلك إحدى الذرائع التي اتخذها الناس ضدي. “القراءة أثناء السير” كانت بالتأكيد إحدى التهم المنسوبة إليّ.

“أنت واحدة من بنات فُلان؟ أليس كذلك؟ كان أباك كذا ابن كذا، أليس كذلك؟ واخوتك كيت وكيت وكيت وكيت، كانوا يلعبون في فريق هيرلي، أليس كذلك؟ اصعدي إلي العربة، سأوصّلك.”

بينما كان يتحدث إليّ كان بالفعل قد فتح لي باب السيارة. ذهلت عن القراءة لرؤياه. فلم أنتبه قبل حديثه لمرور السيارة بجانبي ولم أكن قد رأيت الرجل الذي يقودها أبدًا من قبل. كان يميل نحوي مبتسمًا في ودّ بدا محفّزا لي على إجابة دعوته. ولكني إذ وصلت لعمر الثمانية عشرة، كانت “الابتسامة الودودة المحفّزة” توقظ في نفسي احساسا مستنفرا حذر. لم يكن السبب في عرض التوصيلة في حد ذاته، هذا أمر شائع هنا بين من يملكون سيارات؛ لتوصيل آخرين داخل وخارج البلدة. لم تكن السيارات متوفّرة وحتي وسائل النقل العام كانت تختفي لفترات بسبب حوادث التفخيخ أو الخطف. وحتى معاكسة الفتيات بالسيارات، وإن كان في ظنّي مصطلح متداول، ولكنه لم يكن سلوكًا معتادًا أو معترف به، وبالتأكيد لم أتعرض له يومًا قبل هذا. على كل حال، لم أرغب في أن يوصلني أحد. بشكل عام، أحببت السير، القراءة أثناء السير، التفكير أثناء السير، وعلي نحو أدق، لم أرغب في ركوب سيارة هذا الرجل. ومع ذلك لم أعرف كيف أبرر موقفي، فلم يعرض الرجل عليّ الأمر بوقاحة، غير أنه يعرف عائلتي وقد عدد لي أسمائهم، أسماء كل الذكور في عائلتي، ولم أستطيع أن أتواقح ردًا على عرضه المهذّب. ولذلك ترددت أو لم أبد أي رد فعل في الحقيقة مما بدا كوقاحة من جانبي. “أنا أسير” رددت. “وأقرأ” رفعت الكتاب عاليًا، كما لو كان “إيفانهو” سيبرر تفضيلي للسير عن الركوب. “تستطيعين القراءة في السيارة.” لا أتذكر كيف أجبته. في النهاية ضحك وقال “لا عليكِ، لا تقلقي، استمتعي بكتابك.” وأغلق باب السيارة ثم قادها مبتعدًا.

في المرة الأولى، كان هذا تحديدًا كل ما جرى بيننا- وقد بدأت الإشاعة بالفعل بعدها. جاءت الأخت الكبرى لتراني، حيث أن زوجها ـ الذي أصبح الآن بعمر الواحد وأربعين ـ  قد أرسلها إليّ. وقد جاءت إليّ لإحاطتي بأمر ما وتحذيري. قالت أن هناك من رآني أتحدث مع ذلك الرجل.

“إليكِ عني!” قلت. “ماذا يعني هذا؟ هناك من رآني، من هذا الذي رآني؟ أهو زوجك؟”

“عليكِ أن تستمعي لي.” قالت. ولكنني لم أكن لأستمع لها ـ احتقارًا لزوجها وازدواج معاييره ولها لاحتمالها سخافاته. لم أكن أدري أنني لُمتها آنذاك وكنت ألومها طوال السنوات الماضية لا إراديًا علي ملاحظاته السخيفة تجاهي، علي زواجها منه بينما تُحب شخصًا آخر ولا تحمل لزوجها هذا أدنى احترام، على كونها تعلم، وكيف لها ألا تعلم، عن كل ألاعيبه وانحرافاته.

ظلّت تنصحني بأن أحسن التصرّف، وتحذرني من عاقبة أفعالي، وتلومني علي اختياري السيء لهذا الرجل بالتحديد لأقيم معه علاقة. أثار الأمر جلّ سخطي وأطلقت سبابي في وجهها، ذلك أنها كانت تكره الشتائم فكان ذلك هو الحل الوحيد لإخراجها من الغرفة. ثم صرخت عليها عبر النافذة بأن إن كان لدى ذلك الجبان شيئًا ليقوله لي، فليأتي إذن ويقوله في وجهي بنفسه. وكانت هذه غلطة شنيعة: أن أنفعل، أن يسمعني الناس ويروني علي انفعالي، أصرخ من النافذة، إلى عرض الشارع، تاركة نفسي لعنان اندفاعي. عادة لم أترك نفسي لتندفع بهذا الشكل، ولكنني كنت غاضبة ـ كنت أحمل كلّ هذا الغضب تجاهها لكونها زوجة خنوعة بهذا الشكل، تفعل دائمًا ما يمليه عليها، وتجاهه لكونه يحاول اتهامي بما يحمله هو ذاته من خِسّة ووضاعة. شعرت بمستوى من العند مرتفع وطاقة لتوجيه عبارة “هذا ليس من شأنك!” لكل من كان.

وللأسف، كلما فاجأني هذا الشعور، تلبسني العند وعزفت عن التعلم من تجاربي وحاربت لإيذاء نفسي بينما ارغب أصلا في تحريرها. أما عن الإشاعة التي ربطتني ببائع الحليب، فقد تجاهلتها كليّا، كان الفضول الشديد نحو أمور الآخرين هو السمة الغالبة في الحي. كانت تنتشر النميمة ثم تذوي، تأتي وتذهب، ثم تعود مسلطة ضوئها علي هدفها التالي. ولذلك لم أعر أي انتباه للإشاعة عن علاقة الحب مع بائع الحليب. ثم ظهر ثانية، هذه المرة سائرًا على قدميه، بينما كنت أتريض بجوار قنوات المياه. لم أكن أقرأ هذه المرة، فلم أكن أقرأ أبدا أثناء الجَري. وكالعادة ظهر من حيث لا أدري، مادًا خُطاه حتي حاذاني. أصبحنا فجأة نجري سويّا، وبدونا كما لو كنا اعتدنا الجري سويّا، وكالعادة كانت قد أصابتني دهشة، كانت لتصيبني لمثل أي ظهور مفاجئ لأي كائن بقربي، ناهيك عن هذا الرجل وتداعي تجربتي السابقة معه.

في البداية لم يتحدث معي، ولم أكن استطيع التحدث. ثم بدأ حديثًا عابرا، وبدونا كأننا اعتدنا تبادل الأحاديث العابرة. كان حديثه مختصرًا وكان يبذل جهدًا لمحادثتي بسبب سرعتي في العدو، كان يتحدث عن مكان عملي. كان يعرف عن عملي الكثير، مكانه، مهام وظيفتي بالتحديد، عدد الساعات التي أقضيها فيه، الأيام، والحافلة التي كانت تقلني إلى هناك في تمام الثامنة والثلث قبل أن تُسرق ذات يوم. حتى أنه قد أخبرني أنه يعلم أنني لم أعود يومًا علي متنها إلى المنزل. وكانت هذه حقيقة. اعتدت في كل يوم من أيام الأسبوع، سواء كانت شمسه مشرقة أو سماءه ملبدة بغيوم، سواء عانت الشوارع من حوادث إطلاق نار أو انفجار قنابل، وسواء اعترضتني مطاردات شرطة أو أعمال شغب، كنت افضل العودة إلى المنزل، على كل حال، سيرًا بينما أقرأ. كنت في الغالب أقرأ الكتب الصادرة إباء القرن التاسع عشر، لأن الكتب الصادرة في القرن العشرين لم تكن تستهويني؛ فلم أكن أحمل مشاعر طيبة نحو القرن العشرين. الآن، باسترجاعي لهذه الذكريات، أظن أن هذه معلومة كان بائع الحليب مُطلعًا عليها أيضا.

كان بائع الحليب يتحدث إليّ عندما عبرنا  بجوار خزان المياه العذبة الصغير بالقرب من ملعب الأطفال، تمامًا عند نهاية الطريق إلى الملعب. كان هذا الرجل يتحدث إليّ دائما وهو ناظر إلى الأفق، لم يلتفت نحوي مرة واحدة. طوال لقاءنا الثاني، لم يسألني أي سؤال، ولم يبد عليه أصلا أنه يحتاج إلى أي إجابة منّي. ناهيك عن أنني كنت عاجزة أصلا عن منحه إجابات. كان عقلي ما يزال في مرحلة “من أين ظهر هذا الرجل فجأة؟” ولماذا يتصرّف كأنه يعرفني وكأننا نعرف بعضنا البعض بينما لم تكن بيننا أي معرفة على الإطلاق؟ لماذا افترَض أنني لا أمانع وجوده بجانبي في حين أنني مانعت ذلك فعلًا؟ لماذا لم أستطع التوقف عن الجري وأطلب من هذا الرجل أن يدعني وشأني؟ في الحقيقة لم يراودني في حينها سوى السؤال الأول؛ من أين ظهر؟، بينما نمت الاستفسارات الأخرى في ذهني فيما بعد، ولا أقصد بعد مرور ساعة مثلًا، وإنما بعد مرور عشرين سنة. كنت في عمر الثمانية عشرة آنذاك، خاضعة لتربية مجتمع يحث الفرد على استنفار حواسه ضمن معايير أساسية ـ إذا لم يمارس تجاهك أي فعل يتضمن عنف جسدي، أو إساءة شفهية أو نبرة ساخرة، في هذه الحالة فلا خطر في المسألة، تحت قواعد مماثلة كيف كان يمكنني الشكوى ولم أواجه فعليًا أي منها؟ في عُمر الثمانية عشرة لم أكن بعد قد أدركت عن الخطوات الأولية للتعدي والانتهاك. امتلكت مجرد حدس، مجرد احساس بالاشمئزاز نحو بعض المواقف وبعض الأشخاص، لم أكن أدري أن لحدسي ومشاعري قيمة، لم أكن أدري أنني أملك مطلق الحق في ألا يعجبني اقتراب أي شخص مني، أو أنني لست مجبرة على تحمّل ذاك الأمر أو التعامل معه. كل ما استطعت فعله آنذاك هو أن أتمنى أن يتمكن الشخص بجانبي رجلًا كان أو امرأة من إخباري بما يريده ـ حتي وإن بدت نبرته/نبرتها وديّة ـ وأن يرحل أو انصرف أنا متى استطعت.

تنامي إليّ شعور أكيد ـ من خلال لقاءنا الثاني ـ أن بائع الحليب منجذب إليّ وأنه يحاول القيام بخطوته الأولى نحوي. علمت أنني استأت من انجذابه نحوي، وأنني لم أكن أبادله هذا الشعور. لكنه لم يشر بأي كلمات مباشرة إلى هذا الإعجاب بطريقة تؤكده. كما أنه لم يكن قد طلب مني أي شيء بعد حتى اللحظة. ولم يحاول افتعال أي تلامس جسدي، ولم ينظر حتى إلى وجهي طوال لقاءنا الثاني. إضافة إلى كونه يكبرني في السن، جدا، فهل يا ترى ـ تساءلت ـ قد فسّرت دوافعه علي نحو خاطئ، وأن الموقف يحمل تفسيرًا مختلفًا عما تخيلته؟ فيما يتعلق بعَدوِنا معًا، كنا نمارس ذلك في مكان عام. كان المكان يمارس دوره المنوط به صباحا كحديقة واسعة وليلًا كأرض خطرة سيئة السمعة. في الواقع، كان مكانًا ذا سمعة مكروبة أيضًا في الصباح، ولكن الناس لم يريدوا الاعتراف بذلك احتياجًا منهم للتواجد فيه أحيانا في وقت الصباح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مترجمة مصريّة و الرواية حائزة على جائزة البوكر مان البريطانية مؤخرًا

مقالات من نفس القسم