السينما المصرية والتطبيع مع اسرائيل .. مواجهة ام انسحاب ؟

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
كثيرة هى الخناجر التى نالت من مصر وادمتها بالاتهامات التى تؤكد على تراجع دورها فى المنطقة العربية خاصة فى الشأن الفلسطينى الاسرائيلى وبعيدا عن ادعاء الريادة التى لا تأتى الا من موقف قوة لا من تبعية او خضوع للعدو الرابض على حدودنا فالحقيقة الملموسة هى ان مصر الشعب لا الحكومة تتعصب لفلسطين وقضيتها اكثر من الفلسطينيين انفسهم . ورفض التطبيع مع اسرائيل يؤكد على صمود السواد الاعظم من المصريين امام الاغراءات ومحاولات الاختراق الاسرائيلية لصفوف الشعب المصرى الذى اعتمد مثقفية على فكرة رفض التطبيع مع اسرائيل كمعارضة سلمية لاتفاقية السلام مع اسرائيل التى وقعها الرئيس السادات متجاهلا فورة الرأى العام المصرى الرافض لالقاء السلاح قبل تحرير الارض والقاء اسرائيل فى البحر متبنيا العنجهية الناصرية التى لا تفكر فى طبيعة الصراع وقدرتنا على الاستمرار فيه بقدر تفكيرها فى تحقيق نوع من "المنظرة" التى قد تلقينا قبل اعدائنا فى البحر وهذا لا يعنى اننا يجب ان ننصاع للسلام الزائف الذى تفرضة علينا السياسات الاستعمارية الاسرائيلية الامريكية المشتركة

الجميل فى موقف المثقفين المصريين هو الموضوعية فى التعامل مع قضية التطبيع بالتأكيد على مبدأ مقاطعة اسرائيل لا مقاطعة العالم. وتعتبر قضية التطبيع الثقافى هى الشغل الشاغل لاسرائيل بعد الانتصار الذى حققته على الصعيد السياسى باقامة علاقات طبيعية والنجاح فى تحييد مصر والتطبيع الاقتصادى المتمثل فى الشراكة الجبرية التى حققتها اتفاقية الكويز ولم يبق امامها الا معركة التطبيع الثقافى التى توليها اهتماما بالغا نظرا لاهمية الثقافة فى تشكيل الشخصية المصرية او اعادة تشكيل الشخصية المصرية كما تهدف اسرائيل ولا يمكن التغاضى عن دور السينما فى هذا المخطط لانها الوسيلة الاكثر تأثيرا فى تفتيح او تغييب وعى المجتمع حسب اليد التى تحركها وكثيرا ما تاجرت اسرائيل بنا بادعاء تطبيع سينمائيين مصريين كما تاجرت بالسينما الفلسطينية بعد سرقة اعمال لمخرجين مثل رشيد مشهراوى وميشيل خليفى ونسبت ابوتها لافلامهما وافلام غيرهما من المخرجين الفلسطينين بادعاء انتاجها لهذه الافلام على انها افلام اسرائيلية رغم انها انتاج فلسطينى اوروبى مشترك وذلك للتأكيد على ذوبان الهوية الفلسطينية فى الكيان الاسرائيلى

والغريب ان هناك اتهامات طالت مشهراوى وايليا سليمان الذى يحمل الجنسية الاسرائيلية لكونة ينتمى الى عرب 48 الذين بقوا داخل اسرائيل بعد الاحتلال وهى الاتهامات التى وجهت الى يسرى نصر الله من مصر بعد مشاركته وايليا سليمان فى مهرجان تورنتو السينمائى وهو ما يدلل على ان لفظة التطبيع اصبحت مرادفا للخيانة لان الناس لم تعد تدرك معنى التطبيع ومغزاه فما قام به نصر الله وايليا سليمان هو محاولة كشف حقيقة استئجار مهرجان تورنتو لتجميل وجه اسرائيل وسواء نجحا فى ذلك ام لا فلهما شرف المحاولة لان التطبيع هو عدم اختراقنا ثقافيا لا مقاطعة العالم من اجل اسرائيل فهل علينا ان ننسحب دائماً ام نحاول المواجهة واعلان الحرب على ثقافتهم الدموية. فالسينما المصرية ابت ان تقبل فى مهرجاناتها فيلما اسرائيليا وكثيرة هى محاولات الاختراق الاسرائيلية للمهرجانات المصرية والعربية ولكنها محاولات فاشلة تدل على ضعف اسرائيل وهوانها امام ارادة السينمائيين والمثقفين العرب

فالتطبيع بالنسبه لاسرائيل قضية حياة او موت لان تحقيق مشروع التطبيع سيغلق ملف القضية الفلسطينية ويعفى اسرائيل من حمل السلاح طوال الوقت فاسرائيل مثل غيرها تسعى لتحقيق الامن والعيش فى سلام دائم وقد واجهت السينما التطبيع منذ اعلن سعد الدين وهبة قولته الشهيرة امام جموع السينمائيين متحديا السلطة التى تسعى للتطبيع قائلاً “نحن نريد السلام لا مشاريع السلام” اذا فالانتفاضة التى نقودها ضد التطبيع مشروطة بتحقيق السلام وعودة الحق الفلسطينى والعداء هنا ليس لليهود ولكنه لفاشية اسرائيل فالصراع هنا سياسى لا صراع دينى وهو ما يجب ان يدركة المهاجمين لمهرجان الشرق الاوسط لمجرد ان مديرة يهودى وعلى الرغم من ذلك رفض مشاركة افلام اسرائيلية فى مهرجان الشرق الاوسط احتراماً للموقف العربى الرافض للتطبيع وهناك بعض اليهود يرون فى اسرائيل مجرد عصابة تسرق الاطان واذا كان سكارليت مطعون فيه فلا يجب ان نطعن فى ايليا سليمان صاحب “يد الهية” الحاصل على جائزة مهرجان كان السينمائى لان هذه اليد الالهية وجهت صفعة لاسرائيل كما لا يجب ان نزايد على المخرج يسرى نصر الله لمجرد قبولة تحدى اسرائيل التى قد تمنع مد السينما المصرية فى المهرجانات العالمية بمشاركتها فى هذه المهرجانات ويكفى نصر الله انه قدم مرجعاً انسانياً هاماً أرخ للقضية الفلسطينية فى فيلمه “باب الشمس” فالهجوم الذى تعرض له اهل السينما ليس بحدة الهجوم على اتفاقية الغاز او الغاء المحاكمة الشعبية للمسئولين عن الاتفاقية والمؤكد ان اسرائيل لن تقبل السلام ويجب ان نطمئن جميعاً لان الشارع المصرى لن يقبل فكرة التطبيع حتى لو انصاعت اسرائيل للحل السلمى لانها استطاعت اقامة جدار نفسى عازل بينها وبين المصريين منذ ميلاد الكيان الصهيونى وحتى الان وهو ما يصعب على الاف المعاول تفتيته

 

مقالات من نفس القسم