الساق

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أنيس الرافعي *

 (1)

في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي.

في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي، حين طلب منها هو عربون حب

لايقبل الجدل.

في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي، حين طلب منها هو عربون حب

لايقبل الجدل،  فأهدته هي بلا تردد ساقها اليمنى.

في الحديقة كان لقاؤهما المعتاد هو وهي،  حين طلب منها هو عربون حب

لايقبل الجدل،  فأهدته هي بلا تردد ساقها اليمنى الاصطناعية،  كي يحتفظ بها

هو لأسبوع كامل.

هي تمضي من الحديقة بعكازين.

وهو يمضي إلى المنزل بالساق.

(2)

في المنزل كان سعيداً بالساق. سعيداً بها لأسبوع كامل. سعيداً بها لأنها ساق المرأة الوحيدة التي عضت قلبه. سعيداً بها لأنها الساق الوحيدة التي لا تذكر بساق أخرى. سعيداً بها لأنها الوحيدة من بين السيقان اللواتي لم يغرز الزمن فيها بعد أسنانه العنيفة. سعيداً وسعيداً وسعيداً وسعيداً وسعيداً بها كما لو أنها مازالت ساقاً بعد. سعيداً لأنه في كل ليلة نض من جذر الفخذ حتى الربلة عنها سنتمتراً فسنتمتراً جوارب النايلون،  وأعاد حشرها سنتمتراً فسنتمتراً في ذا  الجوارب. سعيداً لأنه في كل ليلة أقام في سفح الساق كي يزخرف الأظافر الخمسة باللون الأحمر الأحمر،  الذي جعله غير مضطر للتفاوض مع كلب الرغبة النابح النابح في داخله. سعيداً لأنه في كل ليلة تخيلها ساقاً بشعر خفيف

 غير لائق،  فرض عليه أن يمرر ويمرر رغوة الصابون،  ويحلق ويحلق حتى عاد السواد السواد إلى قواعد البياض ناصعاً. سعيداً لأنه في كل ليلة خاض معترك الساق بالهمسات،  باللمسات المتقاطرات الهاميات على اللحم الوهمي كالعربات غير محكمات الشد في قطار يندفع في البرية بمنأى عن توجيهات السائق نفسه. سعيداً لأنه في كل ليلة اقترب رعشة أكثر ورجفة ﺃقرب من شفاء الساق. من جعل الحياة في كل ليلة تدب من جديد في كل هذا السيليكون. من جعل الساق في كل ليلة لا تشكو بعد كل ليلة من كل هذا الغدر  الحاد،  وغير القابل للمراجعة الذي يسمى: البتر.

 (3)

في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو.

في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو،  حين لن ينتظر منها هو أن تطلب

منه هي عربون حب لا يقبل الجدل.

في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو،  حين لن ينتظر منها هو أن تطلب منه هي عربون حب لايقبل الجدل،  فأهداها هو بلا تردد ساقه اليمنى.

في الحديقة سيكون لقاؤهما المعتاد هي وهو،  حين لن ينتظر منها هو أن تطلب

 منه هي عربون حب لايقبل الجدل،  فأهداها هو بلا تردد ساقه اليمنى الحية

التي جزها بمنشار،  ووضعها هو في الثلاجة طوال أسبوع كامل،  كي تحتفظ

 بها هي إلى الأبد.

هو يمضي من الحديقة بعكازين.

وهي لاتعرف إلى أين ستمضي بهذه الساق الزائدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*قاص مغربي ، كازابلانكا

[email protected]

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون