الذي جاء قليلا ورحل …

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نهى محمود *

 مازال الحزن مثلما كان، يكفي حك السطح قليلا ...

ليبرز الحزن من جديد طازجا مثلما كان أول يوم . ايزابيل الليندي

أفكر الآن ما الذي ساكتبه عن الأديب الشاب الراحل محمد حسين بكر

، ابتسم للخاطر الخبيث – هل ثمة من يتذكره !

هل أعرفه بما يكفي لأكتب عن أدبه ... قرأت بعضا من مجموعته " عبد الله المسكين "، وقرأت عددا من قصصه المفرقة التي ناولها لي من اوراق كثيرة مبعثرة بالمستشفى

قراتها منذ سنوات ولم أفلتها من ذاكرتي ، لجودتها ولأنها مست بالضرورة اشياء في روحي فلونتها وبقت

لكني لا أعرف أن اكتب عن ادب بكر ، وعن مشروعه الذي أجهض بفعل المرض والموت،

تبدو قاسية فكرة إجهاض الأحلام ... نبقى مدنيين لأصحابها بأشياء مبهمة في أعناقنا ، وأنا مدينة لبكر بالكثير

هل أقص الحكاية التي لا تعني سوانا !

لا

لكنه كان صديقي الجديد وقت استعداده للرحيل عن العالم، صديقي الذي أعرف الآن انه كان اكثر طيبة من أخرين كثيرين يمتلئ بهم هذا الوسط الملوث بالحبر والأوراق والشر والحب والقسوة .

لماذا أكتب عن محمد حسين بكر اليوم

لأن ثلاث سنوات مرت على رحيله ، ولأني أهتم بالكتابة لأجل صغيرته نهى بكر التي أحبها ، وأريد ان أعلمها الآن أننا نكتب لنبقى

وأن ابوها الذي غادر كان يكتب ويخطط للبقاء ، وأن عليها أن تفخر به جدا ، لأنه عاش في سنوات عمره القليله ما يخاف اخرين على خوضه في سنوات عمر كثيرة .

ليس فقط لأنه ترك كتابا أو اثنين والكثير من المخطوطات تاهت بين وعود الاصدقاء ودور النشر   لنشرها … ولكن لأنه اختار أن ينتصر للحياة حتى وهو يكافح الموت ..

نهى التي جاءت للعالم لتبقى وتكبر وترث مزاجه الحاد العصبي ، وغضبه من العالم/ جاءت لترسم في عيونها الأمل والغد الذي يضئ في ضحكتها

وهي طفلة حليقة الرأس تبدو كساموراي

طفلة تتعلم الكلام والمشي والجري والغضب … نهى التي اتمت سنواتها الأربع وتغني الآن بالفرنسية بعض ما تعلمت في مدرستها

وتخبرني ان اباها في السماء ،

اكتب لأجل الأحياء ولذكرى الموت

أجل .. أكتب لأجل صديقتي الجميلة سهى زكي

تلك الفتاة التي لا أتكلم عنها ابدا خوفا من اتهامي بالمجاملة ، ولكن اليوم قليلا من الاتهامات لن يضيرني

ولو كان هناك الف سبب للكراهية ولا عذر واحد للمحبة سانتصر اليوم للمحبة ، وسأظن انكم ستصدقون

سهى إنسانة لطيفة ، أم مرتبكة لكنها تبذل كل جهدها مع صغيرتها

فتاة موهوبة جدا ، ولديها أحلام تكفي سلما طويلا نحو السماء ، تجمع حولها البؤساء والحيارى والمساكين … كيف تفعل ذلك! من اين تجيئها تلك الطاقة !

أراقبها منذ سنوات ولا أعرف

أجرب وصفا يحتويها فاجد امامي كلمة ” رحبة”

سهى فتاة لها روح رحبة تسع العالم بحزنه وضوضاءه

من يسع ألمها ووحدتها ! لا أحد

ربما الصغيرة والكتابة والمحبة !

هل يفي كل ذلك بالغرض ! هل نحتمل قسوة الحياة وتكرار تواريخ الوفاة والميلاد ، والذكريات والانتصارات والهزائم .

اجل قلوبنا تسع كل ذلك ويفيض

إلى بكر … نشتاقك ونفتقد صراعاتك وحكاياتك وحدتك وألمك

إلى نهى بكر أفرحي لأن الحياة تستحق ، إلى سهى لا شئ يداوي أوجاع العمر والروح قدر المحبة التي تفيض منك فتضئ عتمة الليل وترسم أسهما لطريق النجاة .

 

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار