الجوكر المتوحد.. فتحي عبد الوهاب

فتحي عبد الوهاب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسين عبد الرحيم

ممثل من نوع خاص وفريد في نكهته وملمسه الحسي، حتى فيما يخص تناوله والتلفظ بحوار أياً من الأعمال الدرامية التي يشارك فيه أو يقوم ببطولتها.

فتحي منذ أن قام بدور صغير كطبلجي في فيلم سارق الفرح للكاتب خيري شلبي ومن إخراج داود عبد السيد وهو يشدني من عقلي فيزيد من حبه ووقع حضوره في قلبي. عبد الوهاب صديقي. بدأت علاقتنا منذ عقدين من الزمان وكان مكان التعارف مؤسسة الأهرام بالدور الخامس، مقر إدارة تحرير مجلة نصف الدنيا في عهد الكاتبة الفنانة سناء البيسي، سنة 2000 تحديداً، عندما كانوا يحضر الفنانون في ضيافة مجلة نصف الدنيا وبترحاب من الأصدقاء ووالزملاء ـ رفاق الرحلة والمهنة ـ الكاتب المميز أسامة الرحيمي وزين خيري شلبي وطارق الضبع وعمر طاهر.

فتحي عبد الوهاب رغم ارتباطه الجيلي في بدء رحلة التمثيل مع كل من أحمد وفيق ومصطفي شعببان، بل تخرجهم المشابه من مددرسة واحددة أظنها وأتذكرها – استوديو الممثل في جيل لاحق لهاني رمزي .ومع ذلك إلا أنه يختلف في الأداء بمسار يخصه مثله مثل أحمد وفيق. ليست القضية هي التلون في الأداء ولا شكله ولا الإنفعال ولا حتى الثبات النفسي وولا الانفعالي في ركام أدوات الممثل في التلقي والطرح – فيما يخص بصمة وأداء الممثل- التمثيل هو أشبه بلطشة شجن وتفاعل يطرحه الممثل للرائي أو عليه أثناء مشاهدته في عمل ما، فيجر المتابع لعالمه ويرميه في بؤر من التوحد والتماس ونفرات الأسى والشجن وحتى الحنين وهذذا باختلاف طبييعة ونوع وشكل وتفاصيل دراما العمل الفني سينمائياً كان أم تليفزيونيا او حتى إذاعيا.

لو عندنا إيمان بضرورة تفعيل مدارس التمثيل وتحريك الممثل بأدوات منهجية وفنية بجانب ركام الخبرات من قبل التنظير كان سيكون لعبد الوهاب شأن آخر، فتحي يلعب في مساحات وألوان عميقة وفريدة ودائماً طازجة مثله مثل عمرو واكد وخالد النبوي وخالد الصاوي وليأت آسر ياسين من بعدهم..

الحلقات الاخيرة من مسلسل ريا وسسكينة هي خير شاهد ودليل على تميز وتفرد الممثل الرايق فتحي عبد الوهاب والذي يؤكد حتى بنظراته ووقعها ودلالتها مع ما يتلفظ به من لغات الحوار الذي يختلف من عمل لآخر بعمق حسي استيعابي مرتكن لموهبة وفراسه وقدررة عالية على التلون والهضم لكافة مكنون ومعاني الحسبة الدرامية.

 أكثر من 60 عملا في مسارات التمثيل والاداء المختلف بل الفريد، من أرض الخوف، لسهر الليالي لهاني خليفة ومن هاملت المسرحي الغارق في الفجيعة لمسلسل ريا وسكينة عن نص كتابي مؤلف مستمد من واقع وواقعة حقيقية حدثت بالاسكندرية منذ قرن فائت  كتبها الراحل صلاح عيسى وأخرجها كعمل درامي المخرج جمال عبد الحميد وانتاج العدل جروب وفيه  تتجلي خصوصية البراح بمعاني استيعاب وهضم مدارس التمثيل المختلفة بالنسبة للنجم فتحي عبد الوهاب عبر التحديق والتنقل بالنظرات والطلل في الفراغ لتثبيت جرعة الدراما عند المتلقي ليصير في حالة انجذاب تكاد تتخطي حالة التوحد المجرد بعيدا حتى عن تلك التفاصيل والعتبات أو الأسس المرتبطة بكافة الأسباب المتعلقة بمفهوم التوحد مابين المؤدي أو الممثل والمتفرج

 

مقالات من نفس القسم