البيت

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

قصة : نهى محمود *

البيت الذي يسكنه الولد صاحب القلب الأبيض

الولد الذي يرفض التحول لرجل لأن النفق الذي يجب أن يعبره من هنا إلى هناك سيكلفه الكثير من التصنع والزيف أكثر مما يحتمل قلبه .

الولد الذي يرفض ان يتحول لرجل فيخذل حبيبته إن أرادت مضاجعته لأنه يرغب في الاحتفاظ بروحه البكر بلا شهوات .

ذات البيت الذي يسكنه الرجل المحتمي بكهف حزنه منذ سنوات بعيدة ، ويخاف أن يغادره ...

كهف الحزن الذي نسجه بعد وفاة زوجته ورفض مغادرته حتى لا يكتشف كيف هو العالم قاس بدونها ...

البيت التي تسكنه فتاة الحكايات وتمضى الكثير من وقتها في التجول بالمظلة الزرقاء داخل حجرتها الكبيرة ،تمضي عليها فصول كاملة وهي تتجول هناك على ذات الحال دونما شريك سوى قطرات المطر في الشتاء ، وشمس هاربة من قسوة النوافذ المغلقة وملقية بظلالها على شعر البنت الكستنائي . 

البنت التي تمارس الحب مع الرجل ذو اليد الخشنة والجسد الثلجي الذي يترك في جوفها نطفة ثلج تكبر حتى تبتلعها .

البيت الذي قرر أن يحزن ويفقد رغبته في الحياة ويصاب بإكتئاب كالذي يؤدي بالبشر في النهاية للموت .

كيف تموت البيوت !

تموت واقفة كالأشجار أو تنتحر فتغرق كالأسماك.

غير ان اللون الرمادي يبقى صاحب السطوة على المشهد كله فيصبح قاسما مشتركا في كل ذلك ويترك بقعة على ابتسامة الولد ويد الرجل وروح البنت وجدار البيت .

يفعل كل ذلك ثم يجلس في ركن اللوحة ينتظر الصمت .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* روائية مصرية

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون