البالونة في الأعالي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 46
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبد اللطيف النيلة

    قال الهواء للبالونة أحبك، حين لثم ثغرها محتضنا إياها بين ذراعيه. أولج لسانه في فمها، فانتفخت وهمست: لكم أطير سعادة!

    قال سأجعلك تطيرين حقا. ونفخ فيها قسطا من روحه، فازدادت انتفاخا، وارتفعت عن الأرض. شهقت في دهشة: إني أطير حقا!

    قال لم تري بعد شيئا. ونفخ فيها قسطا آخر من روحه، فانتفخت أكثر، وتمايلت يمينا وشمالا، متصاعدة إلى أعلى. صاحت نشوانة: لكم أموت سعادة!

    دفعها باتجاه السحب، وقال أخشى أن تموتي حقا.

    سحرها التحليق في الأعالي، فيما كانت تلتذ باحتوائها لجزء من روحه. غير أن دواخلها كانت تهفو إلى لذة أعمق، فلم تتمالك نفسها وهتفت: طيّرني أكثر يا حبي.

    وحين نفخ فيها من جديد..، حوّمت في السماء، دائخة من النشوة. ثم التقطت أنفاسها، وفي انجذاب غامر إلى الذروة شهقت: لِجني بأسرك، لا تستبق منك شيئا.

    أجابها لا أستطيع.. لا أستطيع. ألحت عليه بدلال، فقال أخاف ألا يحتمل قلبك..

    أوغلت في الإلحاح، فتضرع إليها أن… إلا أنها صرخت: أنت لا تحبني!

    ولما لم تكف البالونة عن تكرار اتهامها، بانفعال طفلة غاضبة،  أولج الهواء نفسه…  غاب فيها بأسره، وتصادت صيحته في دواخلها: أحبك أحبك أحبك!

    فطفقت تنتفخ حتى غدت بحجم الكون.

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون