الاحتراف لا يليق بالشعراء

موقع الكتابة الثقافي writers 26
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أديب كمال الدين

في هذه الأبجديةِ التي لا أوّلَ لها ولا آخِر،

أنا مجرّدُ حرفٍ هاوٍ.

نعم، فالاحترافُ لا يليقُ بنقطتي.

*

أنا حرفٌ أضاعَ نقطتَه

في هذا الليل الذي لا أوّلَ له ولا آخِر،

فاحتجَّ على نَفْسهِ وعلى نقطته

ثُمَّ احتجَّ على الليل

ثُمَّ احتجَّ على الاحتجاج.

*

بينَ الهلْوَسَةِ والشِّعر

خيطٌ رفيعٌ من البكاء.

*

في المقبرةِ

رأيتُ الموتى ينامون هادئين جميلين

مثل مجانين فقدوا ذاكرتَهم وعناوينهم.

*

على شاطئ البحر،

كلّما ازدادَ عُري النساء

طالتْ لحيةُ البحر.

*

جلسَ الملكُ المجنونُ على شاطئ البحر

ومدَّ قدميه في الماء

فشعرَ ببرودةٍ مُنعشة.

التفتَ إلى وزيره

وأمره بتكريمِ البحر!

*

الحرفُ رسالةٌ هائلة

عادتْ إلى مرسلِها لعدمِ الاستلام

بعدَ أن بقيتْ في صندوقِ بريدِ الكون

عمراً تجاوزَ عمرَ نوح.

*

وحشتي اتّسعتْ حدّ الألم

فاضطررتُ إلى اختصارِ صحرائي الشاسعة

إلى حبّةِ رملٍ واحدة.

*

هكذا فأنا مجرّدُ هاوٍ في هذه الحياةِ العجيبة.

نعم، الاحترافُ لا يليقُ بالشعراء.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني