الأمل

موقع الكتابة الثقافي writers 13
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إيميلي ديكنسون

ترجمة: نبراس الحديدي

 

“الأمل” ذاك الشيءُ المكسوُّ بالريش –

الذي يأوي إلى الروح –

لينشدَ أغنية من غير كلمات –

مُسترسلاً في التَّغريد – دون توقفٍ أو انقطاع –

ويغدو أعذبَ – بينما يطرقُ السمعَ – حين تثورُ الريح –

ريحٌ ما لم تستحِلْ عاصفةً هوجاء غاضبة –

لن يسعها إرباكُ الطائر الوديع

الذي طوَّقَ الكثيرينَ بالدفء –

تناهى إلى سمعيَ شَدْوُهُ في البُقعة الأشدّ برودة –      

ووسطَ البحر الأكثر اضطراباً –

وفوقَ ذلك كله – إنْ عَظُمَتْ نوائبُ الدهر،

لا يطلبُ حتى كسرةَ خبزٍ – منّي – أبداً.

…………….

نبذة عن الشاعرة وأسلوبها:

تختصُّ إيميلي ديكنسون (1830- 1886) بأسلوب فريد في الكتابة لا يفهمه الكثير من الناس. فأسلوبها مشحون بالإيماءات والدلالات المختلفة، وهناك خاصيتان لكتابتها تميزها عن الكُتّاب الآخرين، وهي الكتابة بحروف استهلالية، واستخدام الشرطات في جميع قصائدها، كما تتَّسمُ بالغموض وشدة الحساسية، إذ يرجع غموضها غالباً إلى عادتها في الاستفادة من جميع أنواع الكلمات (الأسماء، والأحوال، والصفات، والأفعال)، أما حساسيتها الشعرية فترجع إلى كتاباتها التي تعبّرُ عن أقصى درجات الفرح أو الحزن.

كان تفرُّد الشاعرة وخروجها عن السياق المألوف في الكتابة والشعر الأمريكي سبباً في صعوبة فهم واستيعاب كتاباتها, وكذلك ترجمة أشعارها إلى العربية، غيرَ أن وفاتها كانت بمثابة شرارة انطلاق مرحلة جديدة من الاهتمام المتزايد بأعمالها.

يقول الناقد روبيرت سبيلر: «لحسن الحظ، لا حاجة لتأكيد شهرة إيميلي ديكنسون، فمعظم النُقَّاد يبدون متفقين على أنها ربما تقف مع ويتمان على قمة الإنجازات الأمريكية في الشعر… حيث أصبحت واحدة من أعظم الشعراء في التاريخ وأعظم الشاعرات جميعهن دون أن تتحرك من حديقتها».أعلى النموذج

* تستهلُّ إيميلي ديكنسون قصيدتها بصورة مجازية للأمل، إذ تشبهه بالطائر، واصفة إيَّاه بـ “الشيء”، كأنَّما تعرّفه تعريفاً معجمياً، لتحدثنا فيما بعدُ عمَّا يميز هذا الشيء، وهو الريش الذي يمنحه القدرة على الطيران، فيحلّق عالياً ثم يأوي إلى أرواحنا، حيث الروح مجثَمُ الأمل، كما العشُّ مجثَم الطائر.

مقالات من نفس القسم