إهليلج

إهليلج
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إسماعيل غزالي *

- إ-  

يا ندفها رغوةُ الكلمات

وصابون الشّفق في يد امرأةٍ

تكنس قشّ البيْدر

في أزقّة الغروب .

هو حباحبُ غسقٍ يتحلّب ضوؤه

في شقائق نعمانٍ يشلشلُ بها الدّم 

هنا البياض البياض الممتثل

 لغربان العزاء

القَصَبُ يهفو إلى زبد البيانو

والجرحُ يقلع عن ترميم غده ..

 لاخيط في خرم الإبرة بلْ صفيرُ

الرّيحِ تضْفر حبل العاصفة .

من بدّد شقارى حقلك شفيع الحافّة ؟

من خوّل لحياةٍ صغيرةٍ تتنفّس برئة قهوتك

أنْ ترتّقَ ثلمةً أوسع من تاء الأبديّة المغلقة

بريشة الصّرد ؟

 مَع ذَلِكَ أثّث الماءُ صمتَ الحجرِ

وقصفت الشّجرةُ ببندقِِ سرابِها

ثعالبَ الظلّ

لا ريب أن مزمارا قضّ مضجع السّلاحف البريّة

كيف انسكب هذا الزّعفران

 وما رصّصت المقبرة حلازين عشبها بعد ؟

 

كيف انسكب هذا الرّذاذ

ولم تفتح الغريبة شبّاكها الصّباحيّ بعد ؟

كيف أدوّن لها هسيس المويجة في بحيرة السّفح ؟

 

للزّهر الّذي لقي حتفه في ممرّاتٍ لم أسلكها بعد ..

للغيمة في لوحة مضرّجة بالدّنوّ..

للبحر المفتقد طنين أصابعي ..

نديف رغوة هذه الكلمات …

 

-ه-

ياندفها رغوة الكلمات

ما هَكَذَا تتلمّس العتمةُ

صبّارعزلتها ..

ما هكذا ترشح الدّبابير

على غصن الألم ..

 ما هكذا يعتذر بددٌ

لصحْوة لحمٍ في عضلة الرّيح ..

هذا طريقٌ حجرٍ يختلج برتيلاء المدى

تتعالق فيه كبواتُ أفراسٍ

تتثاءبُ في ضبابِ ينابيعهِ

الصّباحاتُ الفاجرةُ في عفافها ..

القلبُ أعزبُ الجهاتِ

وشِبَاكُ الصّائدين اعتورها خزّ الأمطار ..

  تِبْنٌ ما ،  يهَبُ عشيّته

لحريقِ ضغينة ٍ..

مَاءٌ ما ، يجهرُ بشقوق السّحاب ..

جمّيزةٌ ما ، خلف ريْب السّؤال

تخضّب القيلولة

بهلوسة الأربعين ..

الرّيفُ محْدِقٌ بخطوتي

وما حظائرُ النّجمة إلاّ سرير هذه اليد الغائمة ،

الغانمة شمس المراعي …

 

لم يخْطُرْ لصيفٍ أن يتحرّى سبيلَ قمْحهِ

في هاجرة حلمي …

لم يشْحذْ  نهرٌ بالَ خيطهِ

إلاّ و طرفُهُ معقودٌ في رسغي …

ليت نافورةً في أقصى العزلة

صاهرتْ هذا الدّم .

ليت حصى طوفانٍ

يؤثّث هذا الممرّ بين الشّفة

وصقيع الأغنيّة ..

ما عزّ على برْقٍ

فقْدُ هذا السّجع الوارف على خزامى الشّبابيك …

للهواء الّذي تفقّدتْه مهاميزُ الخريف

في عراء الكأس

للضّوء المخروم في جرح الصّحوة البكْر

لقطرةٍ نضحتْ من دفلى الغيابِ

نديفُ رغوةِ هذه الكلمات …

 

– ل –

يا ندفها رغوة الكلمات …

هنا ندمٌ يطْبِقُ بقبّة ضريحٍ على نزق السّريرة

هنا ندبةُ سُهادٍ

يستشري مدادُها في نهارِ المزغرداتِ عند ظلّ الختانِ

هنا صريرُ مخْلبٍ على نهْدِ زائرةٍ

ماجنة البراءةِ  .

لم تنثرْ ناعورةُ مسائكَ

رذاذَ خمرةٍ معتّقة في صهيل الدّوالي

ولا جنحَ غروبُ شمسٍ عاطرة الخزفِ

باستياء النّدامى من جير اللّغة ..

لا سنابل الغفوةِ ذهّبتْ حواشي السّمر

ولا إغماضةُ الجرْح الفاسقِ

أخجلتْ نشيجَ الخصية ..

الطّعنةُ وشقيّة ٌ

والفجرُ المتواطئُ يدلّ جوارحَ الغابة

على شرفةِ السّهرةِ المبلّلة بنجيع الهررةِ .

لكَ أن تتّقي نصل الضّوء

ناحيةَ النّافذة السّقلبيّة

وأنتَ فاحشُ الثّمل

لك أن تجهز على ذبابة القبْر

بكأسك الأخيرة ..

ولبصيص القطرة الفاختة في قاع الزّجاجة

لخيال فراشةٍ شحذَتْهُ على إبر الصبّار

لزجاجٍ تهشّم في زقاق روحكَ

نديفُ رغوةِ هذه الكلماتِ …

 

– ي –

 يا ندفها رغوة الكلماتِ …

بمديةٍ  شجّ  بعلُ غيمةٍ

مَداهُ

ونزّ هذا الحبرُ المخضّلُ بياضِ الثّلج

في خلاء الورقةِ ..

وبخفّة تناهز رشاقة الأولى

رمتْ بفأسٍ عشيقةُ مطرٍ

وأصابتْ جبين شفقٍ

فشرشر هذا النّبيذ المخضّب قرمزَ شفاهِ النّسوةِ

– الفالتات بخيط الكمنجات

السّاقيات عشب الصّلوات

بنميمة الجدول – ..

لم يقلعْ ملاّحو السّديمِ

عن ترويض موج الحليب الشّرس .

هنا على حجر بازلت

فصلَ منجلٌ وردةً

عن ساق نداها الملحميّ

هنا ادّخرتْ صدفةُ حلزونٍ نافق

غبارَ الحربِ المنسيّة

هنا دُكّتْ جمجمة يربوعٍ

                        على ضفّة صهريجٍ

بمطرقةٍ احترفتْ شرخ اللّوز .

 

لحرباءٍ فقدت ذيلها سهْوا

في معترك الظّهيرة

للقلاقٍ سبكَ منقارَهُ برْقُ مباغتةٍ

لظفْرِ حجلةٍ تكسّر في نبْشِ بعْر أيلٍ

نديفُ رغوةِ هذه الكلمات …

 

– ل-

يا ندفها رغوة الكلمات …

هل من أملٍ للجبل كي ينحني على

سحابةٍ تخاصرهُ ؟

هل من قُبْلة مغموسة في ليمون عشيّةٍ

لجزْعٍ نابتٍ في ثغر الصّمتِ ؟

عجزاء وارفةٌ هذه الفضيحةُ الّتي تكتنز

هفوات لساني الرّاهب

لا عهْدة لشعاعٍ يودّ استنساخَ

الهاوية بين ترقوتيْ أغنيّةٍ سائحةٍ

قد يعمّر هذا الأزيزُ في جناح جرادةٍ

أبعد ممّا توقّعه شعيرُ الهجير..

لاتلتفتْ إلى ما ترْطن به البومةُ على سطح الجمعةِ

تقول وصيّةُ الشّقرّاق

على تينةِ السّبت

والأحد ينهض ورائحة روث حيوانه 

من سباتِ نخالة الشّعاب المقفلة

هو القسطلُ

يتهدّد كلّ رؤيا بغلسِ الإلحادِ

هي أقراطُ امرأةٍ غائرة في أرجوانِ الأصائل

تتحرّش بالفراغ الفحْل

– فراغٌ منسكبةٌ فضّتهُ فوق ما حدستْ به كاهنةُ السّرمد –

هو نسرينُ صيحتكِ يا صديقةَ غدي

يمرّنُ قواريرَ عطرٍ

على خجل الزّلازل..

 

لشوارع ترتكب حتْف الأحذيّة

لسقوف فزعٍ لم ترمّم كوابيسها

لدلوٍ خذله حبل المشنقة اللاّيصل بئر الموت

نديفُ رغوةِ هذه الكلماتِ …

 

– ج –

يا ندفها رغوة الكلمات …

 

النّعناع يفْردُ ورق ذاكرته

لما تناسته المواويلُ من نبع الصّدى .

كلّ هذا العبق لايكفي

ليحُولَ بين سخام القِدْر على أثافي الصّباح

وبين مرآةٍ خاب الوجهُ في استكناه عذريّتها المطهّمة ..

هرجٌ كلّها القيعانُ

الصّمتُ باهظ الرّفقة

وعواصف الجهات مهدارةٌ

لَمْ يعدلْ فجْر الكأس

في إهراق الضّباب

ولا التأمتْ أخاديدُ الصّورة

بطَلِّ البوْحِ

هنا تفّاحٌ ترثي صدأه جمهرة الأقداح

هنا التّبغ يدبّر خيانةً بين حجر البحيرة

وتمثال السّاحة

هنا يفشل الهواءُ في سكّ نظامٍ

لشيخوخة الرّئة ..

 

مالّذي سينقشعُ في رمادِ أكواخٍ

شهقَ به جرسُ المعزاة الرّقطاء ؟!؟

 

لقبرِ الجنديّ المتخلّف وراء الصّنوبرة

لشعبذةِ النّاي على ربْوة الملْح

لظلّ المسمار المدقوق في صدغي

نديفُ رغوةِ هذه

ا

ل

ك

ل

م

ا

ت

.

.

.

          

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[email protected]

*شاعر مغربي

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني