إلى أريج

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مثل طفل صغير يرى نور الحياة لأول مرة فيبكي خوفا من انفصاله عن مصدر أمانه، يبحث في وجد عن ثدي أمه ليتشرب لحظة سكون أَلِفه وتعود عليه، أراكِ فتبتسم لي الدنيا وأشعر بسعادة بالغة، كيف لا أشعر بها؟ هكذا حال من يتعثرون بحلقة نورانية يختبئ في داخلها كنز يغني قلوبهم من برودة الحاجة وقلة حيلتها.

أكتب إليكِ عزيزتي وفي كل كلمة يقف أمامي خيال كلمة أحبك، فهو ملح بشكل غريب، عادة عندما أشعر بمحبة أحدهم لا أنكر أبدا، على العكس تماما أباغت من أحب بعفوية دون خوف من قلقه واحتمالية هروبه من اقتحام غريب لعالمه المنطوي عليه.

ولكني لا أريد منكِ أن تفزعي، فالحب هبة لا نملك وهبها ولو أردنا، هي بسيطة وعميقة تحمل رحمة ووداً وقدرة على الإنصات للفهم والاحتواء، بمنتهي البساطة والوضوح، لم أكن أريد أبداً ترك حضنك الدافئ بالأمس، لن تتخيلي شعوري بالراحة والاطمئنان والود، هي راحة يتيم وجد للتو ملجأ يحتوي وجوده، راحة صوفي بحث عن تواصل مع السماء فاكتشف أن السماء تكمن بقلبه وقريبة منه لدرجة أنه لا يستطيع رؤيتها فهو يحتضنها.

أتعرفين يا حبيبتي لماذا أنتِ بقلبي مميزة وساحرة؟

لأنني غنية بالفعل، لم ينقصني حب أو ود أو رعاية، لدي كل شيء، الزوج الرائع المحب برغم كل شيء، والابنة الجميلة المبهجة والعائلة، لدي راحة أصلية ورحابة فطرية ولم أكن في حاجة لحب أرتق به وحدة ما، فأنا لا أشعر بالوحدة مطلقا من يوم عرفت زوجي وتزوجت منه لأن وجوده يشعرني بالامتلاء، ولهذا محبتي إليكِ ارتقاء خطوة علوية لمن لم يكن بحاجة لحب يغلق به ثقب ما في روحه.

تعودت منذ فترة على التحدث مع نفسي بصوت عالٍ، أكتب بعد أن أنصت إلى قلبي وعقلي، أحاول ترجمة كل لحظة فارقة تنمو هناك في منطقة لا أعرف أين تقع، بالداخل منطقة بعيدة أتعرف من خلال بوحها على ذاتي على غد أحبه، فأنا أحب الحياة ولا أتمسك بها، ولأنني لا أحب الفقد فلا أتمسك بشيء يمكن فقده لذلك أتمسك جيدا بما ينمو في قلبي فهو المصاحب لي دائما دون فقد، أحب كل لحظة مررت بها في هذه الدنيا مهما بلغت فيها حماقتي أو حزني أو حتى غبائي، فمن نزقنا وتهورنا وغبائنا ننمو ونكبر وتنضج تجاربنا وتترجمنا.

فلم نكن على ما نحن فيه الآن، إلا لما كنا عليه من قبل.

أشكر الله لأنه خلقني على ما أنا عليه، وخلق في كل ما أحب سحرا يمدني بالرضا، أنتِ يا حبيبتي نور من رضا الله عليّ أتعرفين هذا؟، أن نكتشف مكمن سحر جديد في عالم رتيب لا ينطوي ظاهره على السحر، نشكر الله كثيرا على دهشة وجوده واكتنازه في مخلوقاته، سبحانه وتعالى خلق سحرا جميلا في ابتسامتك الخجولة التي لا تظهر جانب روحك المتوثبة، التي تصبو للخروج من قيود الجسد والجدران المحيطة بالعالم من حولنا.

للسماء باب واحد ننفذ منه على كل الأبواب، أنا أعشق باب البنات، فهن سر يعرفه الجميع ولا يعرفونه، طاقة لا نهائية على العطاء والود والمساندة، البنت نفسي وجوهري وروحي الهائمة التي أتحسس بها العالم الذي لا أراه فعليا، فقط أري انعكاسه في عيونهن، أراني بسيطة وجميلة وحالمة وأري أنه هناك دائما رزق جديد وعطاء جديد، السماء لا تكف عن العطاء والأرواح لا تكف عن الارتقاء والحب مفتاح الحياة ومفتاح محبتها لذا أحبكن جميعا في تكثيف يلخص اسمك الذي يوحي برائحة الطمأنينة والسكون.

مين يختشي م الصبح

لما يعكس الضل اللي كان في القلب ساكن

لحظة حنان أني أكون نفسي

زى المطر نازل من قلب السما

ترياق لجرح الأرض

وجد المحبين مختزل في لحظة الاحتواء

ثم..

الارتواء والطرح

مين يشتريك إذا كنت مش متباع لحد

مين يشتري المكتوب بحبة ود

مين يحفر الكلمة ف قلبك

كن.. فكنت

 

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار