أنف لا يحمل الفراشات

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مروة سعيد

أحمل رأسا فوق عنق صدئ

يصدر صريرا كلما تقلبت فى فراشى..

يوقظنى من أحلام أم هى كوابيس ..

صوته ينخر أذنى فيغزو عالم أحلامى وكأنه جزء منه..

رياح تعصف بالعنق تنفر عروقى بالدم الأخضر ...

الهواء المحمل باليود يلهب جلدى ولكنى أستمتع به ...

يبدو أننى مازلت أشعر…

رأسى يتزاحم بالأفكار تتراكم وتتعارك …

تدمر منطقة الرؤية وتنعدم البصيرة …

أتخبط فى الظلام و فيه لا أرى كفى …

أرسم إبهامه و خنصره وأكتفى بهما ..

أعيد هيئتى بالكامل، ألون شعرى بالأزرق لأعيد ذاكرة الطوفان

وبحدقة عينى الحمراء سأذيب جليد القطبين…،

سأجعل أنفى مسطحاَ حتى لا تقف عليه الفراشات

وتثير حنقى بخفتها ..

وفمى لن يصدر سوى النغمات

فلن تسكنه الكلمات يوماً آخر..

سأجعل يديّ من الهلام حتى لا تتعلق بالأشياء

وأكتافى المثقلة سأصنعها من الهليوم وبهما أكون أخف من الهواء …

ولكن أيقدر الهليوم على حمل قلبى ايضا …

أحتار بين الحديد والنحاس، سأترك أمره الآن إلى أن أجد معدناَ أخف ..

أحب رائحة الكبريت..

لذا سيحمل دمى إياه بدلا من الأكسجين …

أطفو فوق إحدى السحب تاركة قلبى فى بطن الأرض

أتمدد عليها فأرى ساقى بطول السماء …

السحب أصبحت مجرد درجات هشة للصعود …

الصعود للسماء أسهل بأكتاف من الهليوم

وبأنف لا يحمل على حافته الفراشات  

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني