أصداء الميدان المهجور

أصداء الميدان المهجور
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فرانسوا باسيلي

إلى ثوار يناير   

سيبقي وفياً لأغانيه

يحمل أحلامه الكبري 

في الطريق إلي المعتقل 

فما عاد منفاه يسعفه 

ولا الوطن الأول 

.

سيبقي وفياً

لأغنيةٍ تتمهل 

في طرق الذاكرة 

وفارسةٍ تترجل 

عن صهوة الزمن الأجمل

.

وفي كل وقتٍ

سيبقي وفياً

للوطن المحتمل.

…………..

ثمن العشق

كلما فتحت فمي 

جائعاً للقمةٍ، أو قبلةٍ 

ألقمتني بلادي خبزاً 

مغموساً بدمي 

وقبلتني علي فمي 

فأرتمي 

علي ذراعها، وأطلب المزيد 

فتقول لي 

إن جئتني في ثوب عاشقٍ 

ستعود في ثوب شهيد.

………………

آجيوس، يارب ارحم

أيامي مشحونةٌ بالطائرات 

والمطارات الحزينة 

تُوَدِّعُنِي، وَأُوَدِّعُهَا

بلا قبلات 

ولا أناشيد

مطارٌ هنا، ومطارٌ هناك 

يؤدي إلى ما يزيد 

من التيه والطرقات

وكل الطرق

لا تؤدي إلي ما أريد

.

ولا إلى أحدٍ

سواك 

أيها الوطن الهلامي البعيد 

لا أرض لك 

ألوذ بها 

لا سماء لك 

أصلي لها 

لا مدينة 

.

أيامي مشحونة بالطرقات 

وكل الطرق 

لا تؤدي إلى ما أريد 

ولا إلى ما لا أريد 

لا القديم دام لي 

ولا وجدت نفسي في الجديد 

وآلهتي التي في السموات 

لم تعد تقبل الصلوات 

من الخطاة، ولا الصالحين 

.

آجيوس أوسي أوس 

يارب إرحم 

آجيوس أوسي أوس 

يارب إرحم 

يارب كم أكلت من خبز الجسد 

وشربت كأس الدم 

فما نفع المحبة

وما نفع الرجاء

وما نفع الألم 

.

آجيوس أوسي أوس 

يارب ارحم 

آجيوس أوسي أوس 

يارب ارحم 

يارب يا أرحم الراحمين 

لم يعد لي مكان أمين 

علي الأرض 

ولا لأمتي 

مكانٌ في الأمم.

………..

 القرين 

لي قرين 

يجلس مثلي 

في عرين الوحشة 

كأنه أهلي 

وكأني ريشةٌ هشة 

في لهاثه التي تلفحني 

كلهاث روحٍ 

تترك الأرض 

فجأةً

إلى سماء الدهشة 

.

لي قرين 

يحتل جسدي 

يكتب كل يومٍ بيت شعرٍ

بيدي 

وكل بيت يكتب

يصيبني

برعشة  

.

كأنه أنا الذي أكتب 

أو كأنه يكتبني 

ويمحيني 

لي قرين 

يقتلني 

ويحييني 

وأقتله 

في حلمي 

وفي يقيني 

مكانه 

مكاني 

وزمانه 

زمني 

لا فرار لي منه 

كأنه 

البعيد

وطني.

………….

  هل سيهرب مني النخيل؟

هل سيهرب مني النخيل 

راكضاً بغصونٍ مخضبةٍ بدمائي 

إلى هوةٍ شاغرة 

كما هربت سحبٌ بالصبايا 

رقدن علي قطنها كل ليلٍ عرايا 

فلم أستطع لمسهن 

لأحرك ماء بحيراتهن

سوي بعصا الساحرة 

فينهضن كي يغتسلن بدمع المرايا 

ويتجملن ليدخلن

في جنتي وسمائي  

.

هل ستهرب مني التراتيل 

قبل أن أهبط النهر كي أتعمد 

أنا والتي روحها لثمت روحي 

والتحم الجسدان فلا يفصل النهر بينهما

والماء يحمل سر الحياة

ويعبر من جسدٍ لجسد 

فنهلل 

هذه ليلة الأغنيات الطويلة

ولا سواك يا جميلة 

فلا تعشقي تحت هذا الغمام

سوايا 

.

وحلت علينا ملائكة الليل قائلة 

ليس في الحب معصيةٌ

ولا بين عشاق هذي الحياة

خطايا 

.

هل ستهرب مني الأناجيل 

قبل أن أقرأ إنجيل ميلادي؟ 

قبل أن أتحرر من أحرفي وقيودي 

قبل أن أتغني بمزمور نفسي 

وأنشد في ليل عرسي 

نشيد إنشادي؟ 

.

هل سيهرب مني النيل 

قبل أن أعود إلي مصر 

وتعود إليَّ بلادي؟ 

………………..

*قصائد من ديوان “لوعة اللوتس” يصدر قريباً

مقالات من نفس القسم