أسرار الكائنات: “أعرف أنكما تسمعان وتتكلمان… لكن لا تثيرا صخبا”

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ياسمين مجدي

"شيكو وشيكة عروستان جميلتان، وهما صديقتان من مدة طويلة. منذ كانا قطعتين من القماش، ملفوفتين في دولاب ماما سعاد، وكانا حينها سعيدين بالجلوس مع الأقمشة والملابس الأخرى،. وفي يوم من الأيام أخرجت ماما سعاد القطعتين وصنعت منهما عروستين جميلتين".

تأخذنا حكايات “بيننا سر.. سر كبير” إلى الأسرار التي تخبئها الكائنات بعيدا عنا ولا نعرفها، فنحن لا نعرف نظام عمل الابتسامة في العالم، ولا كيف تختبئ العرائس القماشية داخل الدولاب. تأخذنا مؤلفة الكتاب نجلاء علام إلى هناك، في مجموعة قصص مليئة بالأسرار.

أفكار القصص بسيطة جدا، لكنها تقدم للطفل سؤالا خفيا كبيرا. فالأرجوحة تخبر البنت أن يطيرا إلى أعلى عند الشمس. هذا هو عملها وهي فكرة بسيطة جدا. لكن الفكرة الأكبر حين تقول الأرجوحة: “السعادة ياحبيبتي في المحاولات. ولذلك أنا أسمى الأرجوحة السعيدة من كثرة المحاولات. فأنا أحاول منذ سنوات وقد جلس على مقعدي آلاف الأطفال، وفي كل مرة نسعد بالطيران“.

تتوالى الأفكار البسيطة في القصص لكنها بزاوية ملهمة لتفكير الطفل، فالعرائس القماش التي صنعتهم ماما سعاد لا تتكلم أو تتحرك أمام الأطفال، وتمثل أمامها أنها ثابتة، ليكون هذا سرها مع ماما سعاد. وهذا مدخل لدفع الطفل في التفكير عما تفعله الأشياء في عدم وجوده.  

الأسماء أيضا التي اختارتها المؤلفة لشخصياتها كانت مرحة ومختلفة مثل كشر ولي لي وشيكو وشيكة.. والبيضة ناني وتاتي وميمي.

  وما جعل الحكايات أقرب لروح الطفولة أن الكاتبة تتقمص أفعالا يريد الطفل القيام بها، مثل الفتاة التي تحمم الخروف بالشامبو. 

أبطال قصص الكتاب موجودون حولنا، لكننا لم نكن نراهم بالطريقة التي كشفوا بها عن أنفسهم في تلك الحكايات، حتى الشمس “متشوقة مثلنا، أكيد. وإلا لم أرسلت ضوءها في كل مكان كي نصحو معها ونحكي لها الأخبار” هكذا تتحدث الأشياء في المجموعة، وتكشف أسرارها. 

 تستمر الأشياء في كشفها عن أسرارها الخفية، وما الذي تفعله أثناء قيامها بمهمتها، أو في غياب عين الانسان عنها. فنرى الكتاكيت المختبئة تحت أجنحة أمهاتها، والعصافير الصغيرة التي تنتظر أمهاتها في العش، والابتسامة الأم وهي تفكر في حال كشر: “سار كشر وحيدا إلى بيته، ودخل غرفته وحيدا، وجلس وحيدا يفكر، ثم نظر إلى المرآة فوجد وجها متجهما حزينا. وعرفت النسمات والبسمات  الصغيرات سبب تجهم كشر. وعادت البسمات الصغيرات إلى الابتسامة الأم. وحكين لها عن تجهم كشر“. 

قدمت سحر عبد الله رسوما لشخصياتها المعتادة، واستعملت موتيفات القط والسمك التي غالبا ما تضيفها لرسومها، واختارت لهذا الكتاب رسوما وتلوينا يدويا، فبدا هادئا وناعما. كما أنها قدمت في صفحة واحدة ما يشبه الكوميكس بدون فواصل. فالبنت تصحو سعيدة، ثم البنت تبحث عن خروفها، ثم وجهها يبدو منزعجا لأنها لا تجد خروفها.

استعملت سحر مستويين من التلوين، فكانت بعض الرسوم ملونة وبعض الرسوم إلى جوارها بالأبيض والأسود. فالمدينة كلها تبتسم لكن كشر رجل لا يبتسم، لذا في خلفية المدينة نجد أشجارا ملونة، لكن كشر أبيض وأسود.. وستطور سحر من شخصية كشر بالألوان في كل رسمة، فحينما بدأت شخصيته تتغير لونته سحر ببعض الألوان، وحينما تغير تماما وأصبح يضحك، رسمته سحر ملونا بالكامل. ليصبح اللون علامة على تطور الشخصية، والشخصيات الخالية من الألوان تكون فاقدة لبعض الأشياء.

بعض الرسومات كانت تميل الى الأبيض والأسود، دون سبب مباشر، فبين الأشجار الخضراء هناك أشجار بالأبيض والأسود، وربما يبدو ذلك اختياراً جماليا في التلوين من الفنانة.

 

عن الكتاب

اسم الكتاب: بيننا سر.. سر كبير

اسم المؤلف: نجلاء علام

 رسوم: سحر عبد الله

مقالات من نفس القسم