أربعة نصوص

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمود ماضي*

 (...)

الرابعةُ والثلاثون عصرا..

رأيتُ الجارةَ ترقص

تجمع عمراً في عينيها

أحيانا تبكي

أحيانا تَكْذِبُ "طفلتَها" عن خدشٍ في ركبتِها

أو رقبتِها..

لكنَ الجارةَ ترقص

دوما ترقص

حتى، حين انكسرت نظرتُها في ثقبِ الباب

و رأتني...

رقصتْ عزلتُها أيضا

 

(قنفد)

 

أسماءٌ هذي الأرضْ..

ماذا لو كانَ اسمي “قنفد”

هل كنتُ حفرتُ أسفلَ غزّة

هل كنتُ خرجتُ أبعد من مصرَ قليلا

آهٍ..

ما أبعد اسمي عن هربٍ أو موت!

 

 (آن لي)

 

آنَ لي

أن أرتدي سترةً طويلةً، وسميكةً، كي أبدو كدبٍّ قطبيْ

أنثني في سُبات شتائيّ،

وألعقُ ما تبقى من كلامٍ، ببطءٍ، وخمولْ

آنَ لي،

أنّ “ألضمَ” إبرةً في عشر دقائقْ

آن لي،

أن أحلمَ لمدّة دقيقتين، فقط، في بيتٍ مأهولٍ بالقهوةِ، وبالسجائر،

أرضيته خشبيّة، وسقفه ورقْ

 

 (…)

 

كان رجلاً ودوداً حميداً

شائكَ الوجه، باسماً، خفيفاً،

ملتوياً، وطائشْ..

كان رجلاً، حكيماً، طائراً فوقَ سحبِ السجائر،

عَطِراً، ذائباً في وردةِ السرّ

أميناً، وغائباً في الظلالْ..

كان رجلاً، مشرّداً، واقفاً في صفٍ طويلٍ من البؤسِ

حائراً، نابضاً، يحتوي بين عينيه بؤساً وفرحْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعر فلسطيني

[email protected]

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم