أرابكو

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

المواصلات تستغرق حوالى ساعة ونصف. استيقظ فى السابعة صباحا وأهم بترتيب حالى وهناك لم يكن إلا الشغالة، وأخبرتنى وأنا على الباب أنه ليس ثمة عمل اليوم ودهشت لذلك غير أنها دلتنى على المستشفى التى تعالج فيها السكرتيرة، الجميع يزورنها الان، لقد وقعت وانكسرت .

* * *

نائب المدير فتح الباب وتبعته الى مكتبه واخرجت اوراقى وسألنى لما لم اضعهم فى ملف ثم قام واودعهم ملف. واحضر لى فهرس “يلو بيدجس” وحملته ثم قادنى الى مكتبى وحدثنى كيف من الممكن ان اصنع قائمة من العملاء ثم فتح الادراج وكانت خاوية ووضحّ انى سوف أحفظ فيها أوراقى .

فى الاثناء التى كنت اتصفح ” اليلو بيدجس ”  دخل احدهم وجال بعينيه فى المكان وسأل هل هذه شركة كذا ؟ خبطت على باب مساعد المدير واخبرته ان ثمة احد يسأل وخرج وقال له ، هذه الشركة جديدة ، وتعمل فى توريدات الكحول واسمها ” اربكو ” وكنت ترى ان هناك بعض اللمسات التى لم تنتهى فعلا .. !

* * *

ـ انت مش لابس كلاسيك ليه ؟

ـ لازم ؟

ـ أيوه

التلفون الداخلى رن فى مكتب النائب وطلب ان ادخل له حالا . طلب الى ان ابحث عبر الانترنت واعثر على حل لمسألة كيميائية ما ، ومن الممكن ان يتم ذلك فى البيت ثم نرى فى الغد . وشكرنى

* * *

ورغم مرور يومين لم يبدأ العمل .

 دخلت المطبخ حين فجأة ففزعت الشغالة وقالت ” تبقى تخبط يا اسمك ايه ” وقلت لها ما رأيك ، انى ارى المرتب قليل ؟ هل هو قليل فعلا ؟

 كنت فى البداية ابديت موافقة غير انى الان ارى غير ذلك . كان نائب المدير اخبرنى بمرتبى ووافقت . والان سألته اذا كان هذان اليومين قد حسبا ضمن الشهر الجارى ؟ رن هاتفه الشخصى. كان يحادث أحدهم فى الهاتف :

ـ اوعى تفورّ الخشب ، انت عارف ده بكام ، اوعى – انا جيلك حالا

فى الحال خرج وانصرفت الثالثة عصرا. فى الشارع الجو حار ، سندت على عربة وهاتفت النائب وقال لى لا تقلق ، سنتحدث فى كل شئ غدا ، لا تقلق .

* * *

زميل العمل له من الشبه الكبير بالنائب فسألته : هل تكون اخاه ؟

 ورد : لا ، لا .

  الا انى كنت اشك انه اخاه فعلا لان الشبه كبير . وقال لى : لازم تغير شنطتك ، تكون شنطة زى للى ماسكها كده . حيث كنت البس شنطة ساعى البريد .

 

فى الطريق فتحت كتابى غير انى لم أقرأ شئ لانى كنت أتابع كل الذى يتحرك ويتركنا فى الخلف . عند الدخول الى المصنع سلمنا اثبات الشخصية وسرنا فى ممر يؤدى الى قسم الحسابات ، تحدث زميل العمل بدماثة الى موظف الحسابات ثم وقع الرجل . كان هذا بمثابة تدريب . ثم عدنا وقبل نهاية الدوام ، اقترحت الشغالة ان من الممكن ان تصنع لنا فطورا وغداء من الوجبات الخفيفة ، فى مقابل مبلغ صغير كل شهر . وكان زميل العمل قد قال لى انها هى التى تساعد فى بيت المدير حيث انها معهم منذ زمن وعاصرتهم حتى انتقل بيتهم بمقربة الشركة ، فتراها تساعد هنا وهناك .

كان نهاية الدوام قد قارب فارتمى على كرسى وكان يأكل فى طبق من العنب وجعل النائب يدلك رأسه الحليق . لو لم يكن اخوه لكان قريب له ، لا اعلم .  

* * *

طيب عايز مرتبك يبقى كام ؟ سأل نائب المدير . صحيح كلمت الدادة فى الموضوع ده ؟ وضحك .

حتى الآن لم اكن اعلم طبيعة العمل بالظبط .

فى الخارج ، انضم زميل اخر .

وبعد قليل ظهر النائب وقال : هل احدكم يجيد القيادة ؟ عايزين نركن عربتى تحت .

لم اكن اعرف القيادة ، و الاخر بالمثل . ونزل وحالما صعد قال هل احدنا قد شرب خمور واضاف ، انه ذات مرة التقط عن دون قصد زجاجة كحول مركز من الثلاجة، وشرب جرعة واحدة فخر على الفور وسقط ، وأضاف انه خريج حاسبات و معلومات فكان مدير ذات مرة لاحدى شركات الهاردوير وان لو تعلم جهاز الابل مختلف تماما عن البى سى ، الخ

وقبلما ينهى الحديث قال :

ـ انا عايزكو تكونوا Tough  

لم اكن قد تعرفت كليا على مهام العمل فتمثلت فى ذهنى صعوبات لا قبل لى بها وانكمشت على نفسى وكنت على اريكة ، فامتعضت ، وبان ذلك على وجهى فى هيئة ضيق .

وقال للزميل الاخر وهو يشير لى : Sick

ـ اما انا كما لو كنت متوعك قلت : افرض لم نقدر ؟!

وليخفف عنى قال لى : مالك ، افتح كتابك ، اجيبلك كولا ؟

خرجت الى الشرفة ، كانت العربات تلمع تحت ضوء شمس الظهيرة واتى لى بكوب من الكولا واستقمت على كرسى خلف المكتب وانهيت الكوب . سوف أصنع لكم كروت هوية وسنضع حاسب على كل مكتب ، واضاف امور من هذا القبيل . .

الرئيس طلبنى وعرضت عليه الحل الذى وصلت اليه وكما لو كان يختبرنى ، لو كان ذلك كذلك فانى نجحت فى الاختبار  ، وكان هذا فى حضور النائب ، وسعدا الاثنان . الكحول ليس نقى 100 % ، انما تختلط معه نسبة من الماء ، واوعى تقول كده لحد ! وطمئننى ان العمل سيبدأ فى القريب، وان هناك مخزن يبعد قرابة ساعة بالعربة وهناك ينتظرنا من العمل الكثيرغير ان الفريق لم يكتمل بعد فنحن فى انتظار احداهن حتى نوفق الاوضاع ونبهنى ان الساعة الواحدة تبدأ الراحة ومن الممكن ان أهبط وأجلس على كافيه او أصنع اى شئ كما أحب !

حتى الان لم اعرف طبيعة العمل فى الحقيقة ؟! هل سنذهب الى شركات الادوية نأخذ امضاءات وتوقيعات ونسلم اوراق وما الى ذلك ؟ ام سنذهب الى المخزن المزعوم ؟ ام ماذا ؟ واين السكرتيرة ؟ هل يوجد حقا احداهن ؟

وخرجت جلست على مكتبى . وخرجا وسألانى لما لم انزل ؟ هززت كتفى ونزلا و عقد الاجتماع عندما جاءت الزميلة التى كنا فى انتظارها وتحدث الرئيس انه لابد ان تجيد عملك وان تصنع افضل ما عندك وقال انه مثلا يحب الطهى وحينما يطهى يطهى بكفاءة عالية . ثم جاء الزميل الذى يشبه النائب مثل لو كان اخوه ولم يتأسف على التأخير فداخلنى شك انه ربما يكون اخوه فعلا . هل تفرق ؟ لا اعلم . لكن ماذا عن الكحول المخفف بالماء ؟ واخذت احدق فيهم ، وزايلنى خوف انى لست آهل لتلك الوظيفة . هل لشئ غير ان المهام تبدو اقل من المرتب ؟ انسحبت كأنى ذاهب الى التواليت ولكننى نزلت الى الشارع.

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون