أحلام اليقظة

موقع الكتابة الثقافي writers 148
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

                           

البهاء حسين

                                         مهداة لـ “حنان”.. حلم يقظتى.. قصيدتى الدائمة

من يدير أحلامى                                                            

فى غيابى

أثناء النوم ، حين لا أعرف ماذا أريد .

 

فى النهار ، حيث يمكن لظلك أن يستقل عنك

أدير بضعة أحلام عزيزة

أكون فيها الممثل والجمهور والمخرج

وإن بدأتُ مؤخراً أتخلى عن البطولة

وهذا ما يضايقنى.

 

عشتُ كل الأدوار

وصلت إلى كل حافة

ما من رغبة لم تترك لى غبارها

حتى فقدتُ حصتى من اليقظة .

:

كثيراً ما كنت أحلم

أننى شخص هبطتْ عليه ثروة

تقديراً لنبله

لكونه بارا ًبالعالم ، كما يليق بالابن نحو أبيه

بالمحتاجين، لأنهم إخوة

لكننى ، شيئا ً فشيئا ً، بدأت أمسك يدى

كى لا يعتاد الأصدقاءُ التبطل

أردتهم أن يعتمدوا على أنفسهم

أن يأكلوا من كدّ أحلامهم مثلى

ولمّا بدأوا يتغامزون

لمّا أحرجونى مع الرّب

تخليت عن ثروتى

ورحت أجربُ يقظة أخرى .

 

قلت : لا بأس بالشهرة

أن تبتسم للناس كلما رأوك ، لهو شىء جيد

لا بأس من انحنائة عند الضرورة

لمن يصفق أكثر

لكن ما معنى الشهرة ، إذا لم يحملك الهواءُ إلى الجهات الأربعة

ما نفعها وليست لها أقنعة نتخفى بها من الموت

:

المشكلة أن تفترض الإعجاب فيمن يرونك

أن تتوقع من أحدهم ابتسامة

بينما هو لا يعرفك أصلاً وربما لا يحبك

سينتابنى الحزن وقتها

سيذكرنى ذلك بالمشاهير الذين أبتسم لهم فى “ماسبيرو”

من باب الصدقة

أنا لن أتسول مثلهم ما يسد الرمق من الضوء

أنا سأشغل الكون

كأنى وباء .

 

لذلك ، لأجلب الشهرة من قفاها

عقدت صفقة مع الشيطان

أثبتُ أنه قد خمّن المستقبل

ولا يستحق اللعنة

غيرتُ فكرتى عن العالم

قلت إنه مكان جميل لا يشبه الغابة  

ولا مشفى المجانين

الذين يتعين عليك أن تتحمل خطرهم مجانا ً

:

من أجل الشهرة

تحولت إلى حلم

أرتجل نفسى

ساعة أو ساعتين ، نهارا ًكاملا ً

أصافح فيه الأيدى المتطفلة

لكن ماذا لو أن المعجبين صاروا نجوما ً بدورهم

فيمن أمارس انتصاراتى

هل أعود ثانية إلى الظل

حيث تتولى أحلامُ اليقظة مقاليد الأمور

كم هى لاذعة ، حين تومض فى الظلام مثل سيجارة مشتعلة

ثم تنطفىء مخلفة هذا الرماد

لقد أصبحت عالقا ً بين الأمانى والضجر

بلا عمل  

فقط أتسلى بقتل أعدائى طوال الوقت، إذ أطوّح بذراعى كمن يضرب أشباحاً لا يراها سواه ، وقبل النوم أمثل بجثثهم ، غير أنهم فى الصباح.. على الريق، ينكلون بـ “يومى” قبل أن يبدأ .

:

إلى متى أصحو على صوت معركةٍ فى رأسى

هذه الأدخنة

الأنقاض التى تكدر سنواتى الأربعين .

لا بد من طريقة تجعلنى قادراً على القتل

فأنا عاطفى للأسف

سأتفقد أحوال الرعية إذن

لأترك العدسات تصور حكمتى

لأنصح الجوعى والمتشككين فى وجود العدالة

بكبح أفواههم

حتماً ستمتلىء بطونهم فى القريب العاجل

أقول لهم

حتما ً ستأتى السعادة، بمجرد ما تتمنون

ستربّت عليكم يد الحظ

ثم أتحدث عن الآثار التى أنجزها الأمل

وأتنحى فجأة عن المسرح

لأنى ملولٌ

أحتاج دائما ًإلى أحلام جديدة

تملأ وحدتى.

 

غدا ًأكنس ذاكرتى

على سبيل التحديث

بعد أن أترك العنوان، طريقة الوصول إليّ

رقم الشقة والهاتف

الأوقات التى لا أتواجد فيها بداخلى

سوف أبخر البيت

استعدادا ًلزيارة الأحلام التى تجعلنى أحيا مرات كثيرة

الأحلام التى تفتح شهيتى للعظمة

التى أستخسرها فى التحقق

التى تشبهك يا حبيبتى

التى تشبهنى .

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني