أبيع الموال بكأس براندي

أبيع الموال بكأس براندي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

محمد يحيى

كنتُ بينهم:

الصيّادين

السمّاكين

الخضريّة

يضيئون ظلام الحانة بشياطين صغيرة

تخرج من عيونهم مشتعلة

متساقطة فى أكواب الشراب بعد يوم عمل عبثي

كان الواحد فيهم صفرًا بجوار كأس

لم يكونوا طيبين بأى حال

وكنتُ أنا الذى أرسم صفرًا صحيحًا بجوار البحر

وأكره العمل والتجارة

لم أسمع عن “كويلو” بائع الفشار المتجول

فتجولتُ بصوتي أبيعه لأكون صادقًا

أقايضه كمُغني جوّال ،أبيع الموّال بكأس براندى

الآن فى الحانة ..أنتظر مجيء الشاويش

وشاربه الذى يشبه شارب زميلي مغنى الخمّارة المقيم

صفّارة الشاويش تنهى العَركة

وتفرض سلماً مشحوناً بفرصتى فى المقايضة

كان أقربهم بائع ال “جمبري”

يخالنى صاحب البحر ويقايضنى دون غناء

ولمّا تغلق الحانة،

يصاحبني إلى “الحطابين فى أعالي الجباللمقايضة الدفء

صارحته فى الطريق بحبي لزميلتنا المطربة

وتسامرنا مع الحطابين بحكايات الحرب والسلام

قايضتُ موّالي الأخير بسيجارة من خلف أذن بائع مناديل صغير

المسكين!

أخبرني لم تكن هناك خمّارة فى بحرى.. أيووه!

وجاوب، ولا مغنيّة

كنت التفتُ بعد تركه، وهممتُ بسؤاله:

هل كان هناك بحر؟

كان قد اختفى.

*شاعر مصري

مقالات من نفس القسم