يا أخي

مروة أبوضيف
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مروة أبوضيف

يا أخي

أنا وحيدة جدا

لا أحد يشاركني النكات السخيفة ويضحك

ولا أجد من أخبئ معه الأسرار تحت غطاء قديم

الشوارع تحتاج زوجين من الخطوات لتستفيم

وأنا أسير بمفردي

أحمل صغارا فوق ظهري

أشتري طعاما لعائلة صغيرة

لكني لا أجد من يقف معي في المطبخ

نحرق الطعام سويا و نضحك

من يسمع “صباح الخير”

فيتقمص مهرجا مخلصا

ليستخرج ولو ابتسامة واحدة كي أبدأ اليوم

من يشتري لي الشيكولاته وهو عائد في المساء

وحين أنزلق علي الطريق المترب

من ينفجر ضحكا

فأبحث عن حجر صغير أقذفه به وأنشغل عن البكاء

يا أخي

لا أحد هنا يعرف حين أسير ساحبة خيط الدماء خلفي

ولا أحد ينتبه لعظمي وهو يطقطق في المساء

في المساء استيقظت

أفتش عن أحد لأخبره

“أظن أني سأموت الليلة”

أحدهم طلب كوبا من الماء

والآخر قال

“لا تنسي تحضير وجبة ساخنة قبل الذهاب”

والأخير صاح

“قلت لا أريد أن يوقظني احد”

لم يسهر علي رأسي أحد

ويترك تحت وسادتي ورقة

بها عدد أنفاسي ودقات قلبي في تلك الليلة مثلما فعلت

يا أخي

أنا هنا وحيدة

أشبه تمثالا عاديا

يمر به الجميع دون أن يلحظوه

إلا أني في كل يوم يمر

أزداد وحدة وأشيخ

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني