ياسر عبد اللطيف: فيلمي القادم مع مونيكا بيلوتشي.. وآخر كتبي سيكون عن النساء

منازل أسامة الدناصوري
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره ـ موقع الكتابة

كل الحكايات التي تسمعها من أبناء التسعينات تمر بياسر عبد اللطيف، ثم يقولون لك إن ياسر  يملك باقي الحكاية. ليست هذه هي المفارقة الأولى، فهو أيضاً خزانة كل الجيل، كاتم سرهم، رغم أنك إذا أردت أن تعرف شيئاً عن أحد منهم فلا بد أن تمر به، هو سهم الجيل بحسب وصف أحد الأصدقاء، صديق الجميع،  يمتلك بداية الخيوط التي تمر بالجميع.

حاوره ـ موقع الكتابة

كل الحكايات التي تسمعها من أبناء التسعينات تمر بياسر عبد اللطيف، ثم يقولون لك إن ياسر  يملك باقي الحكاية. ليست هذه هي المفارقة الأولى، فهو أيضاً خزانة كل الجيل، كاتم سرهم، رغم أنك إذا أردت أن تعرف شيئاً عن أحد منهم فلا بد أن تمر به، هو سهم الجيل بحسب وصف أحد الأصدقاء، صديق الجميع،  يمتلك بداية الخيوط التي تمر بالجميع.

 في هذا الحوار الذي حاول الابتعاد قليلاً عن الحديث عن الكتابة بدأنا بالكلام عن نجيب ساويرس، وانتهينا بمونيكا بيلوتشي. فيا لمعجزاتك يا الله.

مبروك جائزة ساويرس أولاً: هل الجوائز في هذه المرحلة بعد الانتشار والتحقق تعني شيئاً إضافياً؟

ربما تضيف هذه الجائزة لجيلي بأكمله، فها نحن لم نعد شباباً، قد تجاوزنا الأربعين. وصرنا نعد من الكتاب “الكبار” أي المكرسين. بالتأكيد تضفي الجوائز نوعاً من التقدير للحاصل عليها وللعمل الفائز خاصة. وهي بشكل ما تساعد على رواج تجاري نسبي للكتاب. وقد شعرت بذلك مع فوز رواية “قانون الوراثة” بجائزة ساويرس للشباب منذ ثماني سنوات، فقد أدى ذلك إلى تعدد طبعاتها.

لدي سؤال، حول أنك تفوز بجوائز عن السرد، وليس عن الشعر، هل يجعل ذلك السرد أقرب إليك؟

ليس مسألة أقرب وأبعد، قدر ما إنني اعتبر النص الشعري نصاً نادراً، كتابة السرد أسهل بكثير. وكنت أقول من فترة إن الإنسان يحتاج لأن يكتب الكثير من السرد، أو من النثر عموماً حتى يكتب قصيدة واحدة جيدة.

فزت أنت وهدى حسين بجوائز الكتاب الكبار في مسابقة ساويرس، وهي من نفس جيلك، واحتفل مثقفون من أسبوع بذكرى رحيل أحد أبرز أبناء الجيل أسامة الدناصوري، ما بين الرحيل، والاحتفاء بكاتب كبيرـ  كيف ترى سؤال الزمن؟

أسامة الدناصوري صديقنا الراحل، ليس من جيلنا، هو يكبرنا بعشر سنوات، هو ينتمي لجيل علاء خالد وفاطمة قنديل وإبراهيم داوود وآخرين. وإن كان أسامة رحمه الله يعتبر أنه وعلاء خالد جيلاً وحدهما.

اما عن فوزي انا وهدى حسين بجائزة الكبار فلا يسعني إلا أن أقول كالرجل التونسي “لقد هرمنا”.

انت تنتمي إلى ما عرف باسم جيل التسعينيات، وحتى لو أنكرت فكرة الجيل، لكن ما ألاحظه حالياً، هو أن معظم هذا الجيل تحول إلى ما يمكن تسميته بكتاب المهجر، أنت، وإيمان في كندا، ويماني في إسبانيا، وآخرون في بلاد أخرى، هل هذا التعبير صحيح في رأيك؟

 لا أدري إن كان ذلك حكماً تاريخياً أم أدبياً، ففي الواقع نحن أصبحنا نعيش في المهجر فعلاً، لكن ألذلك خصائص أدبية مهجرية كما كانت لدي حركة المهجر الأولى أو الثانية التي لم تدرس بعد بدورها؟ وهل نكون نحن بذلك حلقة ثالثة من أدباء المهجر؟ تلك أسئلة لا أجد لها إجابةً عندي، ربما يجيب عليها ناقد أو مؤرخ أدبي فيما بعد، لكن السمات الأسلوبية المميزة لإبداعات الجيل لا تزال موجودة، وإن صار لكلّ واحد بصمته الخاصة، فيما أعتقد.

انقطاعٌ مفاجئ في شريط الصوت، قطع حاد في المرئي أيضًا. هكذا أتخيّل انتقالي في سن الأربعين من مصر للعيش في كندا، هكذا تصف سفرك إلى كندا، هل هذا الانقطاع، يصعب عليك العودة إلى القاهرة الآن؟

لا أفكر في العودة بشكل دائم حالياً، ربما يحدث ذلك في المستقبل… لست واثقاً من شيء. ولكن أفضل صيغة أتخيلها لنفسي حالياً هي العيش متنقلاً بين المكانين. افتقد القاهرة لأعود إليها.

ما ألاحظه لدى جيلكم، هو اهتمامكم بالفنون المختلفة، لا سيما الفن السابع، والميديا بأشكالها المختلفة، أنت لك تجربة عمل تليفزيوني، وأفلام تسجيلية، ما الذي أضافه إليك هذا العمل؟ وكيف ترى علاقتك بالسينما؟

أنا من جيل تخرج من الجامعة في بداية ووسط التسعينيات، وهو عصر انفجار الميديا ونشأة القنوات الفضائية وانتشارها بعد عقود من سيطرة إعلام الدولة الموّجه. وبالتالي وجدت كما وجد الكثير من أبناء جيلي فرصة للعمل في القنوات الفضائية. ومن خلال عملي التلفزيوني اتجهت نحو صناعة الأفلام التسجيلية، وقد كانت خبرة عمل ممتعة مع صديقي وزميلي لسنوات طويلة المخرج نادر هلال، إذ كنا نشكل ثنائياً داخل القناة التي كنت أعمل بها وتخصصنا في تقديم نمط غير سائد من البرامج، ومن هنا بدأنا ممارسة انتاج الأفلام بشكل مستقل وانجزنا فيلمي “مواطن صالح من المعادي” عام 2002 و”لم يعد أحد من هناك” عام 2007، كما كانت لي خبرة لم تتكرر مع قناة الجزيرة في كتابة فيلم عن الروائي الكبير إدوار الخراط تحت عنوان “طريق النسر” وذلك مع المخرج بهاء غزواي.

أما عن اهتماماتي السينمائية فقد توقفت منذ فترة. كنت شديد الشغف بمتابعة السينما في عشريناتي، وكنا ننتظم في نادي للأفلام بالجامعة الأمريكية يعرض فيلمين عالميين في الأسبوع، غير ترددنا على نوادي السينما بمعهد جوتة والمراكز الثقافية المختلفة في بقية أيام الأسبوع. وذلك طبعاً قبل عصر الانترنت والوصول السهل للأفلام العالمية على الشبكة. أما الآن فعلاقتي بالسينما أصابها فتور شديد، ولم أعد مهتما بمتابعة ما يدور بساحتها، باستثناء ربما الأفلام التي ينجزها أصدقاء لي. وآخر فيلم جيد شاهدته هو Anti christ   للارس فون تريير، وذلك عام 2009.

واهتمامي من الفنون خارج الأدب ينصب حالياً على الموسيقى والغناء. استمع لكثير من الموسيقى، وبطيف ذوقي متسع. أحب التراث الغنائي المصري والسوداني والمغربي، وأحب الجاز الأمريكي واللاتيني والروك اند رول البريطاني.

الجيل أيضا يهتم معظمه بالترجمة، يجيد أكثر من لغة، لماذا لم يحدث هذا في الجيل الذي سبقكم مثلاً، ما الذي أحدث هذا التحول في جيلكم أو مجموعتكم.

في جيل الستينيات أيضاً كانوا مهتمين بالترجمة، فغالب هلسا وعلاء الديب وإبراهيم منصور وبهاء طاهر وإدوار الخراط كانوا يترجمون، وكذلك في الأجيال الأسبق، وحتى العظيم يحيى حقي كان يترجم ولنجيب محفوظ أيضاً محاولاته في البدايات. ولذا أجد ذلك الاهتمام عادياً لدى جيلنا، وغيابه لدى الجيل السابق علينا هو ما يستحق الدراسة.

“قانون الوراثة” كانت عملاً تأسيسياً للرواية الجديدة وقت صدورها، لماذا لم تتبعها رواية أخرى حتى الآن؟

بالفعل عندي مشروع لرواية جديدة أعمل عليها منذ سنتين وأكثر، لكن كتابة الرواية مخيفة ومتعبة نوعاً ما. وكثيراً ما أرجئ العمل عليها وأجد نفسي منساقا نحو كتابة أعمال قصيرة، قصصاً أو قصائد أو نصوصاً كتلك التي كنت أكتبها بشكل أسبوعي والتي شكلت فيما بعد كتابي الجديد “في الإقامة والترحال”. غير إني أيضاً لست حريصاً كل الحرص على لقب روائي، كما أني لست حريصاً على لقب شاعر، وأفضل عليها لقب كاتب والانتماء للكتابة بمعناها الواسع. لكن أعدك أني سأنتهي من تلك الرواية قريباً.

تجربة الورش الكتابية، ماذا أضافت لك، وماذا تعتقد أنك قدمت فيها؟

الحقيقة أن فكرت في موضوع ورش الكتابة في وقت كنت مستهلكاً في العمل الصحافي والإعلامي، وكانت تلك الفكرة مهمة بالنسبة لي حتى أستعيد سياقاً للنقاشات الأدبية التي كنت أفتقدها، وكنت استشعر أن هناك خبرة من الممكن أن تنتقل إلى شخص آخر. وكات الحقيقة خبرة ممتعة على مدار الموسمين اللذين عقدتهما في الكتب خان. ومن هناك تعرفت على مجموعة جميلة من الكتاب الشباب، وقد أصدرنا في الموسم الأول كتاباً جماعيا ضم قصصاً قصيرة للمتدربين بعنوان “السابعة والنصف مساء الأربعاء“، وفي الموسم الثاني انتجنا ثلاث روايات فازت إحداها بجائزة كبرى، ربما اكتفى معظم المتدربين بعد ذلك بخبرة الورشة في الكتابة الأدبية أو واصل الكتابة على مدونات الانترنت فقط، ولكن الموسمين قد أسفرا عن بضعة كُتاب محترفين فعلاً منهم الشاعر الجميل إبراهيم السيد، والكاتب الموهوب محمد ربيع، وهناك قاصة وروائية على درجة عالية من الحساسية لم يلتفت لها الوسط الأدبي بعد، هي منى محب التي قدمت من خلال الورشة روايتها الرقيقة “باق من الزمن 90 يوما” وكتبت بعد ذلك مجموعة قصصية شديدة العذوبة لم تنشر بعد.

حدثني صديق مشترك بيننا، أنه إذا أراد شخص أن ينشر خبرا أخبر ياسر عبد اللطيف، وأخبرني نفس الصديق أنك مخزن أسرار جيل التسعينيات، كيف ذلك؟

تلك من اختراعات حسن عبد الموجود وعبد الحكم سليمان. فواحدهما شديد التكتم وهو حسن والآخر شديد الشفافية وهو حكم. وفي الحقيقة أن في العبارتين مبالغة كبيرة، فدائرة أصدقائي المقربين من الجيل كانت محدودة جداً فيما يسمح بتناقل الأسرار. غير أن كثير من الأخبار التي كان يتم تناقلها كانت لا ترقى لتكون أسراراً، ولأحمد يماني عبارة شهيرة في ديوانه الأول يقول فيها “الأسرار غير مهمة بالتأكيد” وأنا أوافقه.

في مقال بديع لك عن والدك، تقول إنه كان يكتب الشعر، وتقول “حاولت أن أخمّن كيف كان يكتب، من خلال اقتباساته وانحيازاته الجمالية: جرير ونزار وعبد الصبور، الغارفون من البحور بحسب ما قال. وبقيت أنا، يتيمًا، أنحت في الصخر”. ما الفارق بين ياسر، ومحمد عبد اللطيف حسين، هل لازلت عند نفس آرائك من انحيازاته الجمالية، بعد أن وصلت ربما لعمره الذي كنتما تتناقشان فيه؟

كف لأبي مبكراً عن كنابة الشعر، وأنا لم أعثر على قصائده كما قلت في المقال. واعتقد انه كان قد وقف في تذوقه الشعري عند توفيق صايغ، ولم يطلع على التجارب اللاحقة. وأجد نفسي فيما بعد الأربعين قريباً من تربيتي الشعرية الأولى. واللافت أن محبتي لصلاح عبد الصبور مثلاً صمدت لفترة أطول من محبتي لأنسي الحاج أو حتى سركون بولص. أما في الفترة الحالية فانا مهتم بشكل خاص بالشعر البدائي، البسيط والواضح، الشعر الشعبي والغنائي والرومانسي، وأشكال النصوص اللغوية الأخرى القريبة من الشعر والتي قد تكون لها استخدامات وظيفية أخرى. ومنذ فترة لا أميل كثيراً لقراءة ما يسمى بشعر الحداثة العربي وأجد فيه إشكالاً كبيرا.

 

أسئلة سريعة

في أي شيء تضيع وقتك في كندا؟

وقتي مشغول في العمل (الترجمة) والكتابة والعناية بهادي ابني، ربما وسيلة إضاعته الوحيدة هي الاستغراق احياناً في الفيسبوك.

من من أصدقائك تفتقد في سفرك؟

أفتقد هاني درويش الذي لن أراه ثانيةً، أما الآخرون فأنا على تواصل دائم معهم.

لو فزت بجائزة نوبل في الكيمياء أو الطب، فعن أي اختراع؟

بالتأكيد عن اختراع عقار السعادة.

لو قمت بدور في فيلم لوودي آلين، فأي دور؟

ليكن فيلماً لمخرج آخر غير وودي آلين.

من تكون البطلة أمامك؟

لا بأس من مونيكا بيلوتشي.

كريستيانو أم ميسي؟

أنا من الناس “البيضان” الذين لا يتابعون كرة القدم.

هل تذكر أول قصيدة/ كتابة لك، ومتى؟

أذكر قصيدة ربما كتبتها في الصف الأول الثانوي كانت تقول: “ارحل والق الحاضر خلف الظهر.. صورة الغد في مرايا اليوم.. وكلاهما يجثم فوق الصدر.. الأمل الحلم.. وصفاء النوم… كلها في بوتقة الصهر” كما ترى كانت محاولة فاشلة لكتابة قصيدة موزونة.

ماذا تريد أن يكون كتابك الأخير؟

كتاب عن النساء.

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم