وماذا بعد أن قتلت الدبة حبيبها

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نهلة عبد السلام

الضغط يؤدى إلى الانكسار.. والانكسار يغير المسار.. كنا فأصبحنا.. أردنا فأُجبرنا، الضغط لافظ.. لحماقاتنا ووهم الممكن.. نفس الأرض البور تحرثها تبذرها ترويها.. تنتظر عود أخضر واحد.. تتعاقب عليك شموس وتمر بك ليالى.. برد وقيظ ولاتبالى.. ثم لاشيء.. لاشيء يا أحمق، الضغط مغوٍ.. ونفس الأرض لن تمانع أن تضمك.. تنبتك على مهل.. بعد أن تشبع منك.. تفرغ منك.. تصير حبيبا قديما على قائمة الدبة العاشقة.. الدبة القاتلة لفرط العشق.. لفرط الشوق إلى حبيبها.. والتوق للشبع منه ولو بالقتل بحجة الزود عنه.

القتل واحد.. القتل الرحيم صنعة الدبة اللعوب.. الدبة الشرهة الجائعة دوماً.. ونحن وليمة.. فاخرة وطازجة.. بائسة ويابسة رغم “الكوميكس” و”التريندات” والتهانى والأمانى والصياح والصراخ والسواتر والدروع والقلاع والحصون تفادياً للحجارة وعشوائية الإصابة.. والدبة لاهية عابثة وتعانى حول جزئى.. حول فى الهوى.. حول يردى الحبيب صريع.

العدالة.. الكذبة الأشهر والأطول عمراً.. وتدور الدائرة لصنع مزيد من الدوائر.. بذات المركز.. المركز ثابت.. والدبة ثقيلة وكسولة.. تناسبها الثوابت لا المتغيرات.. الأخيرة تتلائم والوجبات.. لا تتشابه بصمة واحدة وأخرى.. ملامحها حين المضغ.. مشاعرها عند البلع وفى المستقر وعصارات من كل حدب وصوب، وتقديمنا فن.. أطباق مطعمه بمشهيات ومنومات فى آن حفاظاً على المذاق العام والعرف المعروف المعرف بألف ولام وهيئته ديك يصيح ويؤذن حين يحلو له الآذان.. تروق له الإقامة والصلاة ليؤم جموع المؤمنين بالعدالة.. بالطبع العاقين من لم يصطفوا ويلتفوا يقبعون بالقدور.. مشبعين بروائح البهارات حين كشفوا عن كراهيتهم لرائحة البخور.

الشعلة والغطاء المحكم والضغط والنضج السريع ورائحة الشواء.. والدبة يقظة ومتحفزة.. أنفها ممدود ولعابها سائل وعينيها تكاد تضئ.. والعاقين بحسب عرف الديك متراصين بإنتظار الشوكة والسكين.. لا تجاوز لقواعد “الأتيكيت” شبعاً أو جوعاً.

الدبة ناعسة.. ما بين صحو ونوم تُوخزها رؤى.. تعمل تركيزها فتضربها خيالات.. تصفعها حقائق.. توقظها ملامح تشبهها.. بل ملامح تطابقها.. بل ملامحها بعد أن طُبعت بتفاصيل حبيبها.. جزء منها.. بل الجزء الأحب إليها.. الجزء الأغلى.. الجزء الذى نبذته طهته شوته مزقته بالـ “أتيكيت” أكلته.. قتلته.. نعم قتلته حين ضغط.. حين لهو وعبث.. حين حول كلى.. حين أشتهت نطفتها.. النطفة الناطقة بوجودها.. الدالة على مرورها، الدبة عاجزة.. مذبذبة ما بين كذبة العدالة وحقيقة الديك الذى يحكم عرفه العالم.

الدبة قاتلة ومقتولة.. جانية ومجنى عليها.. محرومة ومُحرم عليها.. متهمة ومصلوبة إلى حين البت بأمرها والقطع بيقين فى نواياها.. والطعام ألوان والشوكة بظهرها والسكين بقلبها والتصفيق للديك يصمها.. والكذبة غالبة ومستمرة. 

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار