وحيد الطويلة: لساني طويل ولا أصمت عن الحق ولذلك أدفع الثمن وأنا راضٍ

وحيد الطويلة: نحن الكُتّاب غلابة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاورته: أمنية طلعت

بخفة دمه ولطافته المعهودة يجيب الصديق والأديب وحيد الطويلة عن سؤالي: هل تعتقد أن رواية قلب الليل أخيراً انتصرت بعد عامين من سوء الحظ مع الجوائز الروائية العربية؟ .. بالقول: " بالطبع لا، على رأي راقية إبراهيم في فيلمها مع محمد عبد الوهاب، فأنا أشكر لجنة التحكيم التي وثقت بالنص، لكنني لا أظن أنها انتصرت وإذا كان ثمة شيء إيجابي فهو انتصارها للقطاع العريض الذي أحب هذه الرواية ومنحوها محبتهم منذ البداية دون جوائز، فأنا لا أظن أن رواية قد كُتب عنها بهذا الشكل الواسع منذ أيام رواية الحرافيش لعمنا نجيب محفوظ، فالمفارقة كانت أنه كان يُكتب عنها كل يوم تقريباً، ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي يوماً واحداً من قراءة للرواية وظلت طوال عامين ونصف منذ صدورها وهي حاضرة، وكفى حتى لا يتم اتهامي بالغرور، لكن دعيني أقول أن "باب الليل"  حظت بقراءة واسعة لم تحدث من أيام "عمارة يعقوبيان"، وأظنها كانت صاحبة الحضور الأكبر لمدة سنتين ونصف، الروايات تظهر وتخبو، وهي أكرمها الله لم تنطفيء يوماً.

حاورته: أمنية طلعت

بخفة دمه ولطافته المعهودة يجيب الصديق والأديب وحيد الطويلة عن سؤالي: هل تعتقد أن رواية قلب الليل أخيراً انتصرت بعد عامين من سوء الحظ مع الجوائز الروائية العربية؟ .. بالقول: ” بالطبع لا، على رأي راقية إبراهيم في فيلمها مع محمد عبد الوهاب، فأنا أشكر لجنة التحكيم التي وثقت بالنص، لكنني لا أظن أنها انتصرت وإذا كان ثمة شيء إيجابي فهو انتصارها للقطاع العريض الذي أحب هذه الرواية ومنحوها محبتهم منذ البداية دون جوائز، فأنا لا أظن أن رواية قد كُتب عنها بهذا الشكل الواسع منذ أيام رواية الحرافيش لعمنا نجيب محفوظ، فالمفارقة كانت أنه كان يُكتب عنها كل يوم تقريباً، ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي يوماً واحداً من قراءة للرواية وظلت طوال عامين ونصف منذ صدورها وهي حاضرة، وكفى حتى لا يتم اتهامي بالغرور، لكن دعيني أقول أن “باب الليل”  حظت بقراءة واسعة لم تحدث من أيام “عمارة يعقوبيان”، وأظنها كانت صاحبة الحضور الأكبر لمدة سنتين ونصف، الروايات تظهر وتخبو، وهي أكرمها الله لم تنطفيء يوماً.

ويتابع الطويلة قذائفه النارية المشهور بها، حيث أنه بعيد تماماً عن مواصفات رجل المواءمات وأقرب إلى شخصية الرجل الشعبي منه عن الرجل الرسمي الدبلوماسي: ” ما أعرفه جيداً وتداوله الناس سؤال : لماذا لم يحصل هذا النص الحاضر بقوة على تقدير من الجوائز، في جائزة البوكر سنة 2013، حين وصلت الرواية قبل انتهاء الموعد المحدد كانت القائمة الطويلة قد تم إعدادها، كما صادفت اللجنة واحداً جاهلاً لعب دور ” الألفة” في اللجنة بحسب أحد أعضاء اللجنة نفسها، وللأمان ة فقد تصدى عبد المنعم رمضان وآدم فتحي وتساءلوا بغرابة شديدة حول عدم وجود الرواية في القوائم، حتى أن روائياً مغربياً شهيراً قال بالحرف: إنني لا أنتظر البوكر غالباً لكنني انتظرتها عام صدور باب الليل تحديداً لأراها على رأس القائمة وأصبت بخيبة شديدة حين تجاوزوها. وفي جائزة نجيب محفوظ نعلم جميعاً ما حدث. لا بأس إذاً، ففي النهاية نحن نكتب للكتابة والمتعة ولست من فريق الجوائز ولساني طويل، ولا أرخي رأساً لأحد في خطأ عام، لذا يجب أن أتحمل بشجاعة ثمن مواقفي، فالجوائز لا تصنع كاتباً وإن كانت تصنع سوقاً للكتابة ، كما أنها أحببنا أم كرهنا أصبحت معيار قيمة ولو لوقت قصير، وهو ما يقتضي قدراً كبيراً من النزاهة نفتقدها في عالمنا العربي على كل المستويات. لكنني لا أنكر، لست سعيداً بما يكفي، لكنني يجب على الأقل من قبيل التهذيب والتقدير أن أرفع قبعتي لمن منحوني ثقتهم بجدارة كما قالوا، ولوحوا لي تلويحة محبة فاخرة وتقديرعميق.

وينفي وحيد الطويلة عدم تحقيق “باب الليل” لمبيعات كبير في مصر في حين حققت مبيعات ضخمة في المغرب العربي، حيث يقول: “من الذي أتى بهذه الفرية؟ كل فترة  سوف نجد على مواقع التواصل سؤالاً : أين نجد باب الليل، حتى أن قارئة كتبت: إنني درت القاهرة كعب داير ولم أعثر على نسخة“.

ويتابع: ” أتحدى أن تجدي نسخة يتيمة في مصر، لقد كتبت على الفيسبوك منذ شهر تقريباً: من عنده نسخة  يستغني عنها من باب الليل  فليأتني بها، ولم أجد ومن عنده نسخة  رفض التفريط فيها، لقد وصل سعر النسخة لمائة جنيه في بعض المكتبات وفي أفضل الأحوال كان ثمانين جنيها مع أنني تنازلت عن حقي للناشر بشرط أن يكون سعرها في القاهرة 35 جنيهاً فقط“.

ولما لم يتم علاج الأمر بطبعات متعددة؟

ما حدث أن الرواية تم قرصنتها في البداية وبالتالي عزف الناشر عن إرسال نسخ للقاهرة بعد أن توالت النسخ المزورة لأربع طبعات وهو رقم يستحق أن يدخل موسوعة جينيس، ولقد بحثت عن المُزور حين شحت النسخ حتى قابلته، وحين طالبته ببعض النسخ وقلت له بالحرف الواحد: ألا توجد نسخة؟، كان رده الفاتن: لا توجد عندي نسخة واحدة، هذه الرواية زورناها أربع مرات وهي الوحيدة التي أرسلناها حتى للغردقة، وإذا كنت تريد نسخاً أحضر لي نسخة لأقوم بتزويرها لك!!!.

ـ ما هي الجائزة الحقيقية بالنسبة لك: أن تحقق أعمالك الأدبية نجاحاً جماهيرياً بزيادة مبيعاتها أم الفوز بالجوائز؟

الجائزة الحقيقية أن تكتب جيداً وأن تسمع من الناس أن عملك جيد، لا بد أن أعترف أن باب الليل قد وفرت لي مساحة محبة واسعة كما أنها جلبت لي حقداً كبيراً، فئة كبيرة من الكتاب لا يحبون الأعمال الجيدة، لا يريدون لعمل أن يسطع، إنها فكرة المساواة على الطريقة الخنفشارية.

الجوائز مهمة للكاتب، تلويحة حلوة وتقدير، لكنها تظل تالية على عمل جيد، وما حدث أن الجوائز أتت بنصوص ردئية وهذا ذوق لجنة من جهة، لكنه أيضاً كشف عن فساد كبير في بعض السنوات ومجاملات كبيرة، المشكلة الحقيقية كما قلت، أن الجوائز صارت بوصلة لقطاع كبير من القراء، وعلى سبيل المثال هناك روايات جيدة لم تبع أكثر من مائة نسخة لولا أن أدركتها رحمة الجوائز فطبعت أربع وخمس طبعات.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم