هَبَطتَ مِنْ علياءٍ يا ابن الشمس

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 199
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فرانسوا باسيلي
أراك تجلس منهكاً
في بلدٍ بعيدة
كإلهٍ سقط من علياء
لم يعد يتبعه أحد
لا عون، ولا مدد
الحول والقوة تأتيك من أين؟
وقد صرتَ وحدك
تصارع الآلهة القديمة والجديدة
علي قمم الجبال وفي السفوح
الأرض ضدك
والسماء ساحة حرب النفس مع النفس
الروح تخدع الروح
تصعد جبل الوحي ولا تعود
سوى كطائرٍ ذبيح
والجسد لم يعد يحج سوي للجسد
ذهبت إلى القدس ولم تجد القدس
والغد ليس سوي الأمس
ففي أي ليلٍ سترقد متعباً
يا ابن الشمس؟

قال وقد حمل المخلاة
أَوْغَلْتُ في الرحيل
أبعد من عتبات البيت
أبعد من أجنحة النخيل
أضرب في بلاد الله
كطفلٍ يلهو مع الأطفال
كشيخٍ يعدو خاوياً من الوقت
وعدتُ بعد دهرٍ
فارغاً من الأوهام والأصنام
ليس في فمي صلاة
لهذه السماء
حاملاً قمر الصمت
إلى بلادٍ
لم تعد تقوى على الموت
ولا على الحياة
ليس في يدي نهرٌ
لهذه الصحراء
ولا في فمي شعرٌ
يليق بما يسيل
من دم المواويل
عدتُ خاوياً
وخائراً
كفرسٍ يحمل جثة فارسه القتيل
عاد من آخر حروبه
بلا غايةٍ
ولا رايةٍ
ولا صهيل.

قال وقد حمل المخلاة
محدقاً في الخواء
أين رَحَلَتْ المدن؟
أين ذهبتْ الأرض والسماء؟
والناس؟
أين هاجر الآباء والأبناء؟
هل يأس الشرق من الشرق
فهاجر للغرب؟
بأي قلبٍ متعب
سأجلس علي حافة الكون
لأنسى المكان الذي كان
والزمان الذي
كان يا ما كان؟

مقالات من نفس القسم