هاني عبدالمريد: تعلمت من توفيق الحكيم أن نصنع من حادث عابر.. فناً جميلاً

97.jpg
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره: شريف صالح  

لكل منا بداية.. وما اجمل البدايات.. محبة اول كتاب قرأناه.. وفرحة اول جائزة.. كتاب تركوا فينا بصمة لا تمحى.. وكلمة شجعتنا على مواصلة الطريق.. اصدقاء وأفراد من الأسرة احتفوا بنا وآخرون تمنوا لنا الفشل.. وعبر رحلة الكتاب تولد طقوسنا ومزاجنا الخاص.

.. وفيما يلي دردشة مع الكاتب هاني عبدالمريد.

حاوره: شريف صالح  

لكل منا بداية.. وما اجمل البدايات.. محبة اول كتاب قرأناه.. وفرحة اول جائزة.. كتاب تركوا فينا بصمة لا تمحى.. وكلمة شجعتنا على مواصلة الطريق.. اصدقاء وأفراد من الأسرة احتفوا بنا وآخرون تمنوا لنا الفشل.. وعبر رحلة الكتاب تولد طقوسنا ومزاجنا الخاص.

.. وفيما يلي دردشة مع الكاتب هاني عبدالمريد.

هل تذكر اول كتاب وقع في يدك؟

من الصعب تذكر الكتاب الأول، ولكن في بداياتي مع القراءة كنت مولعا بكتابات توفيق الحكيم، قرأت معظم اعماله، وصار حينها كاتبي المفضل، حتى انني عن طريق ماكينة تصوير المستندات قمت بتكبير صورته التي كانت بالأبيض والأسود على ظهر غلاف كتبه طبعة مكتبة مصر، بريشة الفنان جمال قطب، وضعتها داخل اطار مذهب، وعلقتها على الحائط المواجه لمكتبي، فقد كان الحكيم اول من نبهني انه من الممكن ان نصنع فنا جميلا من حادث عابر، كما حدث على سبيل المثال في مسرحيته مصير صرصار، التي انطلقت من خلال تأمله لصرصار سقط في حوض الحمام، او كما حدث مع الطعام لكل فم، التي كانت شرارتها الأولى من خلال تأمله لرشح بقعة ماء على حائط، كانت تبهرني جرأته الفنية، ومحاولة صياغته لأفكاره من خلال مدارس فنية مختلفة، بل ومن خلال محاولة ادخال قوالب فنية جديدة، كما حدث في تجربة المسرواية في عمله بنك القلق.

جائزة أو كلمة شجعتك على مواصلة الطريق؟

بالطبع كان حصول كتابي الأول، وهو مازال مخطوطا على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة، كان حدث هاما في وقتها بالنسبة لي، خاصة وأن لجنة التحكيم حينها كانت تضم العظيم محمد مستجاب.

كاتب ترك بصمة مهمة عليك؟

نحن نأكل الوجبة الغذائية، ولا ندري اي من عناصرها على وجه التحديد الذي اسهم في نمو اجسادنا، بالتأكيد جميع العناصر حققت ذلك النمو، وان كان بنسب متفاوته، لذا فكل قرآتي اسهمت بشكل او بآخر في تكويني، وان كنت لن استطيع ان امرر الفرصه بلا ذكر، ابراهيم اصلان، يحي الطاهر عبدالله، صبري موسي، ابراهيم عبدالمجيد، صنع الله ابراهيم، يوسا، مياس، موراكامي.

متى وكيف نشرت اول نص لك؟

اول نص نشر لي كان قصة بعنوان انصهار نشرت في سنة 2000 في جريدة المساء، وهي ضمن قصص مجموعتي الأولى.

كيف تفهمت الأسرة رغبتك ان تصبح كاتبا؟

حين سافرت لقريتنا بالصعيد لأول مرة، كنت بالصف الثاني الاعدادي، وهناك رأيت غرفة المندرة، التي حوّلها خالي خريج دار العلوم، لمكتبة ضخمة، وكان شباب القرية، يعتبرونها مكتبتهم العامة، هناك كنت اشعر انني في مكان منعزل عن العالم، وأصابني الملل بعد يومين، ولم ينقذني سوى هذه الكتب، بقيت طوال الوقت بين جدران المكتبة، اعجبت بفكرة ان تكون كاتبا، وأن تصل افكارك للناس، مهما بعدت امكانهم، حينها قررت ان اصبح كاتبا، ولم اصطدم بالعائلة؛ لأن الكتابة ظلت كسر خاص، اعمل على ممارسته، لم اطلع عليه سوى الخال الذي بات يمدني بالكتب من حين لآخر، والقليل جدا من الأصدقاء المقربين، الذين كانوا جمهوري الأول.

هل هناك اصدقاء شجعوك؟

بالطبع اصدقائي المقربين، الذين كانوا بمثابة القارئ الأول لي، كنت في الصف الأول الثانوي، حين كنت اكتب، وأعرف ان ما كتبته سيعجب احدهم، ولن يعجب الأخرين، او العكس، عرفت من خلالهم مفهوم القارئ الافتراضي، وأن هذا القارئ قد يتحول لرقيب، ولسلطه مزعجة، عرفت من خلالهم اهمية التحرر من كل ذلك، وأن اكتب ما اريد، وأن الكتابة بكل بساطة ستجذب قارئها الذي يشبهها.

ما طقوسك مع الكتابة؟

ليس لديَّ ما يمكن ان اعتبرها طقوسا للكتابة، فقط احب ان اكتب في مكان مغلق، وأن يكون باب الغرفة المغلق قبالتي، في الفترة التي يكون مازال الموضوع معلقا، وقبل ان امسك بتفاصيل العمل، اكون اكثر ارتباكا وحساسية، اتأثر كثيرا بشخصيات رواياتي، فأكتئب، وأحزن، وأفرح معهم.

تجربة اول كتاب نشرته؟

كتابي الأول، مجموعة قصصية بعنوان اغماءة داخل تابوت، ضمت قصصي القصيرة المكتوبة في الفترة من 1991، وحتى 1997، وبقيت في درج مكتبي، حتى تقدمت بها كمخطوط لجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2002، وحصلت حينها على الجائزة، ونشر العمل بعد ذلك بالهيئة المصرية للكتاب في ابريل 2003.

ماذا تعني لك الجوائز؟

طوال الوقت اردد بداخلي، انني اكتب فقط لأنني احب ذلك، وانني اكتفي من الكتابة بالمتعة الشخصية، ولكن حين تأتي الجائزة، انسى كل ما سبق، وأجده توقيتا مناسبا جدا للفرح، مناسبا جدا للتفكير وتقييم التجربة، توقيتا مناسبا لتقول حقا ان كل ما ضحيت به من اجل الكتابة لم يذهب سدى.

كتاب كنت تتمنى لو انت كاتبه؟

الكتب التي اعجبتني كثيرة، ولكن ما يرد على ذاكرتي الآن، رواية العالم لمياس، امتداح الخالة ليوسا، تصاوير من الماء والتراب والشمس ليحيى الطاهر عبدالله، قيام وانهيار آل مستجاب

حكمتك التي لا تنساها ككاتب؟

الحمد لله الذي لم يسلبني كل نعمة فمنحني نعمة الخيال، وان كنت لا اومن كثيرا بفكرة الحكم والأقوال المأثورة، ولكن الجملة السابقة ليحيى الطاهر عبدالله، تشير للنعمة التي لولاها لكانت حياتنا جحيما بلا فن، وبلا نافذة امل.

 

عودة إلى الملف

 

مقالات من نفس القسم