نص مشتت

نص مشتت
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حياتى ويومى ببساطة هو أني أفعل كل الأشياء بطرق تصلح للكتابة، أفرّش أسنانى ببطء شديد لأقبض على المشاعر المتساقطة قبل أن تنزلق فى دوامة الحوض، أغمض عينى لأشعر جيداً بطعم النعناع اللاذع على لسانى وأفكر ماذا يشبه للحظة ثم أهز رأسى لأطرد فكرة التشبيهات الثقيلة والمبتذلة، النعناع لا يشبه سوى النعناع، والشاعر مهمته أن يواجه العالم بهذا، ويخبره أن أي تشبيه أخر للنعناع هو ابتذال وسطحية ورداءة لا تحتمل.

أستطيع أن أجرب آلاف التشبيهات لكنها ستكون “تشبيهات”. ما حاجتى لها إذا كنت أستطيع أن أقول ببساطة أن النعناع لاذع جداً.

….

من نافذة منزلي، البنايات ترتفع حولي، لا أستطيع أن أرى السماء إلا إذا رفعت رقبتي لأعلى حتى تتألم فقراتي المنهكة، أخفض رأسي قليلا ألمح جارتي البدينة تتحرك بقميص شفاف مزهر يغويني أكثر بالوصف.

فاصل لجمع حبات الأرز المتساقطة من الطبق الصغير.

…….

عقلي مشتت من جديد في الفرق بين Ascending order   و Descending order

….

قطرات الماء التي أنزلقت في أذني تصنع حاجزاً بيني وبين كل ضوضاء العالم، أنا مجنونة تماماً، أكتب فقط لأتنصل من مهامي المنزلية وواجباتي كأم في شرح الفرق بين الترتيب التصاعدي والترتيب التنازلي وتغير حفاضات الصغيرة .

….

فاصل لشرح الفرق بين الحيوانات اللاحمة والحيوانات العاشبة.

….

تبديل الملابس فى الدواليب وفقًاً لنشرة الأحوال الجوية ينهكني، الفستان الأصفر ذو الوردات الحمراء  يرتبك عندما أخرجه من الحقيبة ظنًا منه أنه سيقابل الشمس من جديد، أطمئنه وأخبره أن ذراعيّ أصبحا الآن عورة، ليسا كما كانا من قبل، أنا شاعرة مسكينة لست بحاجة إلي مجادلة المجتمع فى عاداته وعباداته، أنا شاعرة أحب الله بكل الطرق السهلة، لكن يا صديقى الفستان الأصفر، بدى كارينا فى الصيف ليس من الطرق السهلة، أنا منهكة من تلاعب الأفكار برأسى ولم أعد أفضل الخروج كثيرًا، سأرتديك هناك فى الجنة، سأنقش على ذراعاى موتيفات حضارة المايا القديمة بماء الذهب وأشق صدرك المطرز وأتمدد لتنقش الملائكة قصائدها النورانية على رأسى الحليق تمامًا.

….

فاصل لوضع الملابس في الغسالة قبل انقطاع الماء…

….

صغيرتي تمزق ديوان جمال بخيت ببساطة تخبرني إنها بعمرها الذي لم يتجاوز سنة واحدة تاخذ قرارات حاسمة بطريقة أسرع مني بسنواتي الثلاثة وثلاثين .

….

تررن تررن …تييت تييت ..سارة ليست هنا تستطيع ترك رسالتك وهي لن تعاود الاتصال بك مجدداً على أية حال..هي لم تمت لكنها في اغفاءة طويلة من الحياة، وأنا لا أعلم أي تفاصيل أنا فقط آلة رد بلهاء أردد ما سجلته سارة علي كببغاء أحمق

 

*ملحوظات  بداخل النص :

1ـ لا يوجد رابط بين كل ما سبق سوى إنه يحدث في داخل رأسي  وهذا كاف جداً فيما يخصني، إذا لم تجدوه ممتعاً لا تخبروني بذلك لأنني سأكون قد انتهيت من الكتابة ووقتها لن أهتم لرأي أحد.

2ـ قصيدة النثر تكتب بسطور افقية والشعر الحر يكتب بشكل طولي .

3 ـ بعض من اعتادوا على التعامل مع تلفزيون توشيبا القديم الراقد داخل صندوقه الخشبي والذي يغلق عليه الشيش الخشبي آخر اليوم لا يعرفون كيفية التعامل مع شاشات الإل سي دي ولا يرغبون حتى في قراءة الكتالوج الملحق بها، هؤلاء سنقيم لهم متحف لشاشات التلفزيون القديمة ليشاهدوها وقتما يرغبون وسنذهب نحن لنشاهدهم وهم يشاهدون شاشاتهم المحنطة ونلتقط معهم الصور الفوتوغرافية قبل أن نغرق المتحف في مياه الصرف .

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت