موقف الغيبة

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إلى أمل دنقل

ها أَنتَ تُعاود غيبتَكَ الأولى

والموتُ يطير بقلبكَ نحو الربّ،

فتضحكُ

في خفرٍ واستحياءٍ

وتراوغُ جلاّديكَ

وينتظرونكَ

تفتحُ دفترَ أسفارِكْ

ينتظرونكَ

والمائدةُ اكتظّت بالورّاقين، فكيف

تعدُّ لكلّ

رغيفٍ جسدا

ولكلّ كتابٍ أتباعاً ومريدينْ؟

أم كيف تمدّ يديكَ لأنصاف الموتى؟

والموتى ينتظرونْ

كي تكتب أورادَ الفقراءِ، وأدعيةَ البررةِ

لكنكَ كنتَ حزينا

يسكن صوتُكَ أسفلتَ الطرقاتِ

تعرف أن الموتَ الأولَ لا يسعُ الموت الثاني

فتمهّلتَ لتجذبَ كلَّ الأستارِ، فكان

حِجابُكَ

تلك هي الرؤيا..

آخرُ قنديل تطفئه الآنَ وأولُ أسفاركَ

فابرحْ خرقةَ مولاكَ وجهّزْ أحصنتكَ

ودفاترَ

أسلافكَ

وتهيّأْ للموت الثاني

فالموتى ينتظرونْ.

……………

* من ديوان “الطاولة 48” ـ 1992

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم