معارض متنقلة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ممدوح رزق 

اتركي لهم ما يريدونه أو يتوقعونه منكِ ولتكن غنيمتنا الثمينة سرا بيننا لأننا نحن من حاربنا من أجل اكتشافها ونحن الوحيدان فقط من نستحق احتكار ملكيتها .. اعطيهم كل الحدائق والسماوات والبحار والبالونات الملونة والوجوه الجميلة المبتسمة التي ينتظرونها ودعي ما بيننا يتجذر وينمو في خفائه السحري وبكامل وحشيته .. اتركيهم يفرحون بك فرحهم التقليدي المشحون بكافة الأمراض المزمنة بينما يؤكدون للجثث التي تملأ أرواحهم وهم يشاهدون لوحاتك : هذا ما يجب على البنت الملائكية الموهوبة أن ترسمه حقا

والتي كان من الطبيعي أن تحصل على جوائز المؤسسات العالمية المخصصة لطلبة المدارس ، أما أنا فاتركي لي كل شياطينك التي تصاحبني في البيت والمدرسة والمرسم الذي تحول إلى معبد أسطوري يعاد فيه خلق العالم وفقا لمشيئتنا وبناء على استيعابنا المشترك لكافة صرخات وضحكات الميلاد والموت عبر التاريخ التي يحتفظ بها كلا منا في أعماقه .. ناديني أمامهم ( أستاذ ) أو ( مستر ) وقولي لهم أنني أحسن مدرس رسم في الدنيا وأنني أول من اكتشف أنك فنانة وأنني صاحب الفضل في تطوير براعتك حتى وصلت إلى هذا المستوى الرائع الذي يشيد به الجميع ، أما بيني وبينك فسننادي بعضنا بكافة أسماء الكائنات الخرافية التي نؤمن بأنها عاشت في الماضي وأننا ننتمي لسلالتها التي ستمتد بالتأكيد في الكون بعد غيابنا وسيساعد كل واحد منها الآخر على التخلص من جحيمه مثلما فعلنا .. نحن لسنا مجرمين .. هذه فقط طريقتنا العادية في الرسم .. الكيفية اللائقة بمعالجة الجروح العمياء والذكريات الغير رحيمة .. كان عليك أن ترسمي بواسطتي كل اللوحات اللازمة للتخلص من الولد الذي عثر أبوك على صورته في حجرتك والذي حين رأى الكدمات الزرقاء وراء النظارة الشمسية تحت عينيك فر هاربا من حياتك للأبد .. كان عليّ أن أرسم بواسطتك كل اللوحات اللازمة للتخلص من ممثلة المسرح التي انتظرت حتى تمنحني طفلا ثم نامت مع الممثل الذي شاركها بطولة مسرحية ( منظر طبيعي ) لـ ( هارولد بنتر ) .. نحن لسنا مجرمين .. لا نستحق أن أن يطلب جيراني في العمارة البوليس من أجلنا ولا نستحق أن نستقل عربة الشرطة والذهاب إلى القسم ليتم استجوابنا عن أشياء ليس لأحد سوانا أي علاقة بها .. المجرم الحقيقي لا يمكنه أن يتعرى أمام أحد مثلما نفعل ولا يمكنه أن يرسم عريه ممزقا هكذا بل عليه أن يظل صامتا حتى لا يفضح مخبأه .

خاص الكتابة

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون