ما الذي يجعل بيان ت. س. إليوت لعام 1919 محل محك دائم؟

إليوت
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كيفن ديتمار

ترجمة: أحمد فاضل

نُشر بيان “التقاليد والموهبة الفردية” لأول  مرة  في  عام 1919 في المجلة الأدبية The Egoist، حيث  تم  نشره  في جزأين  في أعداد  سبتمبر/  أيلول، وديسمبر/ كانون  الأول، كتب  المقال  شاعر  أمريكي  شاب  يدعى  ت.  س.   إليوت (1888-1965)  كان يعيش في لندن على  مدى  السنوات القليلة الماضية، وكان قد نشر أول مجلد له من القصائد   في عام 1917 احتوى  على  دفاع   إيلوت  عن  دور التقاليد في مساعدة الكتاب الجدد على  أن  يكونوا عصريين.

هذه  واحدة  من المفارقات المركزية  لكتابة  إليوت عن الكثير  من الحداثة  أنه، من  أجل  المضي قدماً وغالباً  ما ينظر إلى  الماضي  بشكل  مباشر  وأكثر  وضوحاً  مما كان  لدى الشعراء  السابقين، وتسلط    نظرية التقاليد   هذه  الضوء  على  مخالفة  إليوت للسائد  آنذاك، على  عكس   فكرة  الرومانسيين  عن  الإبداع  والإلهام  الأصليين،  فإن  مفهوم  إليوت   للتقليد يبرز مدى أهمية شيوخ الأدب للكتاب  المعاصرين، فقد  نظر جيمس جويس  إلى الأسطورة  اليونانية  القديمة  (قصة أوديسيوس)  من  زاوية  أخرى،  وذلك  من خلال  روايته  التي  وضعت  في  دبلن  “أوليسيس” عام 1922، أما عزرا باوند  فغالباً  ما كان  يتطلع  إلى  مشاكل  شعراء  العصور  الوسطى،  بينما  كان  شعر Imagist   غارقاً   في   المراجع   والأفكار  اليونانية  أو  كما  قال  إليوت :

” إن  الكُتّاب  الأموات  بعيدون  عنا لأننا نعرف أكثر بكثير مما كانوا يعلمون على وجه  التحديد،  وينبغي  على الشاعر الحداثوي  الكتابة  كما  لو  كان   هوميروس وشكسبير من معاصريه “، هذا  الشعور التاريخي هو ما يجعل الكاتب أكثر وعياً بمكانته  في  الوقت  المناسب،  باختصار   الكُتاب   المعاصرين  سوف  يكونون  جزءاً  من  هذا  التقليد  وجزءاً  من  المشهد  المعاصر، فشعر  إليوت  على سبيل  المثال،  هو  في   وقت   واحد  يجمع  بين   تقاليد  هوميروس  ودانتي  الشعرية الملحمية، لكنه  حداثوي بنفس  الوقت، فإذا  كان هذا  يبدو  وكأنه  مفارقة، لكن  يتم  فهمه أيضاً في سياق المواقف  الإليزابيثية  والجاكوبية  الاجتماعية  والسياسية،  وبالمثل  عند  استخدام  دانتي  في  شعره،  فإن إليوت في آن واحد يجعل منه “حديثاً  ومعاصراً “،  وهو  نفسه  –  عن   طريق  الارتباط  – جزءاً  من  التقليد  الشعري  الأوسع، ويمتد  مقال  إليوت  إلى  أن  شخصية الشاعر لا تهم، فالشعر الذي ينتجه هو المهم او كما يقول :

” الشعر ليس  انحرافاً  عن  المشاعر، ولكنه هروب من العاطفة ؛ إنه ليس تعبيراً عن الشخصية، ولكنه هروب من الشخصية، لكن  بالطبع  فقط أولئك الذين لديهم شخصية  وعواطف  يعرفون  ما تعنيه  الرغبة  في  الهروب  من هذه الأشيا “.

هذا  إلى  حد ما يشبه بيان وليام وردزورث في  مقدمته  لقصص الأغاني الغنائية في عام 1800 حيث قال فيه : ” الشعر هو التدفق التلقائي للمشاعر القوية “.

مرة  أخرى  يحاول  إليوت  أن  يعطي لمفهوم  الشعر  الرومانسي  تميزاً واضحاً، وهذا  يتماشى  مع  حجته السابقة حول  أهمية  التقليد، فشخصية  الشاعر لا تهم  فقط  كيف  يستجيب  عمله  للتقليد الشعري  ويتناسب معه، مثال ذلك   هوميروس – ذو صلة  هنا –  لا نعرف  شيئاً  عن   الشاعر  الذي   كتب  الأوديسة   بالتأكيد،  لكننا   لسنا  بحاجة  إلى  ذلك  فالأوديسة نفسها هي  ما  يهم.

………………..

عن / مجلة نيويوركر الأمريكية

مقالات من نفس القسم