ماذا ندفع من أجل مانريد ؟! في مقعد خالٍ في السنيما

مقعد خال في السينما
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رانا عمر

الكتابةُ نقارُ خشبٍ يدقُ باستمرار في رأس الكاتب، والكاتبُ يركض وراء فكرتهُ، وأنتَ بدورك كقاريء تركض وراء الكاتب لترى ماذا سيحدث في النهاية! لذا سُمي الإبداعُ إبداعًا.

 رواية ” مقعد خالٍ في السنيما ، رواية 160 صفحة، صدرت عن دار ليلى عام 2015، لكاتبين قررا أن يدمجا تجربتهما الأدبية ليخرجا لنا منتجًا أدبيًا جيدًا، وشيقًا.

– محمد فكري – إيناس سامي

هل الحُب غير المشروط موجود؟ أم هو وهمٌ من صُنع خيالنا؟

حدثني عن الخبرات السابقة، وحكمنا على الأمور من خلالها، وكيف أننا نحمل معنا في مستقبلنا مامررنا به في الماضي، ونُجزم أن “اللي جاي شبه اللي فات “، وبالتالي نتعامل نحن أيضًا كما تعاملنا في الماضي، فتأتي النتيجة واحدة . وهذا يحرمنا من متعة اكتشاف الآخر واكتشاف الجديد، ويعطل فرصة نجاح التجربة. بسبب مانفكر فيه بخبرتنا السابقة

” مقعد خالٍ في السنيما ” رواية شائكة، وربما تراودك بعد القراءة الأولى فكرة أن الكاتب خذل توقعاتك كقاريء وهنا لابد أن تُفرق بين أمرين الفكرة الحقيقية، ومعالجة الفكرة أي الكتابة .. وخصوصا لو كانت هذه الفكرة فكرة قد تبدو غير مقبولة في أعرافنا ، فستحكم على الرواية أنها رواية غير جيدة ، لكن الكتابة شيء متفرد بذاته من حق الكاتب أن يكتُب مايشاء، أن يستعرض وجهة نظرهُ وأفكارهُ وأن يدافع عن معتقدهُ ..

هذه الرواية ليست من تلك الروايات السهلة التي تُقرأ مرة واحدة ثم تتركها، فهي لن تتركك، هي من نوعية الروايات المُستفزة – جدًا – التي تستدعي في رأسك عشرات الأسئلة وأنت تقرأها، عن ماهية الحُب المشروط، وغير المشروط، وعن منطقهُ، وكيف ومتى نحتاجهُ؟!، عن الثمن الذي يدفعهُ كلًا منا تجاه مايريد، تعصف بذهنك عصفًا كاملًا.


مقعد خالٍ في السنيما

= الرجل يبحث دائمًا عن مدخل للمرأة التي تعجبه. وبعضنا يمتلك المهارة، صعوبة مواجهة الرجل تكمن في مكرهُ، وصعوبة المرأة تكمن في أسوارها المنيعة، كلما كانت صعبة المنال طور الرجل من أدواته.

– تقصد أن كل الرجال يريدون نفس الشيء من المرأة؟ ، أين الزمالة؟، والصداقة؟ و … ؟

قاطعني! ..

= كلها موجودة، ولكن لايمنع رغبة الرجل في المزيد، والمرأة فقط هي من تستطيع أن تحدد للرجل أين تكمن خطوته القادمة.

كنت صامتة أفكر واتساءل وانتظر إلى أين سيصل هذا الحديث!

نجح الكاتبان  في استدعاء مشكلة مجتمعية هي حُب الرجل لأكتر من امرأة، وحاولا أن يضعا لها حلًا، لكن بطرح جديد ومختلف عما نعرفه نحن بمشاعرنا، وأفكارنا، هي رواية تبدأ في عيد الحب بمقعد خالٍ في السنيما، وتنتهي بعلاقتين، وثلاث مقاعد شاغرة ” آن ، آدم ، ليلى”، هي رواية تنتصر للحُب ولا تثأر لا للأنانية، ولا للكرامة ، أو للـ” أنا “، تتناول الرواية الحُب وفلسفاتهُ المختلفة من وجهات نظر أبطالهُ، من خلال قصة حُب تعيشها البطلة مع شخص تقابلهُ صدفة في السنيما، تضعها في مفترق طرق بين ماتريد، وماتحتاج .. فتختار الحُب دائمًا وأبدًا ..

آفة هذه الرواية .. التشويق.

لا أعلم هل قابلته وأنا اتحرر من قيودي؟!، أم تحررت عندما قابلته! ماأعرفه أن شيئًا بداخلي ينذر بثورة أخرى، كنت كلما ربيت دودة قز لا أحتمل رؤيتها تحاول الخروج من الشرنقة، أساعدها فتموت!

أحضر أخرى ونصل لمرحلة الخروج، وأساعدها فتموت! يتكرر المشهد وتتكرر الاحباطات .. ولا أفهم. إلا أنني قررت التوقف عن المساعدة حتى اكتمل التحول وخرجت فراشة كاملة قوية، فلم أعد أرغب بها محبوسة لديَّ وحررتها.

يتمتع الكاتب بأسلوبه الشيق السهل الممتنع في الرواية، فيتعمد أن يخلق لك عالم واقعي، لكن بأفكاره هو، أفكار تبدو للوهلة الأولى غير منطقية، إلا أنه يُصر أن يجعلك تركض وراء فكرته حتى النهاية، وبتفقُدك للواقع من حولك، ستجد أن الفكرة بالفعل شديدة الاعتياد، لكن ستظل تلهث حتى نهاية الرحلة.

 كذلك تمتعت الرواية أيضًا باللغة السهلة المتتنعة، فهي لغة رشيقة تتضمن بعض التركيبات العامية الدارجة مع احتفاظها الكامل بقوامها كلغة فصيحة .

 ومن المثير للإعجاب أيضًا أنه بالرغم من أن الرواية بقلم اثنين من الكُتَّاب لكنها نسيج واحد متجانس ومتناغم وكأنه بقلم كاتب واحد فقط

ونأخذ على الرواية

– طول الحالة التي تشرح فيها البطلة عن حبها، وتحليلها لشخصية حبيبها لحد الإسهاب بشكل أشعرني بالملل في بعض الأجزاء.

– كثرة الاقتباسات الشعرية داخل الرواية بالرغم إنها موظفة .

في النهاية ثمة مقعد خالٍ لم يصبح كذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتبة مصرية 

 

مقالات من نفس القسم