لكثرةِ ما كتبتُ عن الحُبّ

بي دي إف| موقع الكتابة ينشر الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي أديب كمال الدين
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أديب كمال الدين

الحرّيّةُ وهمٌ

والحياةُ قضبان.

*

كلّما كتبتُ قصيدةً عن السَّماء

صادرتها الأرض.

*

لكثرةِ ما كتبتُ عن الحُبّ

تحوّلتُ إلى نقطة،

نعم، تحوّلتُ إلى نقطةِ الباء.

*

في اللحظةِ التي باحَ بها الشّاعرُ العارف

بِسرِّ حرفِه الأكبر

احترقتْ خرقتُهُ الصُّوفيّة.

*

الحياةُ فاصلةٌ طويلة

بينَ حلمين.

*

في زمنِ العولمة

اختصروا القصيدةَ بسطرين

والسطرين بكلمتين

والكلمتين بحرفين

والحرفين بنقطة،

نقطة واحدة فقط.

*

أساتذتي الكبارُ الذين سبقوني إلى كتابةِ الشِّعر

خرجوا من جرحه الأسْوَد مذهولين.

*

حينَ يتوقّف الشِّعرُ عن النبض،

فهل يتوقّف القلبُ معه؟

*

أن تبحرَ في بحرِ الخساراتِ ليلَ نهار.

ذلك عنوان أعمالي الشِّعريّة الكاملة.

*

كانَ الشِّعرُ فيما مضى يُكَفكِفُ دموعي.

الآن صرتُ أكفكِفُ دموعَه

ودموعَ طفولتي معاً.

*

في مطارِ الحرف

ثمّة قصيدة لا تستطيعُ الطّيَرَان.

*

للشِّعرِ غربتهُ أيضاً:

غربةٌ تشبهُ الموت.

*

لا تجزعْ من جرحِكَ

فثمّة حرفٌ سيبزغُ لا ريبَ فيه.

*

كلمةٌ تَجرحُني

وكلمةٌ تُحْييني.

مَن أنا إذن؟

هل أنا ريشةٌ سقطتْ من جناحِ طائر؟

*

لشدّةِ وضوحي

تحوّلتُ إلى شبح!

*

الأغنيةُ دمعة

لكنّ الدمعةَ مَلاك.

*

كلّما انتهيتُ من كتابةِ كتابٍ شِعريّ

دهشتُ كيفَ أنّني لم أزلْ على قيدِ الحرف،

أعني على قيدِ الحياة.

*

ليسَ مطلوباً منكَ أن تكتبَ الشّعر العميق

لتكونَ شاعراً حقيقيّاً

بل ينبغي أن تتعلّمَ كيفَ تمشي على الماء

دونَ أن تغرق

ودونَ أن تلامسَ الماءَ بالطبع!

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني