لا أحد ينام في سرير جلجامش

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بن يونس ماجن 

لا تهمني حرائق غابات كاليفورنيا الموسمية

ولا فياضانات نهر المسيسيبي

أو مخلفات الأعاصير بألقاب أنثوية

ليست لي قدرة على إسكات هدير الدبابات

ولا نعيق الجرافات لإنقاذ زيتونة أو شيخ هرم

سيان عندي إن مشيت فوق الجمر أم فوق الماء

فأنا لا أرى غير أكوام القمامة

كأنها كائنات متشردة في مغارات الزمن

هكذا أمتطي صهوة حواسي الطائشة

وأعيد ترتيب قوانين الجاذبية

وأتفادى السقوط في بئر جافة

أسرج نعالي البلاستيكية

في الصحاري المشتعلة

فلم أعد أثق بخلود أرواث الحيوانات

ولا نبتة الخلود الرابضة في قاع  المحيطات

فلم أر أحداً ينام في سرير جلجامش

لا أنكيدو ولا  عشتار

لا شهرزاد ولا شهريار

عبثا أحاول الجلوس مع النرجسيين

وألعن صانعي المرايا

وأبصق على شفيف الماء البائت

فليس في حقائبي ما أزفه إلى المغرورين

لا أزعم أني طرقت كل الأبواب السرمدية

ولا  أنوي تأسيس امبراطوريتي على أنقاض مدينة سومرية

ألست أنا الذي رجحت أن الأرض

قد خرجت من ضلع البحر؟

وأن الكلاب التي لا تنبح في الليل

تنام مرتاحة البال

لتحافظ على مخالبها الناعمة

أما الطيور الأسيرة

التي لقنت نافخ المزمار آخر تغريدة

فما تزال تتدرب على الطيران

والقفز على دجلة والفرات

أكتب مرثية إلى وردة

مغروسة في قلب مهجور

لعلي أحظى بفك حزام سروال

حورية في بحر لا يتسع إلا لاثنين

وتنفيذا لرهان خاسر

أحرقت كل أوراقي

 فكان من نصيبي

منفضة وأعقاب سجاير

وخرق حيض في بيت خلاء

.

لندن – يونيو 2008

…………………….. 

شاعر مغربي

 

 

مقالات من نفس القسم