كيف صرت شاعرا

موقع الكتابة الثقافي writers 143
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بن يونس ماجن 

سأسدد للشعر  كل ما تبقى علي من ديون

وسأحجز مقعدا على متن طائرة ورقية

وسأتخلى عن ترصيف  الكلمات

حتى لا أخرب بيوت الشعر

وتتهمني القافية  بمعاداة  الأعاريض الفراهيدية 

لقد مللت القفز على سطوح الجيران

والتعلق بحبال الغسيل

ورشق النوافذ بكتل الثلج

.

كيف صرت شاعرا  

كان طائر الفنيق يحرضني على التمرغ في الرماد

أما قوس قزح فكان يضمخ لوحاتي الزيتية

بتمائم وطلاسم وإيقاعات ضاحكة

ما الإلهام سوى عابر سبيل

يتدحرج بين الاغتراب والمنفى

ويحتل مستوطنات غير شرعية

ويتخبط فى العتمة      

باحثا عن شمعة لا تشبه شموع الكون

ضاعت بين مخاض قصيدة

وحفنة من الخربشات

وهل تنجب الغيمة رذاذا

إذا ضاجعها السراب

وأتساءل من أي سماء نزل النثر

لإنقاذ الشعر من الضلال

وسيبقى الشعر شعرا

والنثر نثرا

وحتى تندمل الجراح

سأسكت عن الكلام المباح

عندما أديت اليمين أمام الشعر

لم أكن أضع في الحسبان

المسؤولية الجسيمة التي تقع على الشاعر

وعندما مشيت في جنازته

كنت أحمل شاهدة مراثي وحشرجة قصائد يتيمة

.  

صرت كالمريض بالوهم

الذي يهدر وقته بين الكلمات الافقية والعمودية

 ويرى الاشياء بعين ثلاثية الابعاد

.

ولما أقر الشعر

أنني أعاني من انفصام في الشخصية

نصحني كي أنسى أنني شاعر

ونزولا عند رغبة الشعر

كففت عن التحرش به

ثم أغلقت باب التيه

وأخلدت للنوم العميق

……………

*شاعر من المغرب

مقالات من نفس القسم