كالأطفالِ إذا صَلُّوا ..

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

 الضوي محمد الضوي

(إلى حورية الدقّاق)

اللحظةُ أروعُ

لو أنتِ توقفتِ لدى شطَّيْها

وسترتِ الدمعَ بأطرافِ الروحِ 

لكي يتمكنَ كونُ اللهِ من الرؤيا

و يعودَ الخلقُ إلى البدءِ :

أراكِ هنالكَ ..

 

تفترشينَ الأسماءَ بآونةِ الطيرِ فراديسَ 

و  ينهمرُ اللوحُ 

و ما بُدٌّ من تشكيلكِ  يا (حُورُ)

ترانيمَ تلقَّاهَا آدمُ

فأسرَّ بها لكرومِ الوحي على شفتيْ حواءَ

فغنت باسمكِ حوَّاءْ

غنت باسمكِ

و أسرَّتْكِ لدى الروحِ غناءْ

و وصايا ..

أدنى لحنينِ النخلِ إلى مَنْ مَرُّوا فيهِ

خِيامًا تستدرجها الصحراءُ بظمإٍ

يرعى دمَه فينا

غرباءً وسماءْ  

..

يا حورُ

سوى أنَّكِ

إذ يستوحشُ بالراحلِ ليلٌ

يتدثّرُ في أفئدةِ الموجوعينَ

و يفترسُ الأقمارَ

إذا مرَّتْ تتمسّحُ في أكمامِ الرملِ

و في غمغمة الصبارِ

أراكِ غزالةَ هذي الصحراءْ ؛

يُتلى في الكون حضورُكِ

فيُراقُ الكونُ على أطرافِ صبابتِهِ غضًّا

و ذبيحًا

يُتلى ..

فيدندنُ

و يدندنُ

حتى تُورِقَ في شفتيْهِ

حروفُ التسبيحِ

و يعلو ،

يعلو الكونُ  ..

و لا يأبهُ بالشجرِ إذا راحَ  يعدِّلُ من هيئةِ وِقفتهِ ؛

حتى يلتقطَ له الغيمُ الصورةَ أوضحَ

و نُرَى أوضحَ

و الليلُ شَرُودًا كالأطفالِ إذا صَلُّوا

و الطيرُ

مصاحفَ تُبْعَثُ من غفرانِك للدنيا عبء َ جهالتِها

و سطوعُكِ في الوحشةِ

أنباءُ فراشاتٍ تعرفُ وصفَ اللهِ تماما

و  تدثرُهُ في هامتِها

أوطانًا للمَنْفِيِّينَ و شاراتِ صبابة ْ

كلُّ الكلماتِ إذا قيلتْ ..   ولَّت

لا شيء سوى أن الكلماتِ لدى اللوحِ

تعاريشُ صداكِ

و أنتِ الكلمة ُ

أنتِ الكلمة ُ

لا شيءَ سواكِ

نطقَ الحقُّ بنوركِ في قلبِ حبيبكِ  فأذابَهْ

……

حوريةُ

يا فاتحةَ العمرِ

على غيبٍ لا يأتي ثانيةً 

يا آلاءَ المُمْتَحَنِينَ بنورِكِ

يا أعطافَ الماءِ المُثْمِرِ أسفلَ عرشِ اللهِ

و في وِرْدٍ يشحذُه العالمُ كُلَّ مغيبٍ كي ينجو

وَحِدٌ قلبي

و الطوفانُ تقاذَفَهُ

فتسلَّلَ فيه الماءُ المالحُ

دُلِّيهِ إذنْ :

كيفَ يحاذرُ في الغدِّ غوايتَه

و الشجرُ المثمرُ

نيرانٌ  آواها الجزرُ 

و كانتْ  بالأمسِ متاهتَهُ  و سرابَهْ

دُلِّيهِ …

و كيف يخبِّئ من هذا العالم ضحكةَ عينيكِ

كما خبَّأ طفلٌ صورة أبويْهِ من الجُنْدِ

و خبأ آخرَ كسرة خبزٍ

كي يَطْعَمَها قطٌّ

قاسمَهُ في الليلِ تساقطَهُ وعذابَهْ

عاش ذبيحًا طيلةَ ما مرَّ من العمرِ

حبيبُكِ

عاش سؤالاً يا حوريةُ

يرجوكِ الآنَ

الآنَ جوابَهْ

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 شاعر مصري

القصيدة  من ديوان “على باب غرفتك المستعارة” الصادر مؤخرًا عن “الهيئة العامة للكتاب” ـ سلسلة “ديوان الشعر العربي” 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني