غرفة نوم تطل على قطار

القمحاوي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ليس الشعر هو  ما أرغب في كتابته طوال حياتي 

ما الممتع في تتبع أحزان الآخرين 

أو تضخيم مآساتي الشخصية

أو في حبي للهزائم التي تسمح لي بالبكاء

كلما تيسر ذلك

الوقت يمضي من حولي

وأنا أمعن في الانتظار

أنظر إلى أحذيتي التي لم تتغير مقاساتها من سنوات

وحقائبي التي تبلى داخل الدواليب المغلقة

دون أن تلمح الشمس أو تنغمس في  أتربة الشوارع

ودون أن تصاب بزكام  الشتاء

دون أن أشاهد العاهرات والسكارى في البارات اليليلة

لأكتب رواية طويلة  متخمة بالعبارات الجنسية

والمشاهد الأيروتيكية

ليمارس القراء عاداتهم السرية أثناء القراءة

ويقذفون روايتي في القمامة

بعدأن تزدهر مبيعاتها

وتتضخم جيوبي من المكاسب

أذهب للتسوق

والمزيد والمزيد من التسوق

أشتري أحذية وشنطاً تبلى هي الأخرى في الدواليب

عندما أعود من جديد لكتابة الشعر

....

العاهرة في البار تهمس لي أن لا أجعلها مبتذلة

وأن أجعل الجوانتي الدانتيل في كفوفها غير مثقوب بثقوب الزمن

وأوزع كريم الأساس حتى يتوه الفارق بين وجهها ورقبتها دون خط فاصل

وأجعل المانيكير في أظافرها لامعا 

لا رخيصا ولا متقشرا

……

الرواية تحبسني داخلها

العاهرة تبكي كل ليلة

بشكل يمنعني من استكمال الكتابة

صوت نشيجها مرتفع

لا تعرف أني لم اعد أبالي

وفي الصفحة القادمة

سأثقب الجوانتي الخاص بها

وأقشر طلاء أظافرها

وأشقق كعبيها

وأوفر في كريم الأساس الرخيص

ليظهر بوضوح فارق اللون بين وجهها المطلي

وجلد رقبتها المزرق

….

خارج أبواب روايتي

الشمس  ساطعة في الجهة الاخرى من العالم

وغرفة نومي  تطل على قطار

يفتح أبوابه في مواعيد نومي

أحاول الهرب من كوابيسي سريعا

لألحق به.  

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت