علاء خالد: أنا سعيد لأننا نطبع ألف نسخة ونبيعها

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد عطية

داخل جاليرى «فراديس» بحى رشدى تحف من أطرز نوبية وعربية وغربية. يجلس مالكه، الأديب علاء خالد، يقرأ ويكتب فى هدوء. «المكان ده مش مجرد جاليرى، لكنه مكان باستقبل فيه أصدقائى والكتاب الشباب»، كما أن الجاليرى هو المكان المفضل للكتابة للأديب السكندرى، وفيه كتب روايته التى أصدرتها دار «الشروق» وحظيت بإشادة نقدية واسعة «ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر».

ربما كانت هذه الرواية هى أكثر أعمال علاء انتشارا وشهرة ونجاحا، إلا أن قراءه المخلصين قد تابعوا إبداعاته السابقة، من دواوين شعرية وكتب نثرية. الشهر المقبل يحتفل علاء وقراؤه بمرور عقد كامل على صدور أول عدد من مجلة «أمكنة» الثقافية، التى يشرف علاء وزوجته على إصدارها.

المجلة تغطى تكاليفها ولا تحقق أرباحا، فهى تصدر فى شكل «كتاب غير دورى» مرة واحدة سنويا، وتطبع ألف نسخة فقط. «أول عدد باع 600 نسخة، والآن فإن الألف نسخة يتم بيعها بالكامل»، ورغم قلة الأعداد المبيعة وقلة القراء نسبيا، فإن علاء سعيد بما وصلت إليه المجلة. «لما ابتدينا المجلة كنا متخيلين عدد قراء أقل من كده بكتير»، يقولها علاء مقارنا بين «أمكنة» التى استمرت 10 سنوات بالجهود الذاتية، ومجلات ثقافية أخرى مثل «سطور» و«إبداع» التى لم يحالفها الحظ فى النجاح رغم الدعم الكبير الذى حظيت به.

تستضيف المجلة عشرات الكتاب المتطوعين من الإسكندرية وحول العالم، للحديث عن الأماكن وسكانها. وفيها، يسجل علاء وزوجته رحلاتهما فى أنحاء مصر من الصعيد لبحرى وفى الصحارى والواحات. قام علاء وزوجته ببعض هذه الرحلات خصيصا للمجلة، «مثلا، رحنا القرنه فى البر الغربى بالأقصر، نتكلم مع السكان قبل إجبارهم على إخلاء المكان لتحويله إلى مزار أثرى».

قد يبدو الأمر غريبا أن يهتم أديب بهذا النوع من الكتابة الأكثر قربا من الصحافة، فالمجلة تخلو من المقالات الأكاديمية، وتعتمد على تسجيل حكى الناس وملاحظات الكتاب. «المجلة لها حس أنثربولوجى يصب فى شكل أدبى»، يقول علاء شارحا، «نوع خاص من الصحافة اسمه التحقيق الأدبى»، الذى يسمو بلغة الصحافة إلى مصاف الأعمال الأدبية الإبداعية، ويتميز بالحميمية والاعتماد على السرد.

يستطرد علاء، «الصحافة الأجنبية تخلو من الأخبار الجامدة، وتعطى مساحة أكبر لما يسمى القصة الخبرية»، فالقص والحكاية أكثر إمتاعا للقارئ من المعلومات الجامدة الخالية من الروح والأسلوب الشيق. «كل ما كتبته فى المجلة كان نوعا من التدريب على كتابة الرواية، كنت باحاول أوصل للتوازن بين العمق والبساطة».

كان من الطبيعى من مجلة تعنى بالمكان أن يكون أول أعدادها عن مكان نشأتها، مدينة الإسكندرية. «معنديش رؤية رومانسية للإسكندرية»، يؤكد علاء، رغم أنه عاش بالمدينة أغلب حياته وكانت هى المكان الرئيسى لأحداث روايته. «الإسكندرية الكوزموبوليتانية سمعت عنها بس لكن ماعشتهاش»، فالمجتمع السكندرى المنفتح المتسامح متعدد الجنسيات والثقافات قد بدأ فى الانزواء منذ نهاية الحرب الثانية.

أما الإسكندرية التى عاشها علاء فى شبابه، فهى إسكندرية السبعينيات التى يذكر منها بداية انتشار الحجاب والاعتقالات الأمنية لزملائه المنخرطين فى جماعات إسلامية، «وأكوام الزبالة اللى الأهالى كانوا بيحرقوها لأن مافيش حد يلمها». أما الإسكندرية المعاصرة، فتشهد خصخصة الشواطئ العامة وبيع الكورنيش بالمتر، «وده اللى حيخلى المدينة تفقد خصوصيتها».

العدد القادم من «أمكنة» يتناول مكانا مميزا فى التاريخ المصرى الحديث، وهو الجامعة. بهذا العدد يحكى قادة الحركات الطلابية تاريخهم مع الجامعة، من خلال حوارات مع علاء أو من خلال كتابتهم لمقالات. ويتحدث عن الجامعة كل من: علاء الديب وصلاح عيسى وأمينة رشيد ود. محمد أبوالغار وسيد البحراوى وغيرهم. «أتمنى أن تشكل كل هذه الشهادات رواية متكاملة لدائرة التمرد والإحباط الذى مرت به الحركات الطلابية على مر تاريخها».

مقالات من نفس القسم