شريف رزق: نعيش زمن قصيدة النثر بامتياز

شريف رزق: الدولة المصرية غير معنية بالثقافة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاورته: أميرة سعيد

الشَّاعر والنَّاقد شريف رزق؛ الذي جرى تكريمه في الدَّورة الأخيرة من مؤتمر أدباء مصر، بوصفه أحدَ الأسماء النَّقديَّة المهمَّة، أثرى السَّاحة النَّقديَّة بكتاباته الأكاديميَّة المهمَّة عن قصيدة النَّثر، وسدَّ جزءًا مهمًّا من النَّقص الفادح في الإضاءة النَّقديَّة لهذه القصيدة، وباتت دراساتُه مرجعًا لا غنى عنه لكلِّ مهتمٍّ بمعرفة هذه القصيدة، وتاريخها، وجمالياتها، كما أنَّه أحد شعراء هذه القصيدة البارزين..

 

عن رؤيته للمشهد الشِّعريِّ الرَّاهن، وكتاباته النَّقديَّة والشِّعريَّة، كان معه لنا هذا الحوارُ:

حاورته: أميرة سعيد

الشَّاعر والنَّاقد شريف رزق؛ الذي جرى تكريمه في الدَّورة الأخيرة من مؤتمر أدباء مصر، بوصفه أحدَ الأسماء النَّقديَّة المهمَّة، أثرى السَّاحة النَّقديَّة بكتاباته الأكاديميَّة المهمَّة عن قصيدة النَّثر، وسدَّ جزءًا مهمًّا من النَّقص الفادح في الإضاءة النَّقديَّة لهذه القصيدة، وباتت دراساتُه مرجعًا لا غنى عنه لكلِّ مهتمٍّ بمعرفة هذه القصيدة، وتاريخها، وجمالياتها، كما أنَّه أحد شعراء هذه القصيدة البارزين..

عن رؤيته للمشهد الشِّعريِّ الرَّاهن، وكتاباته النَّقديَّة والشِّعريَّة، كان معه لنا هذا الحوارُ:

ماذا يُمثل لك تكريم مؤتمر أدباء مصر؟

 – أعتزّ بتكريم مؤتمر أدباء مصر؛ لأنّه جاء بإجماع أعضاء الأمانة العامة؛ الذين يُمثلون مبدعي مصر، في شتّى بقاعها، كذلك لكون رئيس المؤتمر هو د.شاكر عبد الحميد؛ بقيمته الكبيرة..

هل ترى أن التّكريم و الجوائز مُهمّة للمبدع؟، وهل هي مؤشّر عادل للتّقيم؟

 – هذه مسألة شخصيّة، تختلف من مبدع إلى مبدع؛ هناك مَن يسعى دائمًا للجوائز وللتّكريم، وهناك مَن ينتظر التّكريم طوال الوقت، وهناك مَن يُظهر انتقاده له؛ طمعًا فيه، وهذا واضحٌ ومعروفٌ، وعن نفسي لا يشغلني سوى إنجاز ما عليّ إنجازه من عمل شعريّ ونقديّ، ولا أطمع في جوائز أو تكريم، ولم أرشّحْ نفسي قط، ولا أرى عيبًا فيمن يُرشّح نفسه، وأرى أنّ الجوائز تُعطَى غالبًا لاعتباراتٍ غير القيمة، وأشكّ في أهميّة كثيرين من المُحكّمين والفائزين، وفي حسابات الفوز، وأرى أنّها تُقدَّم، أحيانًا، باعتبارها مكافآتٍ، أو رشاوى، وتتحكّم العلاقات والشِّللية فيها على نحو واضحٍ؛ ولهذا لا أرى أنَّ الجوائز مقياس صحيح، دائمًا للجيِّد..

كيف ترى المشهد الأدبيّ في مصر الآن؟

 – المشهد الأدبيّ المصريّ بعافية، ومعظمُه خارج المؤسَّسة الثَّقافيَّة الرسمية، والواقع أنَّ المؤسَّة بقدراتها الطَّاغية لا تقدم أفضل ما في المشهد، غالبًا؛ فللمسؤولين عنها دائمًا حساباتٌ وتصفيّة حساباتٍ، المُهمّ أنَّ نهر الإبداع في تجدُّد دائم، وهو الشَّيء النَّاجز في حياتنا المصريَّة الرَّاهنة، على الرَّغم من غياب أسماءٍ كبيرةٍ أو مشاريع أدبيَّة، ومعظمُ مَن يُشكّلون الملامح الحقيقيَّة الرَّاهنة شبابٌ يكتبون بحُريَّة ودون قيدٍ، مُستكملينَ تيَّارًا أدبيًّا جديدًا بدأ منذ التِّسعينيَّات وأصبح هو المتنُ الحقيقيُّ حاليًا..

وكيف ترى المشهد الشِّعريّ في مصر حاليًا؟

 – المشهدُ الشِّعريُّ المصريُّ حاليًا قد تحرَّر من شتَّى الآليَّات السَّابقة؛ ليُمثّل مرحلةً شعريّة جديدةً، ازدادت التحامًا بالمَعيشِ والشِّفاهيِّ والشَّخصيَّ، وتبدو هذه الملامح جليَّةً في إبداعات كلٍّ من: إبراهيم بجلاتي، وأمجد ريّان، وإبراهيم المصري، وعلاء خالد، وعصام أبو زيد، وأحمد يماني، وفتحي عبد السّميع، وخالد حسّان، وعبد الغفار العوضي، ومحمد أبو زيد، ومحمد القلّيني، ومحمد مختار، ومحمد رياض، ومحمد سالم، ومُنتصر عبد الموجود، وحامد صبري ، وخالد السّنديوني، وأحمد عبد الجبّار، وأحمد أنيس، ورغدة مصطفى، وعبد الرَّحمن تمّام..

هل الشِّعر تراجع بوجهٍ عام عمَّا كان عليه في الماضى بسبب قصيدة النَّثر؟

 – بالنِّسبة لمَن يحتكمون لمرجعيَّات الشِّعريَّات القديمة؛ التي انتهتْ صلاحيّتها، سيصل إلى هذه النَّتيجة، وسيتحدّث عن الأزمة، وغير هذا من الكلام الذي يُلاكُ مع كلّ مرحلةٍ شعريَّة تُمثِّلُ مُنعطفًا شعريًّا حقيقيًّا..

هل هناك تحدِّياتٌ تُواجه الشِّعر في مصر، في المرحلة الرَّاهنة؟

 – التَّحدِّي الذي يُواجهه الشِّعر المصريّ خاصَّةً، والعربيّ عامَّةً، هو كثرة الأدعياء، ودعم المُؤسَّسات الرَّسميَّة لهم، غيرَ أنَّ الشِّعر المصريّ، عبْر الموجة التي ذكرتُها، تخلَّص من عبوديَّة، وهيمنة، المؤسَّسة الثَّقافيَّة عليه؛ فهو يكتب تجاربه بحرِّية كاملة، وينشرها، غالبًا، بشكل خاصٍّ، ويُقيم مُؤتمراتٍ خاصَّة ومُستقلَّة، ويتقدَّم لجوائز مُستقلَّة، ويُسافرُ، مَن يسافر من شعرائه، إلى مُؤتمراتٍ شعريَّة خارجيَّة، بشكل شخصيٍّ، هو يُقيم كياناتٍ شعريَّةٍ بديلةٍ ومُستقلِّة ، أو يتبَّدى في حالات فرديَّة مُستقلَّةٍ وناجزةٍ، وفي الحالتينِ يُؤكِّد انفصاله عن المشهد الرَّسميِّ الشَّائه، ويُندِّد به..

هل بالفعل نحن نعيش زمن قصيدة النَّثر؟

 – نعم، أُؤكِّدُ على ما صرَّحتُ به عدَّة مرَّاتٍ، أنَّ هذا الزَّمن هو زمنُ قصيدة النَّثر بامتياز، وأعلمُ كم يُصيبُ هذا الرَّأيُ عبيد المقولات النَّظريَّة المُستقرّة من الأكاديميَّين؛ الذين لا يستطيعون التَّعامُل مع الشِّعريَّات الجديدة، وهم ينعتون المُبدعين المُجدِّدين بأنَّهم دخلاء، وهم الدُّخلاءُ والأدعياءُ والجهلةُ..

كيف ترى حال النَّقد في مصر؟، وهل يعاني من أزمة؟

 – حال النَّقد شديد السُّوء، وهو لا يرقى للحالات الإبداعيَّة النَّاجزة، ومعظمُ الذين يتصدّون للعمليَّة النَّقدية ليسوا نُقَّادًا، بالمعنى الحقيقيّ، سواء مَن يكتبون المُتابعات النقديَّة، الأكاديميَّين الذين يكتبون دراساتٍ وأبحاثٍ يتصوَّرون أنَّها دراسات علميَّة، وأنا لا أراها نقدًا، وأرى أنّ ثمَّة أزمة بالفعل، وأُرجعُ سببها إلى عبوديَّة الأكاديميَّة، وهيمنة الرّجعيين في الجامعات وتخلّفهم عن حركة الإبداع الدَّائمة ومفاهيمها المُتجدِّدة..

حدِّثنا عن ديوانك: “هواء العائلة”.. وهل يُعدُّ هذا الدِّيوان سيرةً شِعريَّة ذاتيَّة؟

 – ديواني الأخير:”هواء العائلة”، تجربة شعريَّةٌ تستدعي عوالم عوالم السِّيرة الذَّاتية، والتَّاريخ الشِّخصيِّ، في تفاصيله المصريَّة الخالصة؛ الَّتي اختفت معالمها من حياتنا المعيشة حاليًا، وتحضر شخوص العائلة، وتفاصيل حيواتها المصريَّة الخالصةِ في بنية الخطاب الشِّعريِّ، في مشاهد شعريَّة معيشةٍ، يُعيدُ الخطابُ الشِّعريُّ في هذا الدِّيوان بناء هذه الحيوات التي ذوتْ، عبْرَ أبنية شعريَّة مختلفةٍ، وتعتمدُ سيرنة الخطاب بشكلٍ رئيسٍ على شعريَّة السِّيرذاتيِّ، وثمة نستولجيا واضحة للتَّاريخ العائليِّ الَّذي انتهى..

وصفتَ تشكيل لجنة إعداد ملتقى القاهرة الدّوليّ الرَّابع للشِّعر بالجريمة في حقِّ الشِّعر المصريّ، فما السَّبب؟

 – هيَ لجنة لا تُمثِّلُ الشِّعريِّ الرَّاهن، ويُهيمنُ عليها أنصار تيَّار الرَّجعيَّة، وقد أعلنت رفضي ومعارضتي منذ البداية، وأكَّدت الأيَّام صحَّة موقفي؛ وقد ظهر هذا في الانسحابات العديدة أثناء المؤتمر، بعد تأكّد كثيرين أنَّ- اللجنة البعيدة عن الحراك الشِّعريّ الحقيقيّ- لا تزال تُصرّ على منح الجائزة لأحد أعضائها، وكان الدّورهذا العام على محمد إبراهيم أبي سنّة، كذلك كان النّقاد من تلاميذ وأصدقاء وروّاد الجلسة الأسبوعيَّة التي يعقدها محمد عبد المطّلب مقرِّر لجنة الشِّعر ويحضرها حوارييه وجواسيسه، كلّ هذا وضّح لي أنّ ما يحدث هو مؤامرة على الشِّعر المصريِّ، وأنَّها ستفشل، وأنّ محاولات السَّطو والاستئثار بمقدرات المؤسَّسة الثقافيَّة لن يعطي الشَّرعيَّة لهذه اللجنة.

………………..

*نشر في مجلة “الإذاعة والتلفزيون”

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم