سميحة خريس: مشروعي الأدبي ركيزته الأساسية الحرية

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاورها: أحمد علي عكة

 

الروائية سميحة خريس ليست فقط إحدى أهم الأديبات في الأردن، بل واحدة من أهم المبدعات في العالم العربي، فقد قدمت خريس منجزاً أدبياً يقف أمامه النقاد طويلاً بالفحص والدراسة، فقد صدر لها العديد من الروايات منها "رحلتي"، "المد"، "شجرة الفهود"، "القرميّة"، "خشخاش"، "دفاتر الطوفان"، "الصحن"، "نحن"، "يحيى"، و "فستق عبيد"، كما صدر لها العديد من المجموعات القصصية منها "مع الأرض"، "أوركسترا"، وتجربة في أدب الرحلات في كتاب "على جناح الطير".

حاورها: أحمد علي عكة

الروائية سميحة خريس ليست فقط إحدى أهم الأديبات في الأردن، بل واحدة من أهم المبدعات في العالم العربي، فقد قدمت خريس منجزاً أدبياً يقف أمامه النقاد طويلاً بالفحص والدراسة، فقد صدر لها العديد من الروايات منها “رحلتي”، “المد”، “شجرة الفهود”، “القرميّة”، “خشخاش”، “دفاتر الطوفان”، “الصحن”، “نحن”، “يحيى”، و “فستق عبيد”، كما صدر لها العديد من المجموعات القصصية منها “مع الأرض”، “أوركسترا”، وتجربة في أدب الرحلات في كتاب “على جناح الطير”.

وحصلت على العديد من الجوائز ومنها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، وجائزة أبو القاسم الشابي من تونس، وعلى جائزة الفكر العربي للإبداع العربي عن مجمل التجربة، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية من الأردن، وقلدت وسام الحسين للتميز والعطاء من الأردن.

في زيارتها الأخيرة للقاهرة احتفلت بأحدث رواياتها “فستق عبيد” سلسلة الإبداع العربي بالهيئة المصرية العامة للكتاب. هنا حوار معها.

كيف ترين افتتاح روايتك “فستق عبيد” لسلسلة إبداع عربي بالهيئة المصرية العامة للكتاب؟

شعرت بسعادة كبيرة حين تم اختيار روايتي “فستق عبيد” لتكون افتتاحية سلسلة عربية تصدر من مصر بالتحديد، فالتعامل مع مصر والتواجد في مصر يعني التواجد في المركز الثقافي للعالم العربي، وتعتير سلسلة إبداع عربي عودة للتواصل المصري العربي في مجال الثقافة، بالنسبة لأي كاتب عربي يكون مطمح له تواجد أعماله في مصر، وهذا ما شجعني للتعامل مع هذه السلسلة.

صدر لك حديثاً رواية “فستق عبيد” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .. هل ترين أنها فرصة لوصول إبداعك للقارئ المصري بصورة أكبر عن السابق؟

رغم صدور روايتين لي من قبل في القاهرة مع دارين من دور النشر الخاصة منذ سنوات، لكن أهمية سلسلة الإبداع العربي التابعة لهيئة الكتاب المصرية، أنها تتوجه للقارئ بسعر منخفض مما يتيح انتشار أوسع للقارئ الذي لم يعرف بعض الكتاب العرب، فمعظم الكتاب العرب لهم تواجد في القاهرة، لكن دائماً ما توجد مشكلة في أسعار الكتب وتوزيعها ورواجها، السلسلة محاولة جيدة جداً لاختراق هذه الناحية.

ماهي ملامح تجربتك الروائية الجديدة في “فستق عبيد” ؟

هذه التجربة هي عبارة عن محاولة للخروج من الأزمة التي تعالجها رواية “فستق عبيد”، وهي أزمة الرق بالتحديد وعرضها من مختلف الجوانب، وإلقاء المسؤولية ليس على جهة واحدة تتعامل كانت بهذا الرق، ولكن بإلقاء المسؤولية على معظم الحضارة البشرية التي مارست هذا النوع من العبودية للإنسان، بدءً من السودان خروجاً عبر البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى البرتغال، هي رواية نوعاً ما تاريخية لكن تتوخى الربط بين هذا الماضي المؤلم وما تبقى من ذيوله وآثاره في الحاضر.

حصدت العديد من الجوائز المحلية والعربية، ورُشحت أعمالك لجوائز منها “البوكر” وتصفيات جائزة الشيخ زايد للكتاب، كيف تنظرين للجوائز ومدى أهميتها للكاتب؟

لا أتصور لا أنا ولا أي كاتب جاد يكتب وفي ذهنه الجائزة أو تكون هدفاً له، إنه يكتب ولكن تأتي الجائزة تحصيل كنوع من الاعتراف بما قدمه ونوع من الشكر على ما قدمه وإلقاء الضوء على تجربته، أنا اعتقد أن الجائزة إن كانت تضيف فهي تضيف فقط عملية التكريم، كما أن الجوائز لها مخاطر ومحاذير على الكاتب لأنها قد تصيب البعض بوهم الوصول إلى خط النهاية، وفي الأدب ليس هناك خط للنهاية.

 

لماذا اخترت إقليم دارفور ليكون مسرحاً لأحداث لروايتك “بابنوس” لتجسيد الوجع السوداني؟

عندما كنت أكتب في رواية سابقة باسم “يحيى”، لفت انتباهي أكثر من مرة في التاريخ والوثائق وجود وصف لسوق العبيد، وكنت درست في السودان التاريخ الأسود لتكالب العالم كله للمتاجرة بالبشر وبالرقيق، وهي موجودة في التاريخ البشري بشكل عام وليس التاريخ العربي فقط، وللأسف وجدت لاتزال هذه القضية قائمة بصور مختلفة وتخريجات وأسماء متنوعة والكل ضالع فيها بصورة أو بأخرى، ونظراً لأني معنية بقضية الحرية في الأونة الأخيرة، وبدأت بالتفكير في الحرية الفكرية، فمعظم أنواع الحرية مصادرة، حتى حرية الإنسان وملكيته لنفسه أن يصبح شيئاً يمكن تملكه هذا شئ من أخطر أنواع العبودية ساعد أيضاً دراستي في السودان والبحث في هذا الموضوع لتتجمع لدي أركان الحكاية في دارفور، إضافةً إلى الوضع الحالي الذي يعاني منه إقليم دارفور سياسياً واقتصادياً.

• وماذا عن إهداء “بابنوس” للمبدع السوداني الطيب صالح؟

أؤمن دائماً أن كل كاتب لابد أن يكتب عما يعرفه وعما بحث فيه، فأنا أتيت من الأردن لأدخل إلى المجتمع السوداني لأكتب عنه، فكان علي أن استأذن الطيب صالح في اقتحام عوالمه واقتحام هذا الجانب من المكان العربي، لأني أدخل على مكان قد يبدو اني لا أعرفه رغم عدم إقدامي على كتابة أي رواية إلا بعد البحث المستفيض عنها، فوجدت أني أحب قبل دخول هذا العالم أن أطرق باب قامة كبيرة وهو الطيب صالح رائد الكتابة الروائية بالسودان.

• كيف ترين تجربتك في أدب الرحلات في كتابك “على جناح الطير”؟

أنا دائماً أكتب الرواية إلا في كتابين أحدهما على جناح الطير، لكني لا اعتبره أدب رحلات بالمعنى المتعارف عليه، فهو أقرب إلى سيرة المدن التي عشت في بعضها وعايشت أهلها، ورأيت كيف تنمو المدينة وتتغير ملامحها، فهذا يعد تأريخ للمدن أكثر منه أدب رحلات.

• كيف تنظرين لحضور المكان في رواياتك بشكل كبير؟

أعتقد أن المكان أحد أبطال وعمود رئيسي من أعمدة الرواية، لأن المكان يعيد تشكيل الإنسان هناك تأثير متبادل بين الإنسان والمكان، إذا تم التغاضي عن المكان وتأثير وجوده لاشك أن هذا سيضر بالنص الروائي، المكان يثري الحكاية ونحن كروائيين معنيين بأن نحفظ أماكننا  التي ستتغير وستختلف وقد تنسى في المستقبل حتى القريب منه، لذلك ترى المكان بطل من أهم أبطال رواياتي.

• هل تعتمدين لتوظيف بعض “سيرتك الذاتية” في أعمالك؟

لاشك مافي كاتب يستطيع أن يهرب تماماً من سيرته الذاتية في كتاباته، كل ما نكتبه هو بعض معرفتنا والمعرفة تأتي  من تجارب الحياة المختلفة، فهناك الكثير من أفكاري ووقائع حدثت معي، لكني لم أكتب سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه، لكن يوجد الكثير من سيرتي الذاتية داخل كتاباتي الأدبية.

قدمت الرواية التاريخية في رواية “يحيى” .. فما هي صعوبة الكتابة التاريخية الروائية عن غيرها؟

صعوبة الكتابة التاريخية أن الكاتب يقفز من زمنه إلى زمن بعيد ويراه ويحكم عليه بالرؤية المعاصرة، وهو لاشك أن هذا المطلوب فليس معقولاً أن أذهب من القرن الواحد والعشرين إلى القرن الرابع عشر مثلاً لأفكر كما كان مطروحاً، فأنا أقدم رؤيتي المعاصرة في هذا التاريخ من خلال ربط الماضي بالحاضر، هذا الالتباس عسير ويجب أن يكون الكاتب حذراً جداً لتلمسه وفهمه، كما أن الكتابة التاريخية تحتاج للكثير من البحث والدراسة، فلايمكن أن تأخذ بالاستسهال من خلال الاعتماد على الذاكرة، لكن تحتاج إلى دراسة عامة للزمان الذي تريد أن تنتقل إليه لتحضره إلى زمانك.

ولماذا العودة إلى التاريخ في رواية “يحيى” للدفاع عن قضية الحرية؟

أردت في رواية “يحيى” أن أقول أن قضية الحرية الفكرية وهي تتعرض للاضطهاد والنفي والإعدام، ليس جديداً ما يحدث اليوم، هذا بدأ منذ زمن طويل كل من يفكر كل من يختلف يعرض نفسه للمحاسبة سواء من السلطة السياسية أو السلطة الدينية، كان هذا في الماضي ولايزال حالياً.

كيف ترين المشهد الأدبي الأردني؟

أنا متفائلة جداً بالمشهد الأدبي الأردني، وأعتقد أن النتاج الذي ننتجه أكبر من الساحة الأدبية في الأردن، ولكن يتم إنتاج هذا النتاج بصورة فردية بين المبدعين الذين يقومون بمشاريعهم الخاصة بممارسة الكتابة منفردين ويقدمون تجارب ناضجة وواعية جداً لا يدعمها أو يجمعها مؤسسة تقوم بالدعم سواء في النشر أو التعريف أو الإعلام، هم يتحركون بشكل فردي لتقديم منجزهم الخاص داخل المنجز العربي بشكل كامل.

رأيك في اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر مؤخراً .. وكيف للأدب أن يواجه التطرف بكل أشكاله؟

أنا ضد أي نوع من العنف خصوصاً وصولاً إلى القتل، الذي يملك القوة عليه أن يحاور الفكر بأدواته القلم بالقلم والفكرة بالفكرة، أما أن تستخدم السلاح في مواجهة الفكرة فهذا يدل على الضعف، ويدل على تراجع إنساني وأخلاقي وفكري في معالجة أمورنا، لاشك أن هذه القضية قضية صادمة في الأردن، وإن شاء الله تكون أخر سلسلة الاستهداف لمفكرين والمبدعين، وأن ندخل في حوار حقيقي لايتطلب هذه الطريقة العنيفة والمشينة في حل إشكالاتنا، وعلى الأدب أن يقدم قدر من الوعي والتنبيه للمجتمعات لمواجهة التطرف ودحض هذه الأفكار من خلال الأعمال الأدبية بعيداً عن المباشرة.

هل بالفعل تعاني القصة القصيرة أزمة في الوقت الحالي؟

القصة القصيرة تعاني من فائض في الانتاج بالعالم العربي، خاصةً الكاتبات العربيات فنجن نرى الكم الكبير الذي يصدر من القصة القصيرة، هذا الفائض يطرح سؤالاً ماهو الجديد فيها، فالقصة القصيرة تحتاج إلى ومضة شديدة تحتاج إلى تغيير وإضافة، ولا أحب مقارنتها بالرواية، هذا فن قائم بذاته فعليه أن يواجه تحدياته الخاصة بعيداً عن منافسيه سواء الرواية أو الشعر، فحين أطالع مجموعات قصصية مؤخراً أجد قصة أو اثنتين تتوافر فيهما هذه الشروط وتقف أمامهما أما باقي قصص المجموعة فستجدها لا تأتي بجديد، قد يكون هناك مجموعات قصصية مؤخراً جميعها تستحق الإشادة لكني للأسف لم أطلع عليها.

ماهو جديد الروائية سميحة خريس؟

لا انتهي من عمل أدبي، إلا ويكون عملاً جديداً يدور في ذهني، البعض يعتبر هذا مشكلة لكني لا اعتبره مشكلة مطلقاً، فأنا لازلت معنية بالحرية، لكني أفكر الآن عن أهمية وقيمة الجمال فقد يخرج عملاً روائياً عن هذا، كما انتهيت وصدر مؤخراً بعمان كتاب “خرابيش الحرف على الروح”، وهو كتاب تأمل في تجربة الكتابة، عن أزمة الكتابة ومباهجها.

 

مقالات من نفس القسم