زهايمر

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 55
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبير الفقي

صرت أنسى كثيرا ولم يعد الأمر يزعجني.

لا أجاهد لتذكر أي شي كما كنت افعل.

ولم أعد أخشى ترك المفتاح في باب البيت.

ولا فوران الحليب فوق النيران و انطفاء الموقد.

الآن أنسى بكل ارتياح وجهتي في المنزل

وفِي منتصف الطريق إلى اللا مكان،

لا أتذكر ما كنت ذاهبة لأفعل.

أنسى حتى اسم قطتي التى لم تجيبني عليه قط.

أنسى حتى وجهي، ولون عيني، أو تمشيط شعري.

أنسى ما اكتب فلا اهتم بإعادة كتابته.

وأردد السؤال مرات ومرات ولا إجابات تثبت.

أعيده كأنه أغنية  في اسطوانة مشروخة

نسيت المطربة الكلمات المناسبة للحن.

يقول الطبيب:

إنها مرحلة متأخرة  من المرض

وقريبا لن أحتاج  أيضا لزيارته.

و لا شيء سيمنع ذاكرتي من العبث معي

و سأنسى كل شيء تقريبًا

ولن أتذكر حتى نفسي،

و لا ملامح وجهك المحفور في ذاكرتي،

قريبا جدا لن أتذكره أيضا،

ولا أنك خذلتني ،

ولا أنك خذلتني،

ولا أنك…..

آه، أنا صرت أنسى،

ولم يعد يزعجني الأمر.

مقالات من نفس القسم