رسالة ما قبل الانتحار

عمر فتحي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عمر فتحي*

بينما كان أقراني وزملائي يتمنون عند وضع رأسهم علي الوسادة، أن يكون الغد افضل، أو أن يلتقي كل منهم بمن يحب، كنت أتمني عند انغماس رأسي في الوسادة، أن لا أستيقظ ثانية.
أنا الشخص الذي أدرك الدنيا قبل أن تدركه، أحببت التطلع إلى الأشياء ولكنى اُفرطت في هذا التطلع، وها هو عقلي يزدحم بأشياء لا يجب أن أعرفها في هذا الوقت.
ما سبب جنوني؟

تساءلت كثيرا عن السبب، وما سبب كرهي للحياة.
كنت أجلس في الشرفة الكبيرة الهادئة وأبدأ بالتفكير في الأسباب.
لكن تعددت الأسباب في الحقيقة، علي سبيل المثال في فترة الشباب، الناس يبتعدون عني و السبب هو تفكيرى المختلف، وهنا كانت إحدى الصدمات، كيف بإمكانهم فعل هذا، الابتعاد واحتقار شخص يدرك الدنيا ويعلم أشياء لا يتحملها عقل صغير، قد يكون هذا ما أثر فيِ، أو قد تكون معرفتي عن العالم المزيف هى السبب، عندما أدرك في سن الصغر انك مهما فعلت قد يصبح شخصا غير متعلم أفضل منك، وأنت تعرف أن كل الأشخاص يفعلون ما يؤمن مستقبلهم  وليس مستقبل الآخرين.
معرفتي لكل هذا دمر أملي في الحياه ، إذن لماذا نحيا، لنتعلم!؟ ، لا في النهايه قد يأخذ مكانك في العمل ابن شخص مهم لا يعرف أي شيء عن العلم، لكن كل ما في الأمر أن أباه أراد أن يجعله يعمل هنا، لهذا أخذ الحق من الأشخاص الأحق . لذا هل نحن نحيا للاستمتاع بالحياه؟.! . لا أيضا لأن الحياه مليئة بالأوقات الحزينة والسعيدة والأوقات الحزينة اغلب الأوقات لأن الانسان لن يرضي بحاله، كل ما يريده أن يشتري السيارة الأحدث من سيارته أو أن يشتري شقة مطلة علي البحر، وإذا حصل علي كل هذا، يسعد!، لا لن يسعد، سيريد الأفضل أيا كان، لذا فنحن البشر طماعون بالفطره .
إذن، لماذا نحيا؟
قال لي أحدهم أن الشخص قد يحيا لأجل شخص آخر يحبه.
عند سماعي لهذا، فرحت ها قد جاءتني الإجابة، و مع الوقت تلاشي هذا الإحساس. إذن أين التي سأحيا من أجلها، هل هي موجودة، هل هي أيضا تبحث عني هل قد مررت بجانبها يوماً ولم ألاحظها، هل سنتقابل؟
لاحظت أني في سن ١٨ ولم أحب أحدا قط، كل الدراسات العلميه تقول إن فترة المراهقه هي الفترة التي يحب فيها الإنسان كثيرا ، لكني لم أحب.

وهنا قررت أن أقرأ اكثر لأجد الإجابة، وها قد وصلت لها، أنا أعاني من مرض نفسي!!
من الممكن أيضا أن يكون هذا ما جعلني يائسا من الحياة و كارها لها، لأني لا أعرف حتي الآن إذا كنت أنا المريض أم الجميع مرضي، مع الوقت و القراءة أدركت أنه ليس هناك شعور بالحب، ليس هناك حب… يقولون في الكتب إن الحب هو الشخص الذي تعشقه وتريد أن تقضي بقية حياتك معه، لكن ما أراه في عالمنا ها يعاكسه، أري اشخاصا يحبون شخصا وفي اليوم التالي يحبون شخصا آخر، أو أن يحب الإنسان أكثر من شخص في نفس الوقت، لم أعد أعرف هل المشكلة في الإنسان أم أننا  نختلق هذا الشعور فقط.
لقد يئست من كل هذا، في النهاية لم أصل لما يجعلنا نكمل الحياة؟
قد تكون هذه رسالة ما قبل الانتحار، لا أعرف أو قد تكون مجرد كلام كتبته علي الورق، في النهاية إذا  كنت تقرأ هذا فأعتقد أنني سأنتظرك لتزورني في السماء.

………………………….

*عمر فتحي، كاتب مصري شاب في السادسة عشر من عمره، صدرت له رواية بعنوان “من دفتر نهايتي”، وموقع الكتابة يتمنى له التوفيق

مقالات من نفس القسم

محمد العنيزي
كتابة
موقع الكتابة

أمطار