حلم

حسين عبد الرحيم: "زووم إن" مرثيتي الجديدة عن فردوسي المفقود "بورسعيد"
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسين عبد الرحيم
الليل والنهار

صدر أمر مجهول، حتمي، بالقبض الفوري علي، فعلمت. كيف ؟ لا أعرف. دبروا لي محاكمة سريعة وفورية وحكموا علي بالإعدام، شنقا، بت أسير في الليل. في أماكن اخترتها بعناية ودقة، كنت تمشي بحذر، في الليل غالباً، وعندما زادت المطالب ومعها البحث عني في كل الأماكن التي أتردد عليها، كان الليل قد زاد في الظلام.

حملت طبنجة تخصني، لم أقصد إخفاءها، ولكنني فجأة أحسست بها في حضن ضلعي الأيسر، فزدت فرحاً بمباغته تجلت بهذا الأمر الغريب، ضحكت وأنا السائر بها في بيت غريبة، بناية صماء لا نفسا فيها ولا بشرا، لا ألوان تذكر لحيطان عالية، صماء، جهمة. بها غرف ثلاثة، ومسقوفة بركام حيطان تشبه الجدران المرفوعة عليها الغرف ذوات الحجم الواحد، خلف الغرف الثلاث والفاصل مابين كل واحدة واخرى منهم، وجدت سورا دائريا يمكنني من الطل بلا خوف.

تلصصت، لم أتلصص، ولكني وجدتني أرى المتورطين في القتل، المنفذ والمدبر والممول، وقف كل منهم في متاهة الإثم، ودلالات مؤكدة عن شروعه في قتل الرجل المهم الذي لا أعرفه، والذي دار في ذاكرتي بيانات عنه، ليس لها أدني علاقة بحالتي الرجراجة في تلك الساعات مابين الليل والنهار، والعقل واليقين، ولكنها غلبة بصيرة ما تلزمني وتؤكد علي بفساد الرجل المقتول.

رجل يمثل خطورة على البلاد والعباد، كل الجهات الأمنية فشلت في العثور علي حياً، ولم يعد إلا تلك البناية التي أدور فيها مستطلعا القتلة الحقيقيين، صرت أضحك في الليل، وأنا أراهم في ذعر فيزداد يقيني بخلاص ما لا أعي ولا أعرف ولا عندي سبب واحد لكيفيته، كنت قد خلعت عن جسدي الذي تضخم على غير العادة، كل ملابسي، أو ما اعتدت على ارتدائه.

أتحسس عضلاتي، وقد تعمدت التلصص وأنا بشورت يصل مابين الفخذ والركبة، وبقدمي حذاء كلاركس هافان، الشورت بيج، كابي، ونصفي الأعلى عارٍِ تماما، والطبنجة معلقة بحزام أسود ملفوف على رقبتي هابطا لصدري مرتكنا بجانب الضلع. وكبسولات ثلاث بلون أزرق قاتم، والسلاح محشو بالطلقات، وأنا واثق في براءتي ولكنني مستمر في الضحك الهستيري الذي لازمني منذ صدور القرار والذي على إثره تركت بيتي وبلادي ومكان ما أعرفه حسيا كنت أقيم به وحدي,

فات الليل وأنا مازلت أرقب الثلاثة أشخاص، وتلك النثار من حبات عرق ساخن التي زادت على كتفي وصدري، تزيدني جسارة، ومحاولات أولى للتصويب على الثلاث، والذين وقف كل منهم يفكر في مصيره لو لم يتم العثور علي في أقرب وقت، قبل صباح ما، غلفه رماد بين قريب لبياض الثلج.

 كانت البناية قد سطع فيها ضوء مبهر قادم من أعلى، من السماء، وقد انفتحت سقوف البناية، وأنا أضحك وأرى من يردد من أعلى، كيف سنخرج من هذة المؤامرة الخائبة، وقتها كان كل من القاتل والمدبر والممول قد بدأوا في نوبة ذعر، تنتفض أجسادهم في رعشات تتوالي، مع بقع ضوئية حادة وأزيز طائرات هليوكبتر، وأنا المحجوب خلف السور الدائري أعد سلاحي للإطلاق.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون