جراء حافية تهرول في الشارع

جراء حافية تهرول في الشارع
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

زوجة حارس العمارة تخرج كل صباح

تشتري الخبز المدعوم

تشمر ذراعيها لتغسل السيارات بخرطوم الماء المتدفق

جلابيتها المزهرة تصبح أكثر لمعانا مع الماء المتساقط

جسدها تبرز استداراته

رأسها الصغير يتحرك بخفة

ليس لديها مرآة كبيرة تتابع فيها التجاعيد كل يوم

ولا تحصي فيها الشعيرات البيضاء

عندها من الوقت ما يكفي

لتضع مانيكير فاقع اللون

في أصابع قدميها 

تنام مع زوجها الضئيل كل يوم

لا تقلق من ارتفاع صوتها عند بلوغ النشوة

لا تعرف ماهو الأورجازم

 لكنها تنجب كل هؤلاء الأطفال

تطلقهم نصف عرايا يهرولون في الشوارع

يقضون حاجتهم كالجراء الصغيرة دون مبالاة

وأنا أجلس هنا لأكتب وأنتظر

أنتظر رياح الربيع

لأغلق الشبابيك أكثر

لأن الجمل تولد أكثر اكتمالا في الظلام

الإيقاع يتبدى أكثر في العتمة

كل هذا لأكتب قصيدة

لا تفعل شيئاً

سوى أنها تمنعني من

الوقوف حافية على بلاط النافذة البارد

ومتابعة زوجة حارس المنزل

وهي تطارد أطفالها في الشارع 

دون أن تطمح في أي حيوات أخرى

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

سر

موقع الكتابة الثقافي
في البيت
سارة عابدين

الصوت