تناغم (6)

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. مصطفى الضبع

عابرا مرحلة الثانوية العامة إلى الجامعة ينتقل الطالب المصري صفر اليدين وقد حفظ وصم حد التخمة، عندها يتطلع للجامعة بوصفها الفرصة الأخيرة للتعلم فإذا ما التحق بالجامعة كان واحدا من اثنين:

  • حاصل على مجموع كبير حالما بكلية من كليات القمة.
  • حاصل على مجموع أقل يستعد لمفاجآت النظام الأكثر تكلسا فى العالم (نظام التنسيق ).

والفريقان يتجرعان صدمة غير حضارية تتعدد أطرافها :

  • صدمة مكتب التنسيق وقدراته الكارثية فى القضاء على رغبات الطلاب وميولهم، وتمر السنوات ومكتب التنسيق باق بقاء الأهرامات دون أدنى محاولات تطوير آلياته (عبر إحدى القنوات التليفزيونية المصرية منذ ثلاثة أعوام طالعنا أحد القائمين على أمر المكتب بإعلان الواثق الملهم أنه لابديل لمكتب التنسيق فهو الأفضل عالميا ومحليا !!!!!!!!!!!)
  • صدمة البيئة العلمية التقليدية التى تجعله أحيانا لا يشعر بفارق حضاري بين المدرسة الثانوية والجامعة، قبل الجامعة كان مطالبا بالحفظ وفق نظام واحد هو نظام وزارة التربية والتعليم، في الجامعة هو واقع تحت سطوة أنظمة تتعدد بتعدد الأساتذة فهو لا يفكر ولا يبتكر ولا يعمل عقله إذ يكون مطالبا بتحويل مايقرأ إلى معلبات عليه أن ينقلها من مخزن إلى مخزن فقط، ويجد كثيرا من الأساتذة يطالبونه  بأن يكتب في الامتحان كما يجد فى الكتاب المقرر (حتى في الكليات النظرية وكليات العلوم الإنسانية ذات الأفق الأوسع للتعليم تتبع النظام نفسه نظام التلقين والحفظ ).
  • افتقاده القدوة عبر نظم من ممارسات غير منطقية عقليا وغير أخلاقية إنسانيا، عندها يفتقد الطالب القدوة عدة مرات : مرة بما يجده من طغيان الجانب المادي على الجانب العلمي، ومرة بممارسات البعض الأخلاقية ممن يسيئون للعمل الجامعى، ومرة لشعوره بمحدودية تفكير من يعلمه، ومرة باكتشافه أن سرقة الأبحاث العلمية والسطو على الأفكار واحدة من أهم سمات العمل الجامعي فى مصر خلال العشرين سنة الأخيرة، وهى الكارثة التى تغاضى الجميع عن مواجهتها بالحزم المطلوب بشكل مريب .
  • افتقاده المجال الأرقى لممارسة تجارب حياتية لها طابعها المعرفي ممثلة في أنشطة طلابية لم يؤهل للقيام بها و مكتبات غير مجهزة لاستقباله، وعمليات ديمقراطية وهمية سواء فى انتخابات الاتحادات الطلابية أو في انتخابات القيادات الجامعية حيث يرتد الجميع إلى تحكيم القبليات والعصبيات والشللية باستثناء حالات قليلة كان للكفاءة فيها الكلمة العليا وهى حالات تمنح بعض الأمل ولكنها لا تمثل ظاهرة إيجابية.
  • خيانة بعض الأساتذة للوائح والأعراف الجامعية ويكفي الإشارة إلى واحدة من الفرائض الغائبة في عمل الأستاذ الجامعى أعني الساعات المكتبية التى يتقاضى عنها الأستاذ بدلا ماليا (ليس ضعف المقابل المادي مبررا لإهمال الساعات المكتبية )، فلسفة الساعات المكتبية قائمة على أن الأستاذ يحدد ساعات معلنة يتواجد فيها بمكتبه لاستقبال طلابه وإقامة حوار في كل ما يخص الطالب من أمور حتى لو كانت تمس حياته الخاصة، فالأساس أن يتوافر في الأستاذ صفتان تجعله الأكثر صلاحية لإنجاح هذا الحوار البناء : التفكير العلمي، والموضوعية، فالأستاذ ليس طرفا في مشكلات الطالب كما أنه الوحيد بما يمتلك من خبرات معرفية لها تحققها التطبيقي فى الواقع مما يجعله الوحيد القادر على تنمية مهارات التفكير العلمي والمنهجى لدى طلابه ( أعرف أساتذة لم يفعلوها طوال حياتهم الجامعية، وأعرف آخرين يرفعون فى وجه الطلاب شعار: ممنوع الاقتراب والتصوير إذ يحولون مكاتبهم لثكنات عسكرية ).
  • إصرار المجلس الأعلى للجامعات على العمل بلوائح تجاوزها العصر وتخلصت منها متطلبات التطوير الدائم وفي مقدمتها لائحة تكليف المعيدين وهى النقطة الأكثر تأثيرا على البحث العلمي بالجامعات (ماذا تنتظر من طالب تحول إلى ماكينة إنتاج معلبات جاهزة؟).

 

وللحديث بقايا

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized
ترقينات نقدية
د. مصطفى الضبع

تناغم (22)