الطاهر شرقاوي: تمنيت قتل “فانيليا”

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 36
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره: محمد أبو زيد

الكتابة بالنسبة للطاهر شرقاوي هي الحياة، لذا فهو يحاول أن يعيشها بأوجهها المختلفة، فتارة يكتب القصة وتارة يكتب الشعر، ومرة يجرب السيناريو، ومرة يكتب للأطفال، لكنه في كل هذا لا يبحث إلا عن الكتابة بمفهومها الأعمق الذي يتماس من الإنسانية ويتماهى مع الإنسان، هنا في هذا الحوار محاولة للاقتراب من هذا.

حاوره: محمد أبو زيد

الكتابة بالنسبة للطاهر شرقاوي هي الحياة، لذا فهو يحاول أن يعيشها بأوجهها المختلفة، فتارة يكتب القصة وتارة يكتب الشعر، ومرة يجرب السيناريو، ومرة يكتب للأطفال، لكنه في كل هذا لا يبحث إلا عن الكتابة بمفهومها الأعمق الذي يتماس من الإنسانية ويتماهى مع الإنسان، هنا في هذا الحوار محاولة للاقتراب من هذا.

* ما الذي يمثله لك فوزك بجائزة معرض القاهرة للكتاب هذا العام عن روايتك الجديدة “عن الذي يربي حجراً في بيته”؟

ـ أية جائزة يحصل عليها المبدع تتركز قيمتها في الأساس على منحه دفعة ومبرراً للكتابة،  وكأنها يد تربت عليك بحنو وتقول لك: “استمر”. المبدع في النهاية إنسان،وبالتالي يحتاج من وقت لآخر إلى من يقول له: “ما تفعله جيد”، وهو ما فعلته معي جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 44، كانت بمثابة دعوة للاستمرار والانتهاء من المشاريع الكتابية المؤجلة، هي جائزة أرضت روحيفى المقام الأول.

 

* توقفت سنوات بعد صدور روايتك “فانيليا” التي لاقت صدى كبيراً، قبل أن تعاود الكتابة، هل كنت متخوفاً من عدم تحقيق نجاح مساو للرواية الأولى؟

ـ بالفعل، هذا ما حدث معي، نجاح “فانيليا” لم أكن أتوقعه، كنت معتاداً على الكتابة وإصدار الكتب،لكن لم يكن يلتفت إليها أحد، كنت معتاداً على ذلك، وتوقعت أن تلاقى “فانيليا” نفس المصير، لكن النجاحفاجأني، وفى نفس الوقت بث بداخلي رعباً من مواصلة الكتابة. تحديداًخوفيكان منصباً على كتاباتي الجديدة: هل ستكون مغايرة لما سبقها أم ستدور في نفس الفلك؟.لفترة ظللت أفكك في الموضوع، فالخوف لم يكن من نجاح أو عدم نجاح ما سوف أكتبه إنما كان من: هل ما سأكتبه سيكون مختلفاً ومغايراً أم هو مجرد تكرار لما كتبته سابقا؟.فىرأييتكرار كتابة هو حالة إفلاس للكاتب، والمغامرة تكون في البحث عن الجديد دوماً والتجريب. لفترة من الوقت تمنيت قتل فانيليا، ليس بالمعنى المجازي ولكن بشكل حقيقي، وهو ما قلته لنفسي كثيراً: “أتمنى موت فانيليا”. موتها كان يعنى بالنسبة لي التحرر من سطوتها، ليس أمراً سيئاً أن يتمنى الكاتب موت روايته، لأنه يعنى الانعتاق منها والبدء في عمل آخر مختلف لما سبقه، هو بعث الحياة ثانية إلى روح الكاتب خفيفاً ورشيقاً متخلصاً من كل الأثقال التي تعوق حركته وأولها كتاباته السابقة. 

 

* يبدو العالم شريراً في روايتك الجديدة، على عكس روايتك الأولى “فانيليا”، التي كانت تدور في عالم طفولي ملائكي، هل كان ذلك مقصوداً لتأكيد فكرة “القتل”؟

ـ كنت أقصد الاختلاف في الكتابة، التخلص من النعومة التي تغلف رومانسية وملائكية فانيليا، لم يكن القصد “كتابة شريرة”إن صح هذا التعبير، وإنما البحث عن “جماليات الشر” في العالم المحيط. محاولة لرصد وإمساك أفكار الراوي الشريرة. في رغبته المحمومة في أن يكون قاتلاً مأجوراً، الشر هنا ليس معكوس الخير، أوالطرف المقابل من ثنائية الخير، إنما هو ما يمكن اعتباره إحدى الصفات المميزة للبشر.

 

* يرى البعض أن ثمة غنائية كانت موجودة في روايتك الاولى، اختفت في الثانية، هل كنت تقصد قتل الغنائية؟

ـ سأقول لك شيئاً، الكتابة تشبه اللعب، أتعامل مع الكتابة وكأنني أمارس اللعب، واللعب يقتضى التجريب والبحث عن الجديد والمغاير والمختلف، ربما كانت هناك غنائية في رواية “فانيليا” لكن النص نفسه هو الذى وضع تلك الغنائية، هو من يفرض شروطه قبل البدء في ممارسة اللعب، وسيختلف الأمر مع كل نص جديد.    

 

* الولد الوحيد المغترب، هو ثيمة أساسية في الروايتين، هل تكشف عن مأزق وجودي أم رؤية نقدية للحياة؟ لماذا تبدو الوحدة حاضرة بشكل أساسي في العملين، خاصة في الرواية الأخيرة؟

ـ ماذا يحدث عندما تلتقى الغربة مع الوحدة؟ المدينة رغم كل ما تحمله من صخب وضجيج هي أنسب مكان لأن تعشش فيه الوحدة، المدينة هي المكان الذى يحتضن الإثنين معاً الغربة والوحدة، كنت أراهما معاً في المقاهي في لحظات الصباح الباكرة، يتجولان سوية بخطوات بطيئة وملامح مستسلمة لما سيحدث، حاولت رصد تلك الحالة وعلاقتها بالمدينة، بدا لي الموضوع مغريا بالكتابة وبرصد عالمه.     

 

* من الممكن النظر إلى روايتيك باعتبارهما قصصاً قصيرة، أو متوالية قصصية، أو رواية، هل تسعى إلى صنع نوع أدبي جديد؟

ـ عند الكتابة لا يكون هناك قصدية أو تعمد لاختيار النوع الأدبي. لم أكن أسعىلصنع نوع أدبي جديد، الأمر ببساطة أن من وضع قواعدفن القصة أو الرواية وضعها بعد تشكل هذين الفنين، لكن الإبداع عموماً هو ضد القيود أو القواعد، فسرعان ما يحطم كل قاعدة وضعت من أجله، فلا يمكن في الوقت الحاليأنأحدد القصة بعدد صفحات أو كلمات معينة، هناك قصص قصيرة في حجم رواية وروايات في حجم 60 صفحة.أرىأن الكتابة نفسها هي الهدف وليس الالتزام بقواعد النوع الأدبي، فالانشغال بالقواعد لن ينتج أدباً مختلفاً، بل سينتج أدباً “مقولباً” بلا روح أو خصوصية، أدب مطابق للمواصفات التي وضعها آخرون، لكنها لن تطابق الروح الإبداعية.  

 

* تكتب الشعر، ولك ديوان غير مطبوع، أين يأتي الشعر في تجربة الطاهر الأدبية، ولماذا التردد في نشره؟

ـ الشعر هو روح الإبداع، أحياناأضبط نفسى وقد كتبت فقرة تغلب عليها روح الشعر فأعود لأخفف منها الشعرية.أمر جيد أن يكون هناك تلاحم وصلات بين أكثر من نوعين أدبيين، كأن يؤثر الشعر على القصة أو الرواية، وأن يستفيد الشعر من تقنيات السرد، أعترف أنني متردد كثيراًفي نشر ديواني، لا أعرف إن كان ذلك يرجع إلى الكسل أمإلى الخوف، ليس خوفاً من النشر ذاته وإنما من الدخول إلى زمرة الشعراء. الشعر أمانة، وأخاف من عدم قدرتي على تحمل تلك الأمانة، أنا مؤمن أن لكل شيء وقت، ربما أنشره قريباً.. من يدرى؟

 

* تبدو مغرماً بالتفاصيل الصغيرة في كتابتك، إلى أي مدى يمكن أن تصنع التفاصيل رواية ناجحة في رأيك؟

ـ أيهما أهمفيرأيك: نجاح الرواية أم متعة الرواية؟ العالم الذى نحياه ما هو إلا مجرد تفاصيل صغيرة، كل شيء من حولنا مكون من تفاصيل، لكنمن الذى يرى تلك التفاصيل؟ من الذى يرصد العلاقات الناشئة بينها؟ من الذى يضع يده عليها ويمنحها شيئاً مختلفاً؟ التفاصيل تمنحك رؤية العالم بشكل مختلف وغير اعتيادي، الأمر يبدو كأنك ترى كوكباً جديداً، لا يهمنيإن كانت روايتي ستكون ناجحة أم لا، ما يهمنى هو متعتى بها ورضائي عنها. 

 

* صدرت لك مجموعات قصصية ترصد عالم الصعيد، لكنك في روايتيك تغادر ذلك إلى المدينة، هل بهذا الشكل يمكن القول أن الرواية تعني المدينة بالنسبة لك؟

ـ ملاحظة ذكية، قصصي القصيرة تدور في عالم القرية ربما لأن القصة قريبة أكثر من الشعر، والقرية مناسبة أكثر للشعر من المدينة. لا أريد أن أطرح رأياً جازماًأو مقولات مسبقة، ما أقصده أن حالة السكينة التيتحياها القرية بطبيعتها الثرية ومفرداتها تجعل الروح تقترب أكثر من الدخول في حالة صوفية، المدينة مختلفة ومربكة لأهلها وستكون مربكة أكثر للذين نشئوا في قرية ثم انتقلوا إلى الحياة في المدينة، المدينة مناسبة أكثر للرواية، هناك علاقة ما بين الاثنين.

 

* لماذا بالمناسبة ينظر إلى الأعمال التي تتناول الريف باعتبارها أقل درجة؟ والأديب الذي لم يكتب عن المدينة كأنه لم ينضج بعد؟

ـ لا أمتلك هذه النظرة تجاه الكتابة عن القرية أو المدينة، ربما أتى الأمر من كون كتابات القرية تدور في عالم متقارب ومشترك ومن خلال “ثيمات” معروفة، ما يجعل القارئ يتوقع ما سوف يقرأ عنه عند قراءته لرواية أو قصة عن القرية، الكتابة عن غير المألوف والغريب بالنسبة لابن المدينة، الكتابة عن عالم لا يعرف تفاصيله أوأسراره، أعتقد أنه فخ وقع فيه من يكتبون عالم القرية، الكتابة بمنطق استشراقي لإبهار ابن المدينة وتقديم العالم المحجوب عن ناظريه.

 

* ثمة بنت موجودة في كل أعمالك، ربما لم تظهر بوضوح إلا في فانيليا، هل هي شخصية واحدة أم شخصيات متعددة؟

ـ تظل البنت مثيرة للدهشة دائما، هي دائما قادرة على مفاجأتى،أرىأن البنات يمتلكن سراً ما، يمتلكن الحياة،يمتلكن القدرة المدهشة على خلق العالم واستمراريته، لا أقصد المعنى البيولوجى، لكن على المستوى النفسيوالروحي، كل البنات في النهاية يمتزجن في بنت واحدة، بالتأكيد عند الكتابة تختلف الشخصية المكتوبة عن الشخصية الواقعية، ربما تكون مغايرة تماماً لها.

 

* تستفيد في الرواية من تقنيات السينما، والسينما الشعرية تحديداً، ما هي علاقتك بالسينما، وكيف أثرت في كتابتك للرواية؟

ـ يمكن وصف السينما بأنها فن ساحر، عندما بدأتأكتب قال لي أحد الكتاب إنقصصي بها روح سينمائية، وقتها قرر الاطلاع على هذا العالم فدرست السيناريو بشكل حر.ما أوده هو نقل ما تفعله السينما في المشاهد الى الكتابة، أن تفعل الكتابة ذلك فيالقارئ، تدهشه وتسحره، تمتعه وتأخذ بألبابه. السينما تفعل ذلك مع جمهورها، هناك علاقة عاطفية بين الاثنين، هل يمكن صنع ذلك في الكتابة؟ كيف أجعل كلماتي تحتوى على الموسيقى ونعومة حركة الكاميرا، كيف أدس السعادة والمشاعر فيكلماتيومفرداتي؟كيف أجعل القارئ يرى كلماتي؟ إنه السؤال الأصعب.

 

* تختفي معالم المكان والزمان في روايتيك وربما الأسماء أيضا، لماذا؟

ـ النص يحكم نفسه ويضع قواعد اللعبة الخاصة به، وهو ما حدث فيروايتي، لم تكن هناك أسماء، كان لدى شعور قويإثناء الكتابة أن الأسماء ستكون قيداً ثقيلاًفي هذا النص تحديداً، وأنالأبطالسيكونونأكثر خفة وحرية وهم يتخلون عن أسمائهم وهو ما فعلته.

 

* هل تعتبر الرواية الجديدة امتداداً لفانيليا، أم مغايرة لها؟ وهل تضايقك المقارنة بينهما؟

ـ أنتظر بقلق حكم القارئ عليها وهل هي امتداد أم لا، وإن كنت أرىأنها مغايرة لأنني قتلت فانيليا، بالطبع تضايقني مقارنة أي نص لي بنص آخر، إنه فخ التكرار الذى حدثتك عنه، الطموح إلىأن يكون كل نص جديد وكأنه أول نص أكتبه.  

 

* كيف تتعامل مع اللغة، خاصة أنك تحرص على تعريب بعض الكلمات العامية؟

ـ لا أنظر إلى اللغة باعتبارها مجرد كلمات ومفردات يتم رصها بجوار بعضها لتعطى في النهاية معنى ما، فبهذا الشكل يمكن للكمبيوتر أن يكتب نصوصا إبداعية. الأمر أشبه بصنع علاقة حب وعشق مع المفردة، التعامل معها باعتبارها كائن حي، الاستمتاع بتذوق الكلمة، حاولت أن أفعل ذلك، وما زلت أحاول، فوضع مفردة عامية في السياق سيمنح الجملة شكلاً جديداً، حتى أن وقعها الموسيقى على الأذن سيكون مختلفا ومميزاً، رغم أن الكثير من المفردات التي أستخدمها ويظنها البعض عامية هي فصحى، لكن تم هجرها وكأنها شيء قديم مهمل تم استهلاكه ولا يليق بأن نستخدمه مرة ثانية ولا حاجة لنا به، ما فعلته أنني نفضت عنها التراب وأعدت استخدامها بلا خجل أو إحساس بالدونية. 

 

* أنت كاتب أطفال، لكن جمال الغيطاني في مقال له عنك، قال إن هناك كاتب طفل يقف خلف الرواية، كيف ترى ذلك، كاتب طفل أم كاتب أطفال؟

ـ سأقول لك سراً، بداخل كل منا طفل، ما يحدث أن معظم الناس وبشكل تلقائى يتخلصون من الطفل الذى بداخلهم، الجيد ألا تفعل ذلك، وأنا لم أفعل ذلك. الدهشةالتي يمتلكها الطفل من كل شيء، التساؤل الذى لا يكف عنه كلما رأى أو سمع، هيالتي تجعلك أكثر اقتراباً من الإبداع، أن تجعل الطفل الذى بداخلك هو الذى يحرك القلم، ويطور أفكارك.أما عن الكتابة للطفل فالكثير يتعامل معها من منطق فوقى، وكأنه من السهل أن “أضحك” على الطفل الصغير بكلمتين، حتى النقاد ينظرون إلى الكتابة للطفل باعتبارها أدباً من الدرجة العاشرة ولا يكلفون أنفسهم حتى بإلقاء نظرة، لو نظرت حولك ستجد أن الأعمال المكتوبة للطفل هيالتي ما زالت حية، وهى المعين الذى لا ينضب، السينما ما زالت حتى الآن تستلهم أليسفي بلاد العجائب وسندريلا.

 

* ما المسافة بين الكتابة والحكي عند الطاهر شرقاوي؟

ـ أحاول ألا تكون هناك مسافة، أحاول أن تكون الكتابة في سلاسة وعذوبة الحكي، ما زلت أتذكر وأنا طفل صغير أنني لم أكن أطيق صبراً حتى تكتمل الحكاية.الحكاؤون المهرة هم رواة عظام، خصوصا الجدات فيالليالي الصيفية المقمرة.

 

* هل توقفت عن كتابة القصة القصيرة، أو بمعنى آخر هل تجاوزتها؟

لم أتوقف عنها، دائما هناك حنين الى كتابة قصة قصيرة، اعتقد انه سيأتي الوقت الذى افعل فيه ذلك.

 

* بدأت الكتابة مبكرا، هل ترى نفسك منتميا إلى جيل معين، وكيف ترى مجايليك، هل يمكن أن يشكلوا شيئاً مختلفاً في تاريخ الأدب المصري؟

ـ بداية كلمة “جيل” بالنسبة لي تبدو غامضة ومبهمة، لكنني سأستخدمها بشكل مجازى، نعم أعتقد أن الكتاب الآن سيفعلون شيئا في الأدب، ليس من قبيل الغرور أو الدفاع عن جيلي، السبب أن كل التيارات في الكتابة الإبداعية موجودة ومتجاورة، لا يوجد تيار واحد يتحكم في الإبداع ويسيطر عليه ويوجهه حيث يشاء، سنجد الرواية التاريخية والرومانسية وأدب الخيال العلمي وأدب الرعب والفانتازيا، كل ذلك موجود في وقت واحد، بالإضافة إلىأن هناك لغات متعددة، كل كاتب له لغته الخاصة به، هذا الجيل لا يتحدث لغة واحدة، أو يحمل هماً واحداً، إنه التنوع الذى سوف يؤدى في النهاية إلىإنتاج شيء مميز ومختلف.

 

* كيف ترى المشهد السياسي في مصر، وعلاقته بالنتاج الأدبي؟

ـ أعتقد أن المشهد في مصر لا يخضع لسيناريو التوقعات، دائما الواقع يحمل من المفاجآت ما يجعل كل الحسابات تتغير وتتبدل، وهو الأمر الذى يجعل الكثير منغمسا فيه لمحاولة فك رموزه وطلاسمه، لن يكون ذلك واضحا على النتاج الأدبي خصوصا الرواية، على الأقل على المدى القصير.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم