أقراص قصصية

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 4
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسن البقالي

تحول جنسي

اللعنة

لست أدري ما الذي أصاب كتاباتي في الآونة الأخيرة، أكتب القصيدة أو القصة القصيرة في صفحات، أو المسرحية أو المقالة النقدية، لكني ما إن أغفل عنها وأعود حتى أجد أنها تحولت إلى قصة قصيرة جدا

الآن

الآن بالذات

وقد أنهيت كتابة رواية من ذوات البدانة السردية، ما إن ذهبت إلى الحمام وعدت حتى وجدتها متلبسة بالتقلص

وإذ أحدثكم الآن، أشد على مفاصلها والأطراف، أجاهد كي أمنعها من التحول إلى قصة قصيرة جدا

على الأقل ريثما ألتقط لها صورة

كي أتأكد من أنني لا أحلم.

***

نية إجرامية

أعترف بأنني أخطط لجريمة قتل

حائر فقط في اختيار الضحية.. فكرت في نيويورك، في ميكسيكو، في القاهرة أو كازابلانكا، أو أية عاصمة أخرى قوامها الإسمنت المسلح وعوادم السيارات وآثار التفاوتات الصارخة بين الشرائح والطبقات

أتسلل إليها تحت جنح الظلام، وأغرس مديتي ناحية القلب، ثم أتركها تنزف من سكانها حتى آخر نسمة، تنزف من الدور والمسارح والجسور…

أنا أشحذ مديتي الآن..

كل مناي أن أقتل مدينة.

***

هويات

فتحت عيني

كان السقف يحدق بي

بعد برهة قال: “لو كان لي قدمان مثلك أيها الآدمي البئيس، لقطعت المسافات، زرت السقوف الأخرى، تبادلنا الأنخاب وعناوين الفايسبوك والنكت البذيئة”

السقف الأحمق لا يعرف أنه متى غادر مكانه، يكف عن أن يصير سقفا.. يصير بلا هوية، ولن يقبل به أحد

تماما

مثلما حصل معي

حين غادرت هويتي الأصلية

وصرت آدميا

****

جنون

كان أول ما فكر في إنجازه لدى تسلمه الحكم متاهة تحت أرضية، للظلام والتيه وبلبلة الحواس والموت البطيء.

قيل إنها بحجم المدينة نفسها

وتنوقلت عنها أقوال كثيرة وحكايات لم تسعف أحدا على التأكد منها أو نفيها، لأنها كالموت، من خاض في مسالكها لا يعود

أعدها في البدء لأسرى الأعداء والمارقين المتمردين على الحكم مثيري الفتن. ثم صارت تبتلع سجناء الحق العام والسكارى، فسائر العوام أخذا بالشبهة والوشاية المغرضة، انتهاء بالأعيان والحراس وحاشية البلاط والحريم والوزراء والمهرجين..

طبعا

كان لا بد أن يفيق يوما ليجد نفسه وحيدا على عرش بارد، وملكا بدون رعية

أتلف الخريطة التي تؤشر على المسلك السري الوحيد الذي يمكن من الخروج من المتاهة إلى شمس الله الساطعة.

ورمى بنفسه هناك

***

كالعزف على القيثارة

حتى في لحظاتي الأكثر إيغالا في العبث، لم أتصور أن أحدث نادل المقهى يوما بما حدثته به، ولا في لحظاتي الأكثر صفاء ونباهة، كنت أتوقع أن يجيبني بما أجاب.

قال: أستاذ.. القهوة المعتادة؟

قلت: لا.. دمك.. أرغب اليوم في كأس من دمك

– يااااه يا أستاذ.. لطالما انتظرت أن أسمع منك هذا الطلب، حتى كدت أيأس ويبتلع الظلام حياتي التافهة

ودون إبطاء، استل من تحت ردنه مدية، وكما يداعب العازف قيثارته الأثيرة، مرر طرفها الحاد على رؤوس أنامله، وترك الدم النازف يملأ الكأس، فيما ظل يرنو إلي بنظرات مفعمة بعشق لا يوصف.

***

حدس

في الفترة الأخيرة صارت له هواية غريبة:

يحدق في الأشياء مليا، ثم يغمض عينيه ويقبض على معالمها في الخيال

هكذا تمكن من خارطة الحي وشكل الأرصفة ومفترقات الطرق وألوان السوق والحديقة والجامع…

لديه حدس عميق بأنه – قريبا- سيصير أعمى

هو الآن يتمرن

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون