أحمد طه صديقي

أحمد طه صديقي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

خضير ميري*

بالرغم من إن الشاعر المصري احمد طه يحسب على جيل السبعينات إلا انه يختلف بخصائص كثيرة عن قصائد هذا الجيل المهم ،لاسيما في كتابته الشعرية التي تتسم بإخلاصها الواضح إلى المبنى العالمي المتعارف عليه في قصيدة النثر ربما قلائل هم الذين يعرفون بتجارب الشاعر احمد طه تغربه لسنوات طويلة في أمريكا واحتكاكه بالثقافات الأخرى ومساهمته في تأسيس مجلة الجراد فضلا عن مساهمته في تحرير مجلتي "عالم الكتاب"ومجلة القاهرة "التي كانت تصدر عن الهيئة العامة للكتاب وصدر له عدد من الدواوين النوعية نذكر منها "لاتفارق اسمي الطاولة48وامبراطورية الحوائط"و"ممر البستان "تمتاز هذا القصائد بالتركيز الشديد على المشهدية الحياتية والاقتصاد الدلالي ومحاولاتها استبطان المواقف اليومية وفقا لأسلوبية شديدة الدقة والتنوع

لأنك تمد خيوطك العنكبوتية

خلف ستائر المنافي

وخلف السنوات التي هربت

منك

لذا..

لم يستطع العسكر اصطيادك

فظلت خيوطك الواهنة

بيتا داكنا للرفاق الموتى

والرفاق المهاجرين

كيف تنسى انك الذي ابتدأت بالرحيل

وابتكرت وجهك الذي نراه

غامضا

بورتريه أنور كامل

لقطات ومشاهد وذكريات تتفجر في قصائده وتحيل الى مراحل حياتية مختلفة في حياة الشاعر في الفترة الأخيرة صرنا نلتقي أنا واحمد طه بانتظام ومتداول حديث الشعر في حاضره وماضيه نسكر ونفكر ونتحسر على العصر الذهبي للمعرفة والفكر والشعر ولكالما شعرنا بالخطر والتهديد الذي يلف ما تبقى من شموع الحداثة العربية المعاصرة في ظل ظروف عسيرة وبدأ ظلامها الديني يزحف على رقابنا في وسط البلد في بار استلا نتقابل وفي “كابدور “نتبادل الأحاديث وسط صخب وعنف الزبائن الجالسين بثقل كمي كبير ولعل مايجعل لقائنا فاعلا ومؤثرا هو مشاركتنا الجلسة مع الصديق المترجم رافيل كوهين وحديثة الشيق عن الأدب والتاريخ وأزمات الحياة السياسية والثقافية في مصر والعالم هذه اللقاءات التاريخية تفتح لنا الذاكرة وتجدد همومنا الفكرية والأدبية وتضعنا في قلب الحدث الثقافي الجديد بصدور الطبعة الثانية من “إمبراطورية الحوائط”عن مكتبة الأسرة تستعيد مصر سيرة إبداعية لشاعر كبير مازال يشكل عصبا حساسا في الحياة الثقافية في مصر ربما سيكون الاستغناء عنه أو إهماله صعبا إن لم يكن مستحيلا كنت قد فارقته قبل يومين وكانت مصر تغلي بثورتها الدائمة على أمل اللقاء في الثلاثاء القادم وسوف نحرص فيها عن الحديث عن رافل كوهين ودوره في ترجمة أدبنا العربي من العربية إلى الانكليزية مع إن الأحداث تتسارع والظروف تتعقد.

………………

*كاتب عراقي

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم